“الزلازل” / دراسة المثبتات في الأرض

Jupiter
دقيقة للقراءة
الزلازل ودراسة المثبتات في الأرض للأستاذ ثامر/ الفلك والجفر مع ثامر

ماهي مثبتات الأرض التي تقلل من تأثيرات الزلازل؟

ما دور الجبال عند حدوث الزلازل؟


أولًا: المقدمة


الزلازل والمثبتات في الأرض دراسة تختص بالأمور المتعلقة بالزلازل، حيث سنوضح دور المثبتات في التربة والأرض.

ونتناول أهمية الأشجار للتربة، وفوائد الجبال للأرض، ونبين الارتباط بين الأرض والجبال، كما ورد في آيات القرآن الكريم.

 ونوضح من وجهة نظرنا، فنحن لا نفسر القرآن، بل نبين وجهة نظرنا في الدراسة المختصة بمثبتات الأرض.

ثانيًا: أنواع الأشجار، “الزلازل” / دراسة المثبتات في الأرض


سنسلط الضوء على أهمية الأشجار، حيث نجد أن بعض أنواع الأشجار قد يصل طولها نحو (10) أمتار وأكثر.

- Advertisement -

وعندما تأتي رياح قوية تتمايل هذه الأشجار، ونادرًا ما تتخلخل، فتبقى ثابتة بأمر الله ولا تتحطم.

وبالتالي كلما زادت نسبة الرياح؛ كلما زادت نسبة ميلان الأشجار أو اقتلاعها من التربة.

أسباب اقتلاع الأشجار من التربة:

إن ما يتحكم باقتلاع الأشجار من التربة، في وقت زيادة سرعة الرياح، أسباب كثيرة وعديدة منها:

1) نوع وقوة الشجرة، فبعض الأشجار تكون قوية وسميكة جذوعها، والبعض الآخر تكون جذوعها ضعيفة.

- Advertisement -

2) مدى امتداد جذورها تحت الأرض، فكلما امتدت الجذور في عمق الأرض، كانت أكثر تشبثًا فيها.

الأشجار تثبت التربة من الانجراف
الأشجار تثبت التربة من الانجراف

ثالثًا: علاقة الأشجار بالتربة، “الزلازل” / دراسة المثبتات في الأرض


كلما زادت قوة الشجرة في الأرض والقوة لله، كلما منعت انجراف التربة أكثر فأكثر.

ومثال على ذلك فإن المنطقة التي لا يوجد بها أشجار، وهطل المطر عليها بنسب مرتفعة، تتعرض تلك المنطقة لانجراف التربة؛ وذلك نتيجة خلو المنطقة من الأشجار.

- Advertisement -

ولكن عندما تمطر على منطقة زرعت فيها الأشجار بشكل مكثف، فإن تلك الأشجار تعمل على منع أو تقليل انجراف التربة.

نستنتج هنا أن الشجر مثبت للتربة بشكل عام، فهو يشكل مع سطح الأرض حرف (T) مقلوب، أو يشكل زاوية قائمة رياضيًا.

بالإضافة إلى أن الأشجار تعتبر بمثابة مثبت فرعي مهم للأرض وأساسي للتربة، فالأشجار تجعل التربة متماسكة القوام ومشدودة.

وهنا نتساءل …

هل هذا التشكيل الخلقي يقع على أنواع أخرى من الأرض؟؟

قال الله تعالى: (مَا تَرَى فِي خَلْقِ الرَّحْمَنِ مِنْ تَفَاوُتٍ) سورة الملك الآية رقم (3).

الشجرة تمسك التربة من الانجراف وتشدها.

ولكن ما الذي يثبت الأرض؟

رابعًا: علاقة الجبال بالأرض، “الزلازل” / دراسة المثبتات في الأرض


عندما ننظر إلى آيات الله في القرآن الكريم، نجد أن الآيات التي تتحدث عن الاهتزاز بالأرض 95 % منها تتبعها مباشرةً، آيات تحوي على كلمة الجبال.

 وتلك الآيات التي تحتوي على الجبال تأتي إما قبل أو بعد كلمة الأرض.

كما نستخلص هنا أن أغلبية الآيات التي تحدثت عن رجف الأرض، أو رجة الأرض أو زلازل الأرض، دائمًا تكون مقترنة بالجبال.

ومثال على ذلك الاقتران والارتباط الآية التالية:

 حيث قال الله تعالى: (وَيَوْمَ نُسَيِّرُ الْجِبَالَ وَتَرَى الْأَرْضَ بَارِزَةً وَحَشَرْنَاهُمْ فَلَمْ نُغَادِرْ مِنْهُمْ أَحَدًا) سورة الكهف الآية (47).

كما نجد ذلك الاقتران أيضًا في قول الله تعالى: (أَلَمْ نَجْعَلِ الْأَرْضَ مِهَادًا (6) وَالْجِبَالَ أَوْتَادًا (7)) سورة النبأ.

فمن الآية السابقة نجد في قول الله سبحانه تعالى؛ الأرض مهادا أتت بعدها كلمة الجبال أوتادا مقترنة بها.

ومن كلمة الجبال أوتادا تبدأت هنا النظرية المستخلصة، فكلمة الوتد تعني المثبت، فهناك ارتباط كامل واقتران في أغلب الآيات بين الجبل والأرض.

الجبل وتد الأرض
الجبل وتد الأرض

خامسًا: الجبال أوتادا، “الزلازل” / دراسة المثبتات في الأرض


قال الله تعالى: (أَلَمْ نَجْعَلِ الْأَرْضَ مِهَادًا (6) وَالْجِبَالَ أَوْتَادًا (7)) سورة النبأ.

نلاحظ قول الله عزَّ وجلَّ في هذه الآية أن سطح الأرض مُهِّدَه للعيش، وجعل فيه الجبال لتمسك الأرض وتثبتها.

بالإضافة إلى قول الله تعالى: (وَإِلَى الْجِبَالِ كَيْفَ نُصِبَتْ) سورة الغاشية الآية (19).

وكلمة (نُصِبَتْ) هنا تفيد معنى التثبيت ، وهنا تتبلور دراسة الزلازل ومثبتات الأرض.

فتعد الجبال مثبتة للأرض، فإذا حدث زلزال في منطقة ساحلية بقوة (7) درجات على مقياس ريختر، سيصبح تأثيره أخطر من حدوث الزلزال نفسه في منطقة جبلية.

كما إن بعض المنازل في الدول العربية مبنية على الجبال، ويحدث في مناطقهم بعض الزلازل بقوة (4) أو (5) درجات على مقياس ريختر، ولا يشعرون بها بفضل الله سبحانه ثم الجبال المثبتة.

حيث تعتبر الجبال القواعد الأساسية لتماسك الأرض، حتى عندما وُعِدَ بتدمير الأرض كما في الآية التالية:

حيث قال الله تعالى: (تَكَادُ السَّمَاوَاتُ يَتَفَطَّرْنَ مِنْهُ وَتَنشَقُّ الْأَرْضُ وَتَخِرُّ الْجِبَالُ هَدًّا) سورة مريم الآية (90).

 تجد هنا أنه ربط الأرض وتشققها بدمار الجبال وهدها.

الجبل يخفف  تأثير اهتزازات الأرض لقاطنيه وقت الزلزال
الجبل يخفف تأثير اهتزازات الأرض لقاطنيه وقت الزلزال

سادسًا: حديث الرسول عن زلزال يوم القيامة ونسف الجبال


وعلاوة على ارتباط الجبال بالأرض في الآيات السابقة؛ حديث الرسول – صلى الله عليه وسلم – عندما كان يُحدث ويُخاطب الصحابة عن أحداث يوم القيامة.

 فأخبرهم عن حدوث زلزال عظيم، ويعتبر هذا الزلزال من علامات يوم القيامة.

 فما كان الصحابة إلا أن سألوا الرسول – صلى الله عليه وسلم – هذا السؤال:

 ماذا عن الجبال؟ أي كيف الله يزيل الأرض وبها جبال؟

وهم يعلمون أن الجبال هي من تمسك بالأرض، فهي راسية مثبتة للأرض.

فأجاب الله سبحانه وتعالى في محكم قوله الكريم: (وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الْجِبَالِ فَقُلْ يَنسِفُهَا رَبِّي نَسْفًا) سورة طه الآية (105).

كما قال الله سبحانه وتعالى: (إِذَا رُجَّتِ الْأَرْضُ رَجًّا (4)) وهنا مباشرة يكمل (وَبُسَّتِ الْجِبَالُ بَسًّا (5)) من سورة الواقعة.

سابعًا: هل الجبل له عمر زمني؟


من خلال الدراسة نستنتج أن للجبل عمر حاله كحال الشجر، نحن نعلم أن الشجر كائن حي والجبل ليس كائنًا حيًا، وعلى الرغم من ذلك فإن الجبل يُسَّبح لله عزًّ وجلًّ.

فقد قال الله تعالى: (وَتَرَى الْجِبَالَ تَحْسَبُهَا جَامِدَةً وَهِيَ تَمُرُّ مَرَّ السَّحَابِ ۚ صُنْعَ اللَّهِ الَّذِي أَتْقَنَ كُلَّ شَيْءٍ ۚ إِنَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَفْعَلُونَ) سورة النمل الآية (88).

فالآية السابقة لم تُكتَشف علميًا بعد، وتعني هنا أن الجبال جامدة، ولكنها تمر كالسحاب والسحاب غاز.

كما ورد في سورة القارعة الآية (5) قال الله سبحانه وتعالى: (وَتَكُونُ الْجِبَالُ كَالْعِهْنِ الْمَنفُوشِ).

وإن تفكرنا قليلًا بالسحب، نجد أن السحب يرسلها الله سبحانه محملة ومثقلًة بالأمطار، وعند هطولها تخف السحب فتتلاشى، إما بذهابها لمنطقة أخرى أو باختفائها بشكل كامل.

تمامًا كالجبال؛ تكون قوية جامدة صلبة في مرحلة معينة، ثم تبدأ بالتخلخل نتيجة بعض العوامل.

ثامنًا: النشاط البشري والجبال، “الزلازل” / دراسة المثبتات في الأرض


ناهيك عن تدخلات البشر في البناء وتوسعة الطرق والمناطق بهد الجبال، تمامًا كما يحدث للأشجار عند قطعها لبناء المنازل أو استغلالها في المصانع.

فأنت بقطع الأشجار قللت من عمليات صناعة الأشجار للأوكسجين، وساهمت في زيادة ثاني أكسيد الكربون وقللت من انتاج الثمار، كما ساهمت في زيادة عملية انجراف التربة.

فالجبل كما الشجر أنت تقوم بإزالة أجزاء منه على الرغم من أن الله سبحانه وتعالى أخبرنا بأن الجبل هو وتد للأرض مثبت لها.

فالأرض تمامًا كالخيمة وأوتادها الجبال، فعندما تنصب الخيمة، فأنت تحتاج للأوتاد التي تثبتها بالأرض فتمسك بحبال الخيمة عند بنائها، ولكن إن خلعت الأوتاد سقطت الخيمة.

تمامًا كالجبل عند إزالة أجزاء منه، يصبح هنالك ضعف في تلك المنطقة، فالجبل يهرم يزيد وينقص فيمر كالسحاب، فيكون قوي ويضعف.

 فبضعفه يكون كالعهن المنفوش شكل خارجي وضعف في الداخل حيث يفقد خاصية التثبيت وصفة الوتد لديه.

وهنا يتضح لنا أن كل آية ربطت في زلزلة الأرض تتحدث عن نسف الجبال، ومن خلال ما سبق يتمحص لنا أن كثرة هدم الجبال تزيد من حركة الزلازل.

وبالتالي فإن ضعف الجبال مع تقدم الزمن علامة من علامات نهاية الأرض.

الجبال تهرم فتكون كالعهن المنفوش شكل خارجي  وضعف من الداخل
الجبال تهرم فتكون كالعهن المنفوش شكل خارجي وضعف من الداخل

تاسعًا: الخاتمة، “الزلازل” / دراسة المثبتات في الأرض


نستخلص من الزلازل ودراسة المثبتات في الأرض:

إن كثرة الزلازل سببها ضعف الجبال، ويحدث ضعف الجبال مع مرور وتقدم الزمن، ويشير مرور وتقدم الزمن إلى اقتراب القيامة.

ونحن نعلم أن باقتراب القيامة تكون كثرة الزلازل، وهذا ما يعيدنا إلى البداية، تمامًا كمثل الحلقة المترابطة.

 وهذه النظرية الخاصة بنا لم يصل إليها العلم بعد.

سندرج لكم رابط لفيديو الأستاذ ثامر من قناة الفلك والجفر مع ثامر يشرح في الدقيقة 30:30، عن الزلازل ودراسة المثبتات في الأرض، وكان الفيديو بتاريخ ١٥ /٢ / ٢٠٢٣ وبعنوان: انزلاق الصفيحة الأرضية وازدياد الهزات تسونامية جبل مفاجئ برفعة الأعلام.

https://www.youtube.com/live/jIsL0oPPkas?feature=share

الله أعلم وأحكم

ثامر 🌷🌷

المصدر: محبين الجفر والفلك مع ثامر

مشاركة