التسبيح/فوائده وحكمه الشرعي

Saturn
دقيقة للقراءة
التسبيح فوائده وحكمه الشرعي-قناة ثامريات

سنتحدث اليوم عن التسبيح فوائده وحكمه الشرعي وقد سبق وقدمنا خاطرة: من فضائل التسبيح والاستغفار.

تعريف التسبيح

التسبيح لغةً: هو التنزيه من أي نقص، تسبيح الله تعالى هو تنزيهه وتبرئته من العيوب والنقائص جميعها، والشهادة لله بالكمال المطلق.

التسبيح فوائده وحكمه الشرعي – الفلك والجفر مع ثامر

إعراب كلمة سبح:

سَبِّحِ: فعل أمر مبني على السكون، حُرك بالكسر منعًا لالتقاء ساكنين؛ (الفاعل): ضمير مستتر تقديره أنت.

التسبيح هو من العبادات المحببة لله عز وجل، وأيضًا من العبادات التي يتقرب بها كذلك العبد إلى الله عز وجل، لما له من فوائد كثيرة.

- Advertisement -

وهو من العبادات وليس من أنواع التشدد (أي التسبيح بعدد معين والمغالاة).

كما أن التسبيح نوع من أنواع اللغة العربية ، ومن العلوم الإسلامية، وجعل الصيغة الإعرابية واللغوية عبادة مقترنة بالأجر والثواب.

مثل الصلاة وغيرها من الواجبات عند تركها تؤثم وعند القيام بها تؤجر.

الحكم الشرعي للتسبيح: 

قال الله تبارك وتعالى : (سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الأَعْلَى) سورة الأعلى (١) .

قال الله تبارك وتعالى: (فسبح باسم ربك العظيم)، سورة الواقعة (٧٤).

- Advertisement -

سبح هو فعل أمر، وحكمه الشرعي واجب لأنه فعل أمر. وحكم الواجب ليس به درجات عند الله؛ وإنما تنال الآجر والثواب بفعله.

الاستناد على العلوم الإسلامية، والارتكاز على القواعد الشرعية في الأحكام الشرعية، فعل الأمر يفيد الوجوب. ومن قام بالواجب أخذ الأجر ومن ابتعد عنه اُثم والله أعلم وأحكم

الأدلة الشرعية لفعل الأمر:

قال الله تعالى:

- Advertisement -

(وَأَقِيمُواْ الصَّلاةَ وَآتُواْ الزَّكَاةَ وَارْكَعُواْ مَعَ الرَّاكِعِينَ). سورة البقرة (٤٣).

قال الله تعالى: (في سورة المائدة الاية ((٩٠)، (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالأَنصَابُ وَالأَزْلامُ رِجْسٌ مِّنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ)،

وكما جاء في سورة المدثر اية (٢) قال الله تعالى: (قُمْ فَأَنذِرْ).

قال الله تعالى:

(فِيهِ آيَاتٌ بَيِّنَاتٌ مَّقَامُ إِبْرَاهِيمَ وَمَن دَخَلَهُ كَانَ آمِنًا وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلاً وَمَن كَفَرَ فَإِنَّ اللَّه غَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ)،

سورة ال عمران (٩٧).

قال الرسول صلى الله عليه وسلم:

” بُني الإسلام على خمس: شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدًا رسول الله، وإقام الصلاة، وإيتاء الزكاة، وصوم رمضان ، وحج البيت لمن استطاع إليه سبيلاً”.

كل ما ذكر بالآيات الكريمة أعلاه؛ هي جميع الأعمال الواجب علينا فعلها، والتي يجب علينا الابتعاد عنها، مثل (فاجتنبوه). عند القيام بهذه الأعمال الواجبة ننال الأجر وعند تركها والابتعاد عنها نأثم.

قال الله تبارك وتعالى: (فَوَيْلٌ لِّلْمُصَلِّينَ- الَّذِينَ هُمْ عَن صَلاتِهِمْ سَاهُونَ) سورة الماعون (٤-٥).

