التصالح مع النفس

Mercury
دقيقة للقراءة
التصالح مع النفس الفلك والجفر مع ثامر

المقدمة:

أصبح الكثير منا مؤخرا، يسمع بمصطلح “التصالح مع النفس” أو “التصالح مع الذات” دون أن يعي معناها الحقيقي والبسيط،

حيث لا نكاد نمر على عالم من علماء التنمية البشرية، أو علم النفس، إلا ونجد أنه قد تطرق إليه.
بل وسال الكثير من الحبر، وألفت الكثير من الكتب، التي باتت رفوف المكتبات تعج بها، ومازاد الطين بلة أن الموضوع وصل إلى مختلف وسائل التواصل الإجتماعي، حيث صار كل من هب ودب يتحدث فيه.

وقد سبق أن تطرقنا إلى عدة مواضيع مهمة، مثل برمجة العقل الباطن وقانون الجذب …إلخ.
وهنا نطرح السؤال:

- Advertisement -

هل نستطيع أن نبرمج عقلنا على ما نريد أو أن نستخدم قانون الجذب ونحن لم نمتلك بعد جوهرة “التصالح مع النفس؟؟


في البداية، لابد أن نعرف مفهوم كلمة التصالح، وكلمة النفس، حيث نجد معناها في المعاجم الحديثة والمعاصرة:
التصالح: تصالح، يتصالح، تصالحا، فهو متصالح. تصالح القوم: بمعنى توافقوا وزال الخصام.
النفس: الروح، خرجت نفسه، جاد بنفسه: مات/النفس: الدم / النفس: ذات الشيء وعينه /النفس الناطقة: معناها نفس الإنسان جسم، ذات، الروح.

التصالح مع النفس هو من أجمل الخصال الشخصية، حيث تصغي لعقلك وقلبك في آن واحد، وأنت واثق بأنهما لن يخذلانك؛ لأن هذه الثقة المتبادلة بينك وبين عقلك وقلبك؛ قد تكونت خلال أعوام سابقة في قاع الذاكرة السحيقة.
عندما تغفل عن شيء يُذكرانك، وعندما يغفلا هما عن أمر ما، فأنت تذكرهما.
ثلاثة لا يجتمعون ولا ينفصلون في نفس الوقت: عقلك، نفسك، وقلبك.


فهل أنت متصالح مع نفسك؟؟ أم أن عقلك وقلبك ونفسك خذلوك يوما ما ؟؟


لقد تكلموا لك كثيرا عن الطاقة، ولكن لم يقل لك أحد منهم يوما، بأن قوتك تكمن في مصالحة نفسك فقط.
فإن أنت رضيت عن نفسك -بعد رضى الله طبعا- وصلت لأعلى درجات الطاقة.
فلان شخصيته قوية = متصالح مع نفسه
فلان مهزوز = غير متصالح مع نفسه
لماذا يكون ذو شخصية مهزوزة؟
إما أنه لا يثق بعقله، أو أنه لا يثق بنفسه، أو أنه لا يثق بقلبه.
اذهب وابحث بالإنترنت، والكتب؛ لن تجد شرحا بسيطا حقيقيا مثل هذه السطور البسيطة.
إذن أنت من يحكم هل أنت متصالح مع نفسك أم لا.

الطريق الصحيح، هو طريق النور الذي ينبثق من سلام داخل النفس، يأتي عندما يتصالح الإنسان مع نفسه.
أن تتصالح مع نفسك، معناها أن تستوي نفسك فترسلك إلى الطريق الصحيح: الطريق الذي أنعم به الله عليهم.
الرب له ما بالنفس، وأنت لك ما بالظاهر. هو من يحاسب.

لو كانوا يملكون إيمان التغيير، لتغيروا.
قال اليسوع: “خرافي تسمع صوتي فتتبعني” ، بمعنى آخر، الخراف التي لا تسمع صوته لا تتبعه، وهذه إشارة مهمة حول إتباع النور والقلب في الإيمان.
الصوت هنا صوت القلب وليس صوت الأذان الذي يسمع.
التغيير يبدأ من الداخل لكن من ختم الله على قلوبهم غشاوة نسأل الله أن ينزل رحمته عليهم.
قال الله عز وجل في كتابه:
{فِي قُلُوبِهِمْ مَرضٌ فزَادَهُمْ اللهُ مَرَضًا} (سورة البقرة الاية الاية: 9)

- Advertisement -


ما المقصود بالمرض؟؟

الآيات تتحدث عن الكافرين، حيث يقول الله تعالى عنهم
لرسوله: سواء أنذرتهم أم لم تنذرهم فلن يؤثر ذلك بهم، لأن قلوبهم مغلقة عن الإيمان، يقولون أنهم آمنوا وهم كاذبون؛ لأن مرض النفاق والكذب والكفر يسكن فؤادهم. والقلب إشارة إلى الداخل الجوفي للإنسان.

قال الله تعالى في كتابه:
{1 ومِنَ النَّاسِ مَن يَقُولُ آمَنَّا بِاللَّهِ وَبِالْيَوْمِ الآخِرِ وَمَا هُم بِمُؤْمِنِينَ
2 يُخَادِعُونَ اللَّهَ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَمَا يَخْدَعُونَ إِلاَّ أَنفُسَهُم وَمَا يَشْعُرُونَ
3 فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ فَزَادَهُمُ اللَّهُ مَرَضاً وَلَهُم عَذَابٌ أَلِيمٌ بِمَا كَانُوا يَكْذِبُونَ}. (سورة البقرة الأيات: 7-8-9)

- Advertisement -

الصدقة أو الحسنة بعشرة أضعافها، والله يضاعف لمن يشاء، والنفاق والكفر كذلك يزيد الله فيه لمن يشاء، حيث قال تعالى:
{…يَمُدُهُمْ فِي طُغْيَانهمْ يَعْمَهُون}. (سورة البقرة الاية 14)

وفي الختام:

نستخلص أن أهم نقطة، والتي دونها لا نستطيع أن نبحر في عالم تطوير الذات، وتعلم مختلف العلوم، وبرمجة العقل الباطن، واستخدام قانون الجذب وغير ذلك:
وهي التصالح مع النفس، والتي إذا امتلكها الإنسان يستطيع أن يعيش جنة الدنيا والآخرة.

الله تعالى أعلم و أحكم.

ثامر 🌷🌷

المصدر: الفلك والجفر مع ثامر

الرئيسية » التصالح مع النفس
مشاركة