قصة طالوت وجالوت وسيدنا داوود عليه السلام

the sun
دقيقة للقراءة

المقدمة :

عندما تتدبر آيات القرآن الكريم، وفي قصص أقوام الأولين التي ذكرت،

والأنبياء والمرسلين، تجد من المواعظ والعبر ما لن تجده في أي كتاب

ومن هذه القصص، قصة سيدنا طالوت وجالوت وسيدنا داوود عليه السلام،

- Advertisement -

وفي مقالنا اليوم نذكر القصة كاملة وما فيها من موعظة وعبرة لأولي الأبصار ؛

{ فَاعْتَبِرُوا يَا أُولِي الْأَبْصَارِ (2) } الحشر .

أولاً : آيات قصة طالوت وجالوت :

ذكرت قصة طالوت وجالوت وسيدنا داوود عليه السلام، في سورة البقرة من الآية ٢٤٦ إلى الآية رقم ٢٥٢ ، قال تعالى :

بسم الله الرحمن الرحيم 

{أَلَمْ تَرَ إِلَى الْمَلَإِ مِن بَنِي إِسْرَائِيلَ مِن بَعْدِ مُوسَىٰ إِذْ قَالُوا لِنَبِيٍّ لَّهُمُ ابْعَثْ لَنَا مَلِكًا نُّقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ۖ قَالَ هَلْ عَسَيْتُمْ إِن كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتَالُ أَلَّا تُقَاتِلُوا ۖ قَالُوا وَمَا لَنَا أَلَّا نُقَاتِلَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَقَدْ أُخْرِجْنَا مِن دِيَارِنَا وَأَبْنَائِنَا ۖ فَلَمَّا كُتِبَ عَلَيْهِمُ الْقِتَالُ تَوَلَّوْا إِلَّا قَلِيلًا مِّنْهُمْ ۗ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِالظَّالِمِينَ (246) وَقَالَ لَهُمْ نَبِيُّهُمْ إِنَّ اللَّهَ قَدْ بَعَثَ لَكُمْ طَالُوتَ مَلِكًا ۚ قَالُوا أَنَّىٰ يَكُونُ لَهُ الْمُلْكُ عَلَيْنَا وَنَحْنُ أَحَقُّ بِالْمُلْكِ مِنْهُ وَلَمْ يُؤْتَ سَعَةً مِّنَ الْمَالِ ۚ قَالَ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَاهُ عَلَيْكُمْ وَزَادَهُ بَسْطَةً فِي الْعِلْمِ وَالْجِسْمِ ۖ وَاللَّهُ يُؤْتِي مُلْكَهُ مَن يَشَاءُ ۚ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ (247) وَقَالَ لَهُمْ نَبِيُّهُمْ إِنَّ آيَةَ مُلْكِهِ أَن يَأْتِيَكُمُ التَّابُوتُ فِيهِ سَكِينَةٌ مِّن رَّبِّكُمْ وَبَقِيَّةٌ مِّمَّا تَرَكَ آلُ مُوسَىٰ وَآلُ هَارُونَ تَحْمِلُهُ الْمَلَائِكَةُ ۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَةً لَّكُمْ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ (248)فَلَمَّا فَصَلَ طَالُوتُ بِالْجُنُودِ قَالَ إِنَّ اللَّهَ مُبْتَلِيكُم بِنَهَرٍ فَمَن شَرِبَ مِنْهُ فَلَيْسَ مِنِّي وَمَن لَّمْ يَطْعَمْهُ فَإِنَّهُ مِنِّي إِلَّا مَنِ اغْتَرَفَ غُرْفَةً بِيَدِهِ ۚ فَشَرِبُوا مِنْهُ إِلَّا قَلِيلًا مِّنْهُمْ ۚ فَلَمَّا جَاوَزَهُ هُوَ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ قَالُوا لَا طَاقَةَ لَنَا الْيَوْمَ بِجَالُوتَ وَجُنُودِهِ ۚ قَالَ الَّذِينَ يَظُنُّونَ أَنَّهُم مُّلَاقُو اللَّهِ كَم مِّن فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً بِإِذْنِ اللَّهِ ۗ وَاللَّهُ مَعَ الصَّابِرِينَ (249) وَلَمَّا بَرَزُوا لِجَالُوتَ وَجُنُودِهِ قَالُوا رَبَّنَا أَفْرِغْ عَلَيْنَا صَبْرًا وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وَانصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ (250) فَهَزَمُوهُم بِإِذْنِ اللَّهِ وَقَتَلَ دَاوُودُ جَالُوتَ وَآتَاهُ اللَّهُ الْمُلْكَ وَالْحِكْمَةَ وَعَلَّمَهُ مِمَّا يَشَاءُ ۗ وَلَوْلَا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُم بِبَعْضٍ لَّفَسَدَتِ الْأَرْضُ وَلَٰكِنَّ اللَّهَ ذُو فَضْلٍ عَلَى الْعَالَمِينَ (251) تِلْكَ آيَاتُ اللَّهِ نَتْلُوهَا عَلَيْكَ بِالْحَقِّ ۚ وَإِنَّكَ لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ (252) }

ومن الآيات الكريمة السابقة نسهب في الشرح .

صورة توضيحية لتابوت السكينة لبني اسرائيل

ثانياً : تابوت بني اسرائيل :

كان لبني اسرائيل قداسة ورمزية كبيرة لتابوت العهد أو تابوت السكينة كما يطلق عليه بني اسرائيل،

- Advertisement -

حيث هذا ما تبقى لهم من إرث سيدنا موسى وسليمان عليهما السلام، وهذا من ناحية الأثر التوراتي .

وأيضاً ؛ يقال في الأثر التوراتي أن ما يوجد في هذا التابوت :

عصا موسى، عباءته، وصندوق فيه بعض الأمور الخاصة بسيدنا موسى عليه السلام،

- Advertisement -

وأكثر ما كان يخاف عليه بني اسرائيل هذا التابوت .

وفي تلك الحقبة الزمنية كان لبني اسرائيل العديد من الأعداء، وكل قبيلة من هؤلاء الأعداء عند غزوهم لبني اسرائيل يأخذون منهم هذا التابوت .

شعر بني اسرائيل بالهوان، فهم أصحاب ديانة وتعصب ديني، كما أن لهذا التابوت قداسة ورمزية كبيرة لديهم كما ذكرنا سابقاً،

على سبيل المثال ؛ تخيل أن يمزق علم بلدك أمامك في وقتنا الحالي .

ثالثاً : طلب بني اسرائيل من نبيهم :

كان لبني اسرائيل آنذاك نبي ( من زاوية إسلامية : لم يُذكر اسمه صراحة لافي آيات الفرقان ولا في الأحاديث النبوية الصحيحة )

بعد ما تعرضوا له بني اسرائيل من هزائم وشعورهم بالهوان والمهانه، طلبوا من نبيهم أن ادعو الله تعالى أن يأتي لنا ملكاً حتى نقاتل ونغزو كل القبائل ونكون المسيطرين .

هنا تعّلم النبي من تجربة سيدنا موسى عليه السلام، ويعلم ما في أنفسهم، بأنهم قوم لا يحبون الحرب والقتال ويغلب عليهم الكسل والجدال .

فأجابهم النبي، هل عسيتم أن كتب عليكم القتال أن لا تقاتلوا، فأجابوا : ومالنا لا نقاتل في سبيل الله وقد اخرجنا من ديارنا

بمعنى آخر ؛ لا يوجد حل ثاني أمامنا .

رابعاً : نبي الله طالوت عليه السلام :

وهنا ناجى النبي ربه، فأوحى الله جل وعلا، للنبي فقال لهم : أنزل الله تعالى لكم نبي حتى تقاتلوا معه اسمه طالوت

وعادت أنفس بني اسرائيل باعتراضهم على هذا النبي، بأن لماذا اختار الله عز وجل هذا الشخص ليكون ملكاً علينا ونحن أحق أن نكون ملوك منه

هذا شخص فقير أما نحن لنا مال وجاه أكثر منه

فأجاب النبي بأن هذا ما يريده الله تعالى، والله عز وجل زاده في العلم والحكمة وقوة البنية الجسدية .

