ماذا بعد تحقيق الهدف ؟

the sun
دقيقة للقراءة
الفلك والجفر مع ثامر - ماذا بعد تحقيق الهَدف ؟

المقدمة

ماذا بعد تحقيق الهدف ؟ مما لاشك فيه، أننا جميعاً نسعى وبشتى الطرق، أن نحقق أحلامنا

وأن ننجح في الوصول لأهدافِنا وطموحاتنا

ولكن ! ماذا بعد الوصول والنجاح في تحقيق أهدافِنا وأحلامنا ؟ سؤال مهم يطرح نفسه

وعليه نجيب من وجهة نظرنا في المقال التالي

- Advertisement -

أولاً : مهم أن يكون لك هدف

نعم ؛ من المهم أن يكون للإنسان هَدف يسعى لتحقيقه والوصول إليه، سواء كان على الصعيد المهني، أو الاجتماعي، أو التعليمي، أو حتى الشخصي

فالله -عزّ وجلّ- لم يخلقنا عبثاً، بل خلقنا لعبادته وطاعته، وإعمار الأرض

كذلك، حثنا سبحانه وتعالى، على العمل وجعله عبادة، والسعي ابتغاءً من فضله الواسع

كما جعل الله -جلّ وعلا- للعلم والعلماء مكانه خاصة ورفيعة / أهمية العلم، وعدد السنين والحساب

ويأتي ذلك في آيات القرآن الكريم، كقوله تعالى :

- Advertisement -

بسم الله الرحمن الرحيم

{ فَإِذَا قُضِيَتِ الصَّلَاةُ فَانْتَشِرُوا فِي الْأَرْضِ وَابْتَغُوا مِنْ فَضْلِ اللَّهِ وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيرًا لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ } الجمعة،آية ١٠

{ مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَىٰ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً ۖ وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُم بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ } النحل، آية ٩٧

{ يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ } المجادلة، آية ١١

بعض من الآيات القرآنية الكريمة عن العمل والعلم

ف وجودك في الأرض ليس عبثاً، ومن أسباب وجودك في هذهِ الحياة، لتتعلم وتعمل وتعمر في الأرض

لذلك من المهم أن تجعل حياتك ذات قيمة ومعنى، وتطبق ما أمرنا الله تعالى به

- Advertisement -

فضع أهدافِك واسعى لتحقيقها والوصول إليها، سواءً كانت قصيرة المدى أو طويلة المدى

وضع خطة شاملة دقيقة من العوامل المهمة للوصول للهدف

ثانياً : السعي وراء الهدف

يوجد لدى معظم الناس هَدف أو طموح، يسعون جاهدين وبكل الطرق المتاحة، للوصول إليه

أن تضع هَدف ما شيء جميل، ولكن الأجمل أن تسعى وراء تحقيق هذا الهَدف

ولكن ؛ كيف أصل لأهدافي، وأنال طموحاتي، وأحقق أحلامي ونجاحاتي ؟

نذكر هنا أهم عوامل النجاح في السعي للوصول للأهدْاف :

١- التخطيط

٢- الاصرار والعزيمة

٣- الإرادة والرغبة

٤- الالتزام والانضباط

٥- التركيز

٦- التطبيق والانجاز

٧- التعلم والتثقيف

٨- المثابرة والصبر

الإنسان الذي يمتلك تلك العوامل، ويسير بها، ينجح ويصل لأهدافِه بإذن الله تعالى

ولكن ! لنفكر بواقعية أكثر، وللتفكير بواقعية له أبعاد ممتازة كذلك

ماذا بعد تحقيق الهَدف ؟ ماذا بعد حصولك ووصولك لهدفك ؟

قد تكون إجابتك، وضع هدفٍ جديد والسعي له، بالطبع هذا جواب ممتاز ولكن هل أمنت على هدفِك الذي وصلت إليه ؟

هل أمنت والله هو المؤمن، مقعدك الذي وصلت إليه، أم إنك بدأت في بداية النهاية ؟ والله هو البادي، والناهي وهو المعيد

نوضح أكثر ؛

ثالثاً : تأمين الهدف

لنعتبر على سبيل المثال ؛ هدفُك أن تصبح مدير شركة ما، ووضعت الخطة والاجتهادات واتبعت جميع الأساليب لتنال ثقة المسؤولين ومجلس الإدارة، حتى يختاروك لهذا المنصب، أو مدير لقسم من الأقسام في الشركة، وبالفعل وصلت لهدفَك وتم اختيارك للمنصب

السؤال هنا، كيف سوف تحافظ على الاستمرار في هذا المنصب والمحافظة على هدفَك الذي سعيت لأجله ؟

هل أمنت المحافظة على هدفَك ؟

وفي نفس السياق، نأتي بمثال آخر عن هدفْ الشهرة، على سبيل المثال، مطرب أصدر أغنية نالت شهرة واسعة، كذلك المطرب نفسه انشهر بسبب هذهِ الأغنية

ولكن بعدها لم يصدر أي أغنية واختفى، تجد هنا أنه حقق هدفهُ وهو الشهرة، ولكن هل حافظ على هذا الهدف واستمر، هل أمّن هدفهُ ؟ لا

وهنا لنا وجهة نظر خاصة نذكرها فيما يلي :

إن المتعة والاستمتاع هو بالصعود والمسير إلى الهدف

وأكثر راحة هو المسير إلى الهدفْ من أن تصل الهدفْ نفسه

حيث يبدء التعب الحقيقي، عندما تصل إلى الهدف نفسه الذي تنوي الوصول إليه بفضل الله عز وجل، و ترى كيف تحافظ على هذا الهدفْ ؟

تعبك سوف يصبح للحفاظ على الهدف، وتعب الحفاظ على الشيء هو أصعب بكثير من الوصول إليه .

المتعة والاستمتاع هو الوصول للهَدف .. وتعب المسير أكثر راحة من الوصول والمحافظة على الهَدف

رابعاً : بداية النهاية

لابد اجتماعيًا وفكرياً، أن نعي هذه الخطوة وهذه النقطة بشكلٍ جاد

حيث أن الحفاظ على الأهداف، هو أهم من الأهداف وأكثر تعبأ من الوصول إلى الأهداف

هذا سبب بداية طريق الفشل، إن أول طريق الفشل ليس التعثر بالوصول إلى الهدف، بل الوصول إلى الهدف هو أول طريق الفشل.

وذلك لأنك تكون قد وصلت للقمة ( الهَدف = القمة )، بعد ذلك ماذا ضل أمامك ؟ انحدار فشل أو سقوط، لذلك هنا لابد أن تركز كثيراً.

تركز كثيراً وتجتهد كثيراً للحفاظ على الهدف الذي وصلت إليه، انظر لمقال/برمجة العقل والأفكار

وقس على ذلك، ليس فقط على نفسك، أو عائلتك أو المجتمعات والأفراد، حتى الجماعات وحتى الدول والبلاد ( انظر للاتحاد السوفيتي بعد أن وصل للقمة إنهار ) .

لذلك لابد أن تكون مستعد لهدفك، وتعي السبُل للمحافظة عليه وتأمنه

وعلى نفس هذا السياق، نذكر مدير الشركة الحكيم، الذي أراد أحد موظفيه أن ينال منصباً عالياً في الشركة، وكان هذا الموظف ذات كفاءة متدنية لا تصلح لمثل هذهِ المناصب، ولأن المدير الحكيم يعلم أنه إن حاول أن يمنع الموظف من حصوله على المنصب، سوف يصّر ويحاول بكل الطرق والأساليب المشروعة والغير مشروعة، لتحقيق هدفه

قام المدير الحكيم بتعيين هذا الموظف مديراً لأهم وأكبر قسم في الشركة، وبعد أن وصل الموظف لهدفه، وجد نفسه أمام معضلة كبيرة ومسؤولية هائلة، هو ليس أهل لها، وبالتالي قدّم الموظف استقالته

المدير الحكيم اختصر الوقت والجهد وأنهى هدف الموظف، والموظف لم يستطع أن يُأمّن ويحافظ على هدفه، وذلك لأنه لم يعي كيفية وأهمية المحافظة على الهدف

ختاماً

تكمن المتعة والاستمتاع في المسير نحو تحقيق الأهداف، ففي كل خطوة نخطيها، قد نتعثر، وقد نسقط، قد نُحبط و نخطيء

لكننا نتعلم ونجتهد أكثر، نكسب خبرة ونطبق، ننهض ونُكمل المسير نحو الهدف

لذلك أمرنا الله تعالى، بالعمل والسعي والتوكل عليه سبحانه، فمنا العمل ومنه تعالى النتائج والأجر والجزاء

فماذا بعد تحقيق الهدف ؟ بعد تحقيق الهدف هل أمنته ؟

ثامر 🌷🌷

الله أعلم وأحكم

المصدر : محبين الجفر والفلك مع ثامر

مشاركة