ماهي أسباب التلوث البيئي ؟
ماهي المخاطر الناجمة عن التلوث البيئي ؟
1 ) المقدمة
لكي يحظى الإنسان بصحة جيدة، عليه الاهتمام بصحة ونظافة البيئة المحيطة به.
فكلما ازدادت بيئة الإنسان تلوثاً ؛ كلما تدنى مستوى الصحة، وأصبح الإنسان عرضة للخطر.
يشهد العالم في وقتنا الحالي تلوثاً بيئياً كارثياً، فلم يعد عالمنا كما اعتدناه آمناً على صحتنا وصحة أبنائنا.
سنعرض لكم تعريف التلوث البيئي وأسبابه وسوف نوضح أخطاره على البيئة، ونتطرق لبعض الحلول المعالجة له.
2 ) تعريف التلوث البيئي
هو ظاهرة غير طبيعية؛ يتم خلالها إدخال النفايات والمواد الكيميائية وغيرها من المخلفات على البيئة الطبيعية.
كما ينجم عن ذلك بعض التغيرات السلبية على البيئة الطبيعية، مسببة تلوثاً كارثياً مدمراً للبيئة.
إن النفايات والمواد الضارة الملوثة للبيئة؛ بعضها يسبب ضرراً مباشراً ومؤقتاً، وبعضها الآخر لا يظهر ضرره إلا بعد مدة زمنية طويلة.
علاوة على ذلك؛ تسبب هذه النفايات اختلال في التوازن البيئي وتشكل خطر على الحياة الفطرية للكائنات الحية.
3 ) مستويات التلوث
نستطيع تقييم درجة تلوث البيئة، وذلك من خلال معرفة المستويات المختلفة للتلوث البيئي.
تعرف على درجة مستويات التلوث فيما يلي :
أ) التلوث غير الخطر هو التلوث المنتشر على سطح الكرة الأرضية، ويستطيع الأنسان التعايش معه.
كما أن هذا التلوث لا يسبب خللاً في التوازن البيئي أو ضرراً للإنسان.
ب) التلوث الخطر هو التلوث الذي لا يمكننا التقاضي عنه، فلابُدَّ من اتخاذ الاجراءات الوقائية السريعة ضده.
فهو يسبب خطراً على الإنسان وحياته، وكذلك من غير المسموح التعايش مع هذا المستوى من التلوث البيئي.
ج) التلوث المدمر هو التلوث الذي يسبب انهياراً للإنسان والبيئة معاً فيدمر كل شيء، ويعتبر أخطر أنواع التلوث .
4 ) أنواع التلوث استناداً لمصدره
ينقسم التلوث البيئي بالاستناد لمصدره إلى نوعين، تلوث طبيعي وتلوث صناعي.
التلوث الطبيعي: ناجم عن العوامل الطبيعية، كالبراكين والغازات المنبعثة منها، والصواعق المسببة لحرائق الغابات، والعواصف التي تحمل الرمال فتضر المحاصيل الزراعية وتسبب الأمراض التنفسية للإنسان.
وهذا النوع من التلوث موجود منذ القدم، وصعب السيطرة عليه، والحد من انتشاره.
التلوث الصناعي: ناجم عن أنشطة الإنسان الصناعية والخدمية والترفيهية والتقنيات الحديثة.
يشكل تطوير الأنشطة الصناعية تهديداً مباشراً للبيئة ما يعرض حياة الإنسان للخطر.
كما إن من أهم مصادر التلوث الصناعي صناعة البتروكيماويات والتعدين والبلاستيك والنهضة المعمارية ومداخن المصانع والنفايات النووية والاشعاعية.
و من الممكن الحد من انتشار هذا النوع من التلوث الصناعي، وذلك بالحد من ممارسة أنشطته والتقليل منها.
5 ) أشكال و أنواع التلوث البيئي
أولاً: تلوث الهواء
يقصد به اختلاط الهواء بمواد ضارة، مثل الغازات الدفيئة المسببة للاحتباس الحراري الملوثة للغلاف الجوي.
ومثال على الغازات الملوثة للغلاف الجوي، غاز ثاني أكسيد الكربون وغازات الوقود والأدخنة وأكاسيد النيتروجين، وكذلك الجسيمات المعلقة (الغبار الناعم) بحجمها الدقيق المتراوح 2,5- 10 ميكرومتر.
ثانياً: تلوث الماء
يُعرف تلوث الماء بوجود مواد ضارة غير مرغوب بها، تُغير من خصائصه، مثل الرائحة والطعم واللون، فَتُعكِّرَهُ أحياناً.
وفي الغالب تكون هذه المواد إما مواد بيولوجية أو فيزيائية أو كيميائية، فهي مواد دخيلة وخطرة تعمل على تلوث الماء.
وأحياناً لا تظهر آثار التلوث على الماء؛ على الرغم من احتوائه على بعض الملوثات، مثل وجود بعض الكائنات الحية الدقيقة أو المواد الكيميائية المسببة للأمراض.
ثالثاً: تلوث التربة
نعني بتلوث التربة وجود المواد الكيميائية داخل التربة بتركيزات عالية وغير طبيعية، وهذا النوع من التلوث هو الأقل وضوحاً للناس.
على الرغم من خطورته على صحة الكائنات الحية، حيث تتلوث التربية بالمواد الكيمائية كالمبيدات والأسمدة الكيماوية.
وبالتالي تتلوث المحاصيل الزراعية التي هي مصدر من مصادر الغذاء للإنسان و الحيوان.
رابعاً: تلوث بالنفيات النووية والكيماوية
للنفايات النووية والكيميائية مخاطر عدة؛ فهي تقضي على البيئة، وذلك من خلال اختلاطها مباشرةً بالهواء أو التربة.
فهي تبقي نشطة ومشعة لفترة طويلة في البيئة التي تختلط بها، واختلاطها بالبيئة عادةً ما يكون بسبب الحوادث أو سوء التخزين أو الحروب أو دفنها بالتربة بصورة مخالفة دولياً.
خامساّ: أشكال أخرى للتلوث
هناك أشكال مستحدثة وعديدة للتلوث ، ومنها التلوث البصري أو السمعي أو الضوئي أو الكهرومغناطيسي.
وتعتبر الأشكال الجديدة المستحدثة للتلوث خطيرة و ضارة على البيئة .
6 ) أسباب و آثار التلوث البيئي
أسباب تلوث البيئة متعددة، هناك أسباب طبيعية، وأسباب غير طبيعية، تتدخل بها الأنشطة البشرية.
من الأسباب الطبيعية لتلوث البيئة هو انبعاث غازات البراكين وحرائق الغابات، والغبار التي تحمله الرياح، وكذلك العواصف والأمطار الحمضية .
أما الأسباب الغير طبيعية تتمثل بالأنشطة البشريةالملوثة للبيئة، مثل الصناعات والتعدين، كذلك انبعاث غاز ثاني أكسيد الكربون وغازات الوقود والأدخنة وأكاسيد النيتروجين، التي تنبعث من المصانع والسيارات والطائرات، تسبب تلوثاً للهواء الجوي والبيئة بشكل عام.
وكذلك الأدخنة الناجمة عن مصافي البترول والمواد البتروكيماوية ومحطات الطاقة تساهم في تلوث البيئة.
كما أن المخلفات النووية الناجمة عن الحروب والمحطات النووية، وكذلك مخلفات المبيدات الحشرية الكيماوية التي ترش على المحاصيل الزراعية، جميعها تعمل على الإضرار في البيئة.
كما نشاهد أيضا سوء تصريف مياه المجاري، التي ترمى في المياه الطبيعية النظيفة؛ مما يسبب خللاّ في التوازن البيئي ودماراً لبيئة الكائنات الحية.
آثارها على البيئة والكائنات الحية…
كل تلك الأسباب السابقة تعمل على تلوث البيئة، والإضرار بها بشكل خطير ومدمر، تطال جميع الكائنات الحية.
وهذه الأسباب لها دور واضح في التلوث البيئي، وفي التغير المناخي، وظاهرة الاحتباس الحراري المؤثرة على طبقة الأوزون.
كما تؤثر في انتشار الأمراض والأوبئة ، والمخاطر على مدى قصير؛ كأمراض الحساسية التنفسية، والصداع واضطرابات الجهاز الهضمي إلى آخره من الأمراض.
بالإضافة إلى أنها تؤثر في أمراض ومخاطر طويلة المدى؛ كالتليف الرئوي وسرطانات الرئة، وأمراض القلب والأوعية الدموية، وكذلك أمراض الكلى و الكبد.
7 ) حلول التلوث البيئي
لكي نحل مشكلة التلوث البيئي، علينا اتباع الخطوات التالية :
– الوعي بأهمية بالمشكلة
الوعي بأهمية المحافظة على البيئة، وعمل حملات توعوية وتشجيعية ومؤتمرات، على مستوى الحكومات والأفراد، لتدارس أبعاد مشكلة تلوث البيئة وتفاقمها، وإيجاد الحلول المناسبة لها.
– ايجاد حلول بديلة آمنة
يجب على الانسان التقليل من النشاطات الصناعية الملوثة للبيئة مثل استخدام طاقة الوقود والغاز، واستبدالها بالطاقة النظيفة كطاقة الرياح والطاقة الشمسية، وكذلك استبدال الأسمدة الزراعية الكيماوية بالأسمدة الطبيعية كبقايا الأطعمة.
كما إن التقليل من استخدام البلاستيك، والاتجاه للإستخدام الورقي، وكذلك اعتماد إعادة تدوير النفايات يساهم في حل مشكلة التلوث.
– التوقف عن العادات السيئة الضارة بالبيئة
ومن العادات السيئة الضارة بالبيئة؛ قطع الأشجار، وإلقاء النفايات والمخلفات، وتصريف مياه المجاري الملوثة في البحار والأنهار.
لذلك علينا الحد من هذه العادات السيئة ووضع البدائل الصديقة للبيئة، كذلك وضع المخالفات والغرامات الصارمة؛ للحد من تجاوزات قوانين المحافظة على البيئة.
8 ) الخاتمة
إن التلوث البيئي، المدمر لحياة الكائنات الحية، جعل كوكب الأرض يعاني من الاختناق، عزيزي القارئ/عزيزتي القارئة:
إن دورك مهم، في المحافظة على كوكبنا من التلوث، ساهم معنا في اعادة انعاش كوكبنا الغالي، كي نجعله يتنفس.
ثامر 🌷🌷