قال الله تبارك وتعالى: (مَا سَلَكَكُمْ فِي سَقَرَ، قَالُوا لَمْ نَكُ مِنَ الْمُصَلِّينَ)، سورة المدثر (٤٢-٤٣) .

يتوعد الله عز وجل الذين لا يصلون؛ بالعذاب وقد تصل درجة العذاب إلى دخول (الويل وسقر)؛ وهي من أسماء جهنم بالمطلق.

التسبيح أمر واجب إن تركه العبد يأُثم، والتسبيح من الأوامر الربانية مثل بقية العبادات المفروضة والواجبة.

التسبيح خاصةً باسم الله العظيم والأعلى

وهي من أنواع التسابيح، ومنها الواجبة لأنها ذكرت في القرآن حرفيًا ومن أسماء الله عز وجل، اسم الله العظيم والأعلى.

العظيم: هو الذي كل شيءٍ دون منه، وأنه هو الأعلى وكل شيء أقل منه.

التسبيح خاصةً باسم الله العظيم والأعلى حكمه واجب وليس من النوافل، ولقد قرنه الله بالصلاة. عند الركوع في الصلاة تقول: (سبحان ربي الأعلى)، وعند السجود تقول: (سبحان ربي العظيم).

وعدم التسبيح بالصلاة بإسم الله الأعلى والعظيم تبطل الصلاة؛ لأنهما من الأركان الواجبة في الصلاة.

والجدير بالذكر يصبح التسبيح نافلة عند الزيادة وكثرة التسبيح، ودون الواجب بالصلاة (خارج الصلاة)،

من فوائد التسبيح:

١- علاج صدر من الهم والغم والضيق.

قال الله تعالى: (وَلَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّكَ يَضِيقُ صَدْرُكَ بِمَا يَقُولُونَ، فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَكُن مِّنَ السَّاجِدِينَ). سورة الحجر ٩٧-٩٨).

٢- استجابة الدعاء.

٣- الفرج وإزالة الكرب وزوال الهم.

٤- يعطي الراحة النفسية، والسكينة، والطمأنينة.

٥- تعظيم لله عز وجل.

٦- بقوي العبد الصلة بالله.

٧- زيادة الأجر في الدنيا والآخرة. والله يضاعف لمن يشاء.

٨- أحب الكلام إلى الله:

عن أبي هريرة رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: 

“كَلِمَتَانِ خفيفتان على اللسان، ثقيلتان في الميزان، حبيبتان إلى الرحمن: سبحان الله وبحمده، سبحان الله العظيم”.

٩- التسبيح من أسباب مغفرة الذنوب والخطايا.

التسبيح فوائده وحكمه الشرعي- الفلك والجفر مع ثامر

ما هو طعام الملائكة؟

(عن ابن عمر رضي الله عنهما أنّ رسول الله صلّى الله عليه وسلم سئلَ عن طعامِ المؤمنينَ في زمن الدّجالِ فقال: “طعام الملائكة:

 قالوا: وما طعامُ الملائكةِ؟

 قال: طعامهم منطقهم بالتسبيح والتقديس فمن كان منطقهُ يومئذ التسبيح والتقديس أذهبَ اللهُ عنهُ الجوع فلم يخشَ جوعاً”).

بناءً على الحديث السابق؛ أنه سوف يأتي زمن على البشرية لن يجدوا الطعام والشراب وسيكون التسبيح هو المنجي للمؤمن المطلق.

سوف يكون الغذاء هو الوسيلة لمد الجسم بالطاقة والاكتفاء الذاتي بدلًا من الطعام، إذًا نرى هنا أهمية التسبيح وفوائده.

النجاة من فتنة الاعور الدجال

عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ رضي الله عنه، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم، قَالَ: 

«مَنْ حَفِظَ عَشْرَ آيَاتٍ مِنْ أَوَّلِ سُورَةِ الْكَهْفِ عُصِمَ مِنَ الدَّجَّالِ».