وأن آية مُلكه أن تابوت السكينة سيأتي إليكم بدون حرب وقتال، كذلك أن من يحمل التابوت لكم هم الملائكة .

ولكن لابد من اكمال عملية الجهاد؛ حتى وإن كان التابوت لديكم ووافقوا .

” في الأثر الإسلامي لم يتم ذكر آلية حمل التابوت ” هل تشكّل الملائكة على هيئة بشر وحملوه لهم أم بطريقة أخرى .

وأتى التابوت لهم محمل من الملائكة . ثم أمرهم أن قال لنذهب للقتال .

رسمة توضيحية لحمل الملائكة لتابوت السكينة

خامساً : جالوت وطلب سيدنا طالوت :

جالوت معروف بأن كان شخصاً جباراً ذو بنية جسدية قوية جداً، له صيت عالي بأنه صعب الهزيمة

وفي أثناء ذهاب بني اسرائيل للقتال، قال طالوت لهم بأنهم سيمرون على نهر،

وطلب منهم عدم الشرب من هذا النهر إلّا بغرفة قليلة بيدكم إن اضطررتهم، وكان لهذا الطلب مغزى .

ليعلم المؤمنون من غيرهم، والجدير بالذكر أن عددهم كان كبيراً، ولكن ؛

استهان بني اسرائيل بهذا الطلب وكان العدد الأكبر منهم قد شرب من هذا النهر، فقالوا في أنفسهم ماذا قد يحصل لو شربنا ونحن مقبلين على حرب وقتال .

هنا طلب طالوت عليه السلام من الذين شربوا من النهر أن يرجعوا ولا يقاتلوا،

وتبقت فئة قليلة جداً ممن التزموا بطلب طالوت عليه السلام، ولم يشربوا من النهر،

واكملوا مسيرهم للقتال والحرب ومواجهة جالوت .

سادساً : جالوت وسيدنا داوود عليه السلام :

عند وجود بني اسرائيل في أرض المعركة، لمواجة جالوت، وهم فئة قليلة جداً،

قالوا لا طاقة لنا اليوم بجالوت ، بمعنى آخر ؛ سنخسر المعركة، وصب الخوف في قلوبهم

لكن وجد الله عز وجل، المؤمنين بين الجيش، ومنهم داوود عليه السلام

قال ينصرنا الله تعالى، ويثبت اقدامنا بقوة الله العلي القدير،

كانت الحرب في ذلك الوقت رجل لرجل، هكذا كان الاختيار

وبالتالي ؛ ملك الكافرين جالوت قال لطالوت من ينازلني من جيشك

داوود عليه السلام، قال أنا، استهزء جالوت بهذا الرجل واعتقد أن قتله سهل

ولكن ؛ عند المواجهة قام سيدنا داوود عليه السلام، برمي حجرة من مُعقله،

فأتت الحجرة بين عيني جالوت وأردته صريعاً على الأرض

فقتل داوود عليه السلام جالوت، وهنا داوود عليه السلام، كان رجل مؤمن لم يكن نبي بعد وانفضت المعركة بقتل الجندي داوود عليه السلام لجالوت .

قتل سيدنا داوود عليه السلام لجالوت

الخاتمة :

إن فئة قليلة مؤمنه خير من فئة كثيرة كافرة،

وعليه ؛ نأخذ من قصة جالوت و طالوت وسيدنا داوود عليه السلام، أن من كان في قلبه إيمان خالص لله عز وجل، ينصره الله تعالى

(( وَكَانَ حَقًّا عَلَيْنَا نَصْرُ الْمُؤْمِنِينَ (47) )) سورة الروم .

الله تعالى أعلم وأحكم

ثامر 🌷🌷

المصدر : محبين الفلك والجفر مع ثامر

قد يهمك أيضاً / شرح آية “١٦٦ و ١٦٧” من سورة البقرة ؛

مشاركة