إعتاد كبار قراء القرآن الكريم في العالم الإسلامي على إنهاء التلاوة بترديد جملة “صدق الله العظيم“. وذلك للايعاز بانتهاء التلاوة، وقد درج المسلمين على ترديد “صدق الله العظيم ” اعتقاداً منهم بأنها تأتي من باب الثناء على الله.
ومن خلال هذا السياق ،سنتطرق الى صحة قول “صدق الله العظيم ” وحكمها ، وما اصلها في الدين الاسلامي.
ومما لا شك فيه ،ان الله سبحانه وتعالى هو اصدق القائلين ، حيث قال تعالى:
اعوذ بالله من الشيطان الرجيم.
باسم الله الرحمن الرحيم.
” وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللَّهِ قِيلاً “.
سورة النساء ، الآية “٢٢“.
إن التزام هذه الصيغة بعد الانتهاء من تلاوة القرآن الكريم تعتبر صيغة غير مُثبتة. وهي من الأمور المستحدثة. وذلك لأن الله سبحانه وتعالى دائم الصدق، ولا يجوز ان نعطيه صيغة الصدق في الماضي وذلك لأن كلمة صدق هي فعل ماضي. فالله صادق في الماضي وفي الحاضر وفي المستقبل وفي جميع الأوقات والأحوال.
مما يجدر الإشارة له، أنه لم يرد عن الأثر قول “صدق الله العظيم”. وذلك لأن التصديق فعل مضارع مستقبلي وماضي. بمعنى انه ثلاثة معان في معنى واحد، كما انه لا يقترن قول “صدق الله العظيم” في التلاوة فقط، فهي مغلوطة وخطأ اجتماعي.
فنحن عندما نقول: قال الله تعالى، فإن قال : تعني قال الله تعالى بالسابق الزمني. لكن صدق لا تعني ان الله جل وعلا قد صدق في الماضي فقط. وانما صِدق الله سبحانه وتعالى يشمل صفة الصدق في جميع الأوقات والأحوال.
وللبت في قول هذه الصيغة ، فقد صدر عن دائرة الافتاء في مكة المكرمة اجتهاد تطابق مع اجتهاد الأستاذ ثامر، وهو اجتهاد اقرب للعقلانية حيث انهم قالوا:
وأما المداومة على قول صدق الله العظيم بعد التلاوة: فقد ذكر جمع من المحققين من العلماء المعاصرين انها بدعة إضافية. وقالوا هو ذكر مطلق، وتقييده بزمان، أو مكان، أو حال من الأحوال، لا بد له من دليل. إذ الاذكار المقيدة لا تكون إلا بدليل، ولا يمكن الإعتماد في ذلك على أصل الإباحة، للقاعدة الفقهية: الأصل في العبادات التحريم ، والأصل في العادات الإباحة.
وبناءاً على ما سبق ، فإن التزام هذه الصيغة لا دليل عليه، وهو من المحدثات . وهنا لا بد من ذكر الحكم الشرعي :
تعتبر صيغة ” صدق الله العظيم ” بدعة.
الله اعلم واحكم .
ثامر 🌷🌷
المصدر : محبين الفلك والجفر مع ثامر.