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم؛

(فَمن أَدْرَكَهُ مِنْكُمْ، فَلْيَقْرَأْ عَلَيْهِ فَوَاتِحَ سُورَةِ الْكَهْفِ). (والمقصود هنا هو المسيح الدجال).

عند خروج الاعور تبدأ فتنته. فيبدأ بمضايقة الناس بمسكنهم طعامهم وشرابهم حتى يقوم بفتنتهم ويطيعوه.

وأنهم من الممكن أن لا يجدوا الطعام، والشراب، والمسكن، حتى يتبعوه.

بناءً على الحديث النبوي أعلاه، الله عز وجل لم يطلب الصدقة وصلاة ركعتين والصيام للنجاة من فتنة الاعور الدجال، بل أمرنا أن نقرأ أول عشرة ايات من سورة الكهف.

من فوائد التسبيح، رفع الله عز وجل، سيدنا إدريس عليه السلام مكانًا عليًا؟

 ورد بالأثر في الكتب السماوية والدراسات، أن سيدنا إدريس عليه السلام كان يعمل خياطًا. وكان كلما غرز الابرة بالقماش قال سبحان الله وبحمده؛ وعند اخراجها يقول سبحان ربي العظيم. 

وكلما غرز الإبرة يقول سبحان الله والحمد لله وعند إخراجها يقول لا آله إلا الله والله اكبر. وكان يداوم على التسبيح ولا يفارقه بكل حياته، وحركاته وتنقلاته بل ويزيد.

رفع الله سيدنا إدريس عليه السلام مكانًا عليًا لكثرة التسبيح. (أي رفع درجته).

قال الله تعالى: (وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إِدْرِيسَ إِنَّهُ كَانَ صِدِّيقًا نَّبِيًّا،وَرَفَعْنَاهُ مَكَانًا عَلِيًّا). سورة مريم الآيات (٥٦-٥٧).

سيدنا إدريس هو خير مثال في محبة الله، ودرجة واجر التسبيح خاصةً في النوافل. وكما رأينا أن من فوائد التسبيح ترفع به الدرجات.

خلد الله عز وجل اسم سيدنا إدريس عليه السلام بالقرآن وحفظه من التبديل والتحريف قال الله تعالى:

(فِي لَوْحٍ مَحْفُوظٍ). سورة البروج آية (٢٢). 

التسبيح فوائده حكمه الشرعي- الفلك والجفر مع ثامر

قال الله تعالى: (فلولا أنه كان من المسبحين، للبث في بطنه إلى يوم يبعثون)، سورة الصافات (١٤٣-١٤٤).

وأيضًا كان سيدنا يونس عليه السلام كثير التسبيح فأنجاه الله من بطن الحوت، وفتح الله له أبواب جديدة وكثيرة. ونال الفوائد الكثيرة.

أعاده الله إلى قومه وبدل الله قلوبهم كاملة وآمنوا به جميعًا.

وأيضًا من فوائد التسبيح أنه ينجي من الظلمات، ومن غضب الله عز وجل ومن الشر الذي حول الانسان.

ليس فقط التسببح ينجي بل يبدل الله الشر إلى خير لذا أكثر من التسبيح ليراك الله عز وجل ويعدك من المسبحين.

وفي الختام:

سبحانك الله لا علم لنا إلا ما علمتنا إنك أنت العليم الحكيم، اللهم إغفر للمؤمنين والمؤمنات والمسلمين والمسلمين الأحياء منهم والأموات.

واجعلنا من المسبحين الذاكرين الحامدين الشاكرين لك يا رب العالمين،

وتب علينا إنك أنت التواب الرحيم. 

والله أعلم واحكم

ثامر🌷🌷

المصدر: قناة ثامريات

قد يهمك : لماذا أوقف الله المعجزات، وحفظ القرآن؟

مشاركة