الفحم المنشط هو مسحوق أسود عديم الرائحة وعديم النكهة تم استخدامه منذ العصور القديمة لعلاج الأمراض المختلفة.
في الوقت الحاضر، يتم استخدامه بشكل شائع في البيئات الطبية لعلاج الجرعات الزائدة من المخدرات أو كعلاج طارئ مضاد للسموم.
يعتقد أن الفحم المنشط يقدم العديد من الفوائد الأخرى، بما في ذلك تقليل الغازات وانتفاخ البطن، وانخفاض مستويات الكوليسترول، وتحسين وظائف الكلى. يدعي بعض الناس أنه يساعد على تبييض أسنانك وتصفية المياه وحتى علاج مخلفات الكحول.
ومع ذلك، قد تتساءل عن عدد هذه الادعاءات التي يدعمها العلم.
تستعرض هذه المقالة ما هو الفحم المنشط، بالإضافة إلى فوائده وآثاره الجانبية وجرعته القائمة على الأدلة.
ما هو الفحم المنشط؟
الفحم المنشط هو الفحم الذي تمت معالجته بالأكسجين في درجات حرارة عالية جدا لجعله أكثر مسامية. يغير هذا العلاج هيكله الداخلي، ويقلل من حجم مسامه ويزيد من مساحة سطحه.
يباع المسحوق الأسود الناعم الناتج كما هو أو يغلف كمكملات غذائية. يضاف الفحم المنشط أيضا إلى مختلف المنتجات الغذائية وغير الغذائية، من الآيس كريم إلى معجون الأسنان.
ملخص: الفحم المنشط هو نوع من الفحم الذي تتم معالجته لجعله مسامي اكثر، أي تنفذ منه السوائل. يباع في شكل ملحق ومسحوق، بالإضافة إلى إضافته إلى مختلف المنتجات الغذائية والمنزلية
كيف يعمل الفحم المنشط؟
يؤدي تنشيط الفحم بالغاز في درجات حرارة عالية إلى تطوير ثقوب مجهرية، مما يزيد من مساحة سطحه.
لا تمتص أمعائك الفحم المنشط. وبالتالي، بعد ابتلاعه، يصل إلى أمعائك في شكله دون تغيير .
يحتوي نسيج الفحم المسامي على شحنة كهربائية سالبة، مما يجعله يجذب جزيئات مشحونة إيجابيا، مثل السموم والغازات. عندما تمر السوائل أو الغازات عبر هذا الفحم المنشط، فإنها ترتبط به من خلال عملية تعرف باسم الامتزاز.
يتم احتجاز هذه السموم والمواد الكيميائية في أمعائك والقضاء عليها من خلال البراز بدلا من امتصاصها في جسمك.
الفحم المنشط فعال جدا أيضا في امتصاص الغازات، والتي يمكن أن تساعد في تقليل انتفاخ البطن.
ملخص: يساعد نسيج الفحم المنشط المسامي سالب الشحنة على احتجاز السموم، مما يمنع جسمك من امتصاصها. كما أنه فعال في محاصرة الغازات للتخفيف من انتفاخ البطن.
فوائده واستخداماته
الفحم المنشط له العديد من الفوائد الصحية المحتملة.
ومع ذلك، تعتمد بعض هذه الفوائد على الأبحاث التي مضى عليها عقود، لذلك يجب توخي الحذر.
علاوة على ذلك، يجب ألا تدير الفحم المنشط ذاتيا كعلاج للسم أو الجرعة الزائدة. إذا كنت تشك في التسمم أو الجرعة الزائدة، فمن الأفضل طلب المساعدة الطبية الطارئة على الفور.
علاج السموم في حالات الطوارئ
تم استخدام الفحم المنشط كعلاج طارئ مضاد للسموم منذ أوائل القرن التاسع عشر. ذلك لأنه يمكن أن يرتبط بمجموعة واسعة من الأدوية، مما يقلل من آثارها.
يمكن استخدام هذه المادة لعلاج الجرعات الزائدة من كل من الأدوية الموصوفة والأدوية التي لا تستلزم وصفة طبية مثل الأسبرين والأسيتامينوفين والمهدئات.
تشير الدراسات إلى أن تناول 50-100 جرام من الفحم المنشط في غضون 5 دقائق من تناول الدواء قد يقلل من قدرة الشخص البالغ على امتصاص هذا الدواء بنسبة تصل إلى 74٪.
يقال أنه يكون أكثر فائدة عند تناوله في غضون الساعة الأولى بعد جرعة زائدة أو تسمم. تشير الدراسات القديمة إلى أنه من غير المرجح أن يساعد تناوله بعد هذه الساعة الأولية.
ومع ذلك، تشير الأبحاث الحديثة إلى العديد من الحالات التي كانت فعالة فيها حتى عندما تجاوزت هذه الساعة الأولى. قد يكون هذا لأن الفحم المنشط لا يمنع امتصاص الدواء فحسب، بل يساعد جسمك أيضا على التخلص من الأدوية الممتصة بالفعل بسرعة أكبر.
علاوة على ذلك، تشير الأبحاث إلى أن الفحم المنشط قد يكون مفيدا إذا تم تناوله لمدة تصل إلى 4 ساعات بعد تناول الأدوية المتأخرة الإطلاق، وتلك التي تبطئ عملية الهضم، وجرعات الأدوية الكبيرة.
في البيئات الطبية، تتبع الجرعة الأولية من 50-100 جرام في بعض الأحيان عدة جرعات أصغر من 10-25 جراما، تؤخذ كل 2-4 ساعات لمدة تصل إلى 6 ساعات.
قد يساعد بروتوكول الفحم المنشط متعدد الجرعات (multidose activated charcoal-MDAC) في التسمم من الأدوية الممتصة ببطء.
على الرغم من الحاجة إلى مزيد من الأبحاث، قد يكون MDAC مفيدا بشكل خاص في حالات ابتلاع الدابسون والفينوباربيتال والكينين والكربامازيبين والثيوفيلين.
من المهم ملاحظة أن الفحم المنشط غير فعال في جميع حالات التسمم. على سبيل المثال، يبدو أن له تأثيرا ضئيلا على التسمم بالكحول أو المعادن الثقيلة أو الحديد أو الليثيوم أو البوتاسيوم أو الأحماض أو القلويات.
تحذر كل من الدراسات القديمة والجديدة من أنه لا ينبغي إعطاء الفحم المنشط بشكل روتيني في جميع حالات التسمم. بدلا من ذلك، ينبغي النظر في استخدامه على أساس كل حالة على حدة من قبل المتخصصين المؤهلين في الرعاية الصحية.
قد يعزز وظائف الكلى
من الممكن ان يعزز وظائف الكلى عن طريق تقليل عدد الفضلات التي يتعين على كليتيك تصفيتها.
قد يكون هذا مفيدا بشكل خاص للأشخاص الذين يعانون من أمراض الكلى المزمنة. عادة ما تكون الكلى السليمة مجهزة تجهيزا جيدا لتصفية دمك، ولكن هذه الحالة تمنع قدرة الكلى على إزالة اليوريا والسموم الأخرى.
يمكن أن تنتقل اليوريا ومنتجات النفايات الأخرى من مجرى الدم إلى أمعائك من خلال عملية تعرف باسم الانتشار. في أمعائك، ترتبط بالفحم المنشط وتفرز في البراز.
تشير الدراسات البشرية القديمة إلى أن الفحم المنشط قد يساعد في خفض مستويات اليوريا والنفايات الأخرى في الدم، فضلا عن تحسين وظائف الكلى لدى الأشخاص الذين يعانون من أمراض الكلى المزمنة.
قد يقلل من أعراض متلازمة رائحة السمك
قد يساعد في تقليل الروائح الكريهة لدى الأفراد الذين يعانون من ثلاثي ميثيل أمينوريا -Trimethylaminuria (TMAU), المعروف أيضا باسم متلازمة رائحة السمك.
تشير الدراسات إلى أن سطح الفحم المنشط المسامي قد يرتبط بمركبات صغيرة ذات رائحة كريهة مثل TMA، مما يزيد من إفرازها.
أعطت إحدى الدراسات الصغيرة القديمة الأشخاص الذين يعانون من TMAU 1.5 جرام من الفحم لمدة 10 أيام. خفضت هذه الجرعة تركيزات TMA في بولهم إلى مستويات طبيعية.
تشير دراسة حالة أحدث إلى أن الجمع بين الفحم المنشط والأدوية والتغيرات الغذائية قد يساعد في تقليل الرائحة السمكية لدى الأشخاص الذين يعانون من TMA.
قد يقلل من مستويات الكوليسترول
قد يساعد في خفض مستويات الكوليسترول.
تشير الأبحاث القديمة إلى أن الفحم المنشط قد يرتبط بالكوليسترول والأحماض الصفراوية المحتوية على الكوليسترول في أمعائك، مما يمنع امتصاصها.
في إحدى الدراسات القديمة، أدى تناول 24 جراما من الفحم المنشط يوميا لمدة 4 أسابيع إلى خفض الكوليسترول الكلي والكوليسترول الضار بنسبة 25٪ لكل منهما مع رفع الكوليسترول الحميد (الجيد) بنسبة 8٪.
في حالة أخرى، ساعد تناول 4-32 جراما من الفحم المنشط يوميا في تقليل الكوليسترول الكلي وLDL (الضار) بنسبة 29-41٪ لدى أولئك الذين يعانون من ارتفاع مستويات الكوليسترول في الدم. كانت الجرعات الأكبر أكثر فعالية.
لاحظت دراسات أخرى استنتاجات مماثلة، على الرغم من أن النتائج مختلطة. بالإضافة إلى ذلك، أجريت جميع الأبحاث ذات الصلة في الثمانينيات، لذلك هناك حاجة إلى نتائج أحدث.
ملخص: قد يعالج الفحم المنشط التسمم والجرعات الزائدة من المخدرات وحالة تسمى TMAU. قد يساعد أيضا في خفض مستويات الكوليسترول، على الرغم من ضرورة إجراء المزيد من الأبحاث.
الاستخدامات المنزلية والتجميلية وغيرها من الاستخدامات المحتملة
الفحم المنشط هو علاج منزلي شائع للعديد من الأمراض الأخرى – ويستخدم أحيانا لأغراض منزلية وتجميلية أخرى. ومع ذلك، فإن معظم هذه الفوائد المزعومة لا يدعمها العلم.
تخفيض الغاز – تشير إحدى الدراسات الحديثة إلى أن تناول الفحم المنشط قبل 8 ساعات من الموجات فوق الصوتية في البطن يقلل بشكل كبير من كمية الغاز في أمعائك، مما يسهل الحصول على صورة واضحة بالموجات فوق الصوتية. ومع ذلك، هناك حاجة إلى مزيد من الأبحاث.
مساعدات الإسهال – تشير إحدى دراسات الحالة إلى أنه قد يساعد في علاج الإسهال، ولكن من الضروري إجراء دراسات عالية الجودة.
تنقية المياه – قد يساعد في تصفية المياه عن طريق إزالة الملوثات والمواد الصلبة العالقة والكائنات الحية الدقيقة مثل البكتيريا – كل ذلك دون التأثير على درجة الحموضة أو طعم الماء.
تبييض الأسنان – يقال إن هذه المادة تبيض الأسنان بشكل قصصي عند استخدامها كشطف للفم أو في معجون الأسنان. يقال إنه يفعل ذلك عن طريق امتصاص البلاك ومركبات تلطيخ الأسنان الأخرى. ومع ذلك، لا توجد دراسات تدعم هذا الادعاء.
علاج الجلد – يقال إن تطبيق هذه المادة على بشرتك يعالج حب الشباب وقشرة الرأس ولدغات الحشرات أو الثعابين. ومع ذلك، لا يوجد دليل تقريبا يدعم هذه الادعاءات.
ملخص: الفحم المنشط له العديد من الاستخدامات المنزلية الشائعة. ومع ذلك، فإن الحد من الغاز والحد من الإسهال وترشيح المياه يدعمها العلم فقط. هناك حاجة إلى مزيد من الأبحاث لجميع التطبيقات تقريبا.
هل الفحم المنشط آمن؟
يعتبر الفحم المنشط آمنا في معظم الحالات، وردود الفعل السلبية نادرة.
ومع ذلك، قد يسبب بعض الآثار الجانبية غير السارة، وأكثرها شيوعا هو القيء، خاصة إذا كان السوربيتول يستخدم أيضا كعنصر.
في حالات نادرة جدا، تم ربط الفحم المنشط بانسداد الأمعاء. قد تكون أكثر عرضة لخطر أكبر إذا كنت تعاني من اضطرابات حركة الأمعاء، أو تتناول أدوية أفيونية أو مضادة للعضلات، أو تتناول MDAC.
تحذر الأكاديمية الأمريكية لعلم السموم السريرية (AACT) كذلك من الفحم المنشط في حالات النزيف أو الانسداد أو الثقوب في أمعائك.
علاوة على ذلك، عند استخدامه كترياق سم طارئ، هناك خطر من أنه يمكن أن يدخل رئتيك بدلا من معدتك. هذا صحيح بشكل خاص إذا كنت تتقيأ أو تشعر بالنعاس.
على هذا النحو، لا ينبغي إعطاء هذه المادة إلا لأولئك الذين لديهم وعي تام.
ضع في اعتبارك أن الفحم المنشط قد يقلل أيضا من امتصاص بعض الأدوية. إذا كنت تتناول حاليا أدوية أخرى، فمن الأفضل استشارة طبيبك قبل تناول هذه المادة.
ملخص: يعتبر الفحم المنشط آمنا بشكل عام ولكنه قد يسبب آثارا جانبية غير سارة مثل القيء. قد يتداخل أيضا مع بعض الأدوية.
ما هي جرعة الفحم المنشط التي يجب أن تتناولها؟
إذا كنت مهتما بتجربته لأغراض تجميلية أو منزلية، فهو متاح على نطاق واسع عبر الإنترنت وفي متاجر المكملات الغذائية. يمكنك شراء المكملات الغذائية في شكل حبوب منع الحمل أو البودرة. إذا اخترت مكمل مسحوق، فاخلطه بالماء أو العصير لتسهيل ابتلاعه.
تأكد من اتباع تعليمات الجرعة على الملصق، أو استخدم تلك الموجودة في الدراسات المذكورة أعلاه.
في حالة التسمم بالمخدرات، اطلب المساعدة الطبية على الفور. يمكن للمهنيين الطبيين إعطاء جرعة من 50-100 جرام من الفحم المنشط في أقرب وقت ممكن. عادة ما يتم إعطاء الأطفال جرعة أقل من 10-50 جراما، اعتمادا على أعمارهم.
لاحظ أن الجرعات للحالات الأخرى مستمدة من الدراسات القديمة. حاليا، تتراوح هذه من 1.5 جرام لعلاج مرض الرائحة السمكية إلى 4-32 جراما يوميا لخفض الكوليسترول وتعزيز وظائف الكلى لدى المصابين بأمراض الكلى في المرحلة النهائية.
يجب تحديث هذه التوصيات مع ظهور دراسات جديدة.
ملخص: يتوفر الفحم المنشط كمسحوق وحبوب منع الحمل. تأكد من اتباع تعليمات الجرعة على الملصق.
خلاصة القول
الفحم المنشط هو علاج طبيعي له استخدامات مختلفة.
إنه الأكثر استخداما كجرعة زائدة طارئة أو علاج مضاد للسموم. تدعم كميات كبيرة من الأبحاث هذا التطبيق.
قد يساعد أيضا في خفض مستويات الكوليسترول، ومكافحة أعراض متلازمة الرائحة السمكية، وتحسين وظائف الكلى، والحد من الغازات والإسهال. ومع ذلك، تميل الدراسات التي تدعم هذه الفوائد إلى أن تكون أقدم أو محدودة النطاق.
يمكن أن يتفاعل مع الأدوية الأخرى، لذلك استشر طبيبك قبل تجربته إذا كنت تتناول الأدوية حاليا. قد ترغب أيضا في البدء بالحد الادنى للجرعة الموصى بها لمعرفة كيفية تفاعلك معها قبل زيادة الكمية.
المصادر
PubMed Central – قاعدة بيانات تحظى باحترام كبير من المعاهد الوطنية للصحة + الأطعمة والمواد المغذية والمكونات الغذائية مع المطالبات الصحية المعتمدة في الاتحاد الأوروبي – المجلد 3 – سلسلة نشر وودهيد في علوم الأغذية والتكنولوجيا والتغذية. 2018، الصفحات 237-248. 16 – المطالبات الصحية المعتمدة للاتحاد الأوروبي بشأن الفحم المنشط واللاكتولوز والميلاتونين
