القسم بغير الله، تحريم القسم بغير الله “جلّ شأنه وتبارك اسمه”

Jupiter
دقيقة للقراءة
القسم لا يكون إلا لله الحي القيوم

أولاً: لماذا حُرم القسم بغير الله تعالى؟


يتساءل المرء لماذا حرم الله القسم بغير اسمه ، وقد شُدّد النهي على المسلمين في ذلك الأمر .

رغم أن الله (سبحانه وتعالى) قد أقسم بالقمر وبالتين وبالذاريات وغيرها الكثير.

 وهي تعد مخلوقات من مخلوقات الله، فالله سبحانه وتعالى لم يقسم بنفسه فقط ، بل أقسم بمخلوقاته.

هنا يتبادر إلى الأذهان لماذا الله سبحانه وتعالى حَرم علينا القسم بغيره وبالوقت نفسه نجد الله (جلَّ شأنه) يقسم بغيره من المخلوقات.

- Advertisement -
لله سبحانه وتعالى أن يقسم بمخلوقاته كيفما يشاء . . . ومن مخلوقاته التي قسم بها التين والزيتون
لله سبحانه وتعالى أن يقسم بمخلوقاته كيفما يشاء . . . ومن مخلوقاته التي قسم بها التين والزيتون

ثانياً: آراء بعض العلماء بالقسم


سنستعرض لكم بعض آراء علماء الدين في هذا الموضوع . . .

قال القرطبي رحمه الله :

” لله أن يقسم بما يشاء من مخلوقاته من حيوان وجماد ، وإن لم يُعلم وجه الحكمة في ذلك ” انتهى من (كتاب الجامع لأحكام القرآن) (19/ 237)

كما قالت هيئة العلماء :

(أن لابدَّ لنا أن نعلم أن الله تعالى فعّال لما يريد، لا يسأل عما يفعل وهم يسألون، وليس للعبد أن يسأل الرب عن فعله).

- Advertisement -

ومن ناحية أخرى قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله :

” هذا من فعل الله، والله لا يسأل عما يفعل، وله أن يقسم سبحانه بما شاء من خلقه، وهو سائل غير مسئول، وحاكم غير محكوم عليه ” انتهى من (مجموع فتاوى ورسائل ابن عثيمين)

 وكذلك قال الشيخ شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله :

- Advertisement -

” إن الله يُقْسمُ بما يُقْسمُ به من مخلوقاته لأنها آياته ومخلوقاته ، فهي دليل على ربوبيته وألوهيته ووحدانيته وعلمه وقدرته ومشيئته ورحمته وحكمته وعظمته وعزته . فهو سبحانه يقسم بها ؛ لأنّ إقسامه بها تعظيم له سبحانه ، ونحن المخلوقين ليس لنا أن نقسم بها بالنص والإجماع” انتهى من (مجموعة الفتاوي لشيخ الإسلام ابن تيمية الجزء الأول ألوهيته صفحة 204).

ثالثاً: الاستخلاص الفكري الخاص للقسم بغير الله


عندما تتفكر قليلاً وتمعن النظر في معنى الدرجة المكانية وامتلاك ما تحتها ، فإنك سوف تجد الاجابة  لتساؤلك ،

ولوصول المعنى إلى أذهانكم سنشرح ذلك بشكل مبسط.

لنفترض أنك اشتركت في مسابقةٍ ما، و تلك المسابقة تتكون من عدة مراحل متعددة.

تنتقل فيها من المرحلة الأولى إلى المرحلة الثانية، الأعلى منها درجة ومرتبة.

ويحدث ذلك بعد فوزك بالمرحلة والانتقال إلى المرحلة الأعلى منها.

حيث أن كل مرحلة تحتوي على أدوات، تساعدك للفوز والانتقال إلى المرحلة الأعلى منها درجة.

فعلى سبيل المثال؛ لنفترض أنك فزت بالمستوى الأول والثاني، فأنت تستطيع استخدام أدوات المستوى الأول.

ولكن لا تستطيع أن تستخدم أدوات المستوى الثالث في المسابقة لأنك لم تمتلكها بعد.

فالملكية هنا محدودة للمتسابق، فهو لا يمتلك أدوات المستوى الثالث، المستوى الأعلى منه، وهذا يتمثل بك أنت أيها الإنسان.

الله سبحانه وتعالى له الملكية المطلقة على جميع خلقه يستخدم الخلق بالقسم وغيره .... أما الإنسان فملكيته محدودة
الله سبحانه وتعالى له الملكية المطلقة على جميع خلقه يستخدم الخلق بالقسم وغيره …. أما الإنسان فملكيته محدودة

رابعاً: الملكية المحدودة للإنسان


الله سبحانه وتعالى في أعلى مكانه في هذا الكون ، وما يأتي أسفل مكانة الله هو مُلكٌ له سبحانه وتعالى.

بالإضافة إلى أن الله سبحانه له أن يستخدم الأقل منه بالقسم وغير القسم.

كما أن الإنسان أقل مرتبة من الله، والله سبحانه هو الأعلى، فلا يستطيع الإنسان أن يقسم إلا بأعلى درجة في هذا الكون.

ولأن الإنسان ملكيته محدودة، فهو لا يستطيع القسم بما لا يملك.

قال الله تعالى:

    ((فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم ثم لا يجدوا في أنفسهم حرجاً مما قضيت ويسلموا تسليماً))

قال الله تعالى:

                     ((فوربك لنسألنهم أجمعين))

هنا نجد أن الله سبحانه وتعالى قسم بنفسه، لأنه يمتلكها وهو في أعلى درجة ومرتبة، وكذلك قسم بما هو أسفل منه، فالله سبحانه يمتلك ما دونه.

أما أنت أيها الانسان فلا تمتلك القمر ولا الشجر، لكي تقسم بها، حتى المسكن الذي تقطنه ليس ملكاً لك.

وهذا المسكن قد تأتيه قوة أعلى منك تزيله خلال ثواني معدودة.

فلتنظر إلى ملابسك كيف تهترئ، وقد صنعتها من مادة طبيعية كصوف الخروف، فأنت لم تمتلك تلك المادة ولكنك فقط حولتها إلى ثياب.

لذلك السبب لا يمكن للإنسان القسم بغير الله، وأما الله الملك القدوس سبحانه، فأنه يمتلك كل شيء على وجه الأرض، فله أن يقسم  بما يشاء.

لاتقسم بغير الله  ولا تدعي بغيره أحد . . . حتى لاتقع  في الشرك بالله
لاتقسم بغير الله ولا تدعي بغيره أحد . . . حتى لاتقع في الشرك بالله

خامساً: الخاتمة


حُرِّم القسم بغير الله تعالى فيجب على كل مسلم اجتنابه والابتعاد عنه، حتى لا يقع المسلم في الشرك بالله.

ويكون القسم فقط بالله سبحانه عزّ شأنه وجلّ ثنائه وتقدست أسماؤه.

ثامر 🌷🌷

المصدر : محبين الفلك والجفر مع ثامر

مشاركة