حسن الظن والإيمان بالله جلّ وعلا

the sun
دقيقة للقراءة
الفلك والجفر مع ثامر

مقدمة : 

حسن الظن بالله تعالى، والإيمان به عزوجل، له علاقة وثيقة في الأمور الدنيوية، سواءً المادية أو المعنوية

  لكن هل نحن فعلاً مؤمنون ؟ وهل نُحسن الظن بالله تعالى ؟ 

 تصلنا العديد من التساؤلات عن سبب الحزن وعدم التوفيق وعدم راحة البال، كذلك عن عدم النجاح في تحقيق الأهداف، وما إلى ذلك من أمورٍ دُنيوية 

وعليه نجاوب من وجهة نظرنا عن هذهِ التساؤلات وعلاقة ذلك في الإيمان وحسن الظن بالله جلّ وعلا 

- Advertisement -

 أولاً : معنى الإيمان بالله تعالى 

بدايةً لو سألت مجموعة ممن يعتنقون الديانة الإسلامية، هل أنتم مؤمنون بالله عزوجل ؟ 

فالجواب نعم بالتأكيد، ولو سألت كيف ذلك ؟ فأكثر الأجوبة ستكون، نصلي – نصوم – نأتي بالعبادات الواجبة، وما إلى ذلك

أجوبة صحيحة، لكن هل في أداء العبادات الواجبة فقط تكون قد آمنت حقاً بالله تعالى ؟ 

العبادات كالصلاة مثلاً، أنت بحاجتها وليس الله جلّ وعلا

إن أديتها تؤجر وإن تركتها تؤثم 

- Advertisement -

حالها حال الصيام والصدقات وباقي العبادات 

فالله سبحانه وتعالى غني عن أدائك لعباداته، وعندما طلب منك هذهِ العبادات ليس لتثبت له تعالى أنك مؤمن به، بل لصلاح نفسك واستقامتك 

إذاً ماهو الجواب الصحيح على سؤال الإيمان بالله تعالى؟

- Advertisement -

للجواب على هذا السؤال، نعطي أمثله من الكتب السماوية والأمور الحياتية الدنيوية توضح الإجابة بشكل أوضح وأبسط

ثانياً : مثال من الكتب السماوية على الإيمان بالله تعالى 

نذكر حادثة سيدنا إبراهيم عليه السلام في واقعة إحراقه في المنجنيق

حيث وضعوه القوم في ناراً عظيمة لإحراقه

ولم يكن حينها عليه السلام نبياً لكنه ذهب لله بقلبٍ سليم 

فهبط عليه الملاك ( جبريل ) عليه السلام، قال لهُ : أنا ملكك وحسبك، ماذا تريد أن أفعل؟

ولك أن تتخيل المشهد وهول الموقف، وهو في أشد الحاجة للمساعدة من الملاك 

فكان جواب سيدنا إبراهيم عليه السلام، ( منك فلا، أما من الله فحسبي الله ونعم الوكيل ) حتى أزاح سيدنا إبراهيم عليه السلام، الملاك بينه وبين الله عزوجل بقوة الإيمان 

ف أجاب الله تعالى : ((  قُلْنَا يَا نَارُ كُونِي بَرْدًا وَسَلَامًا عَلَىٰ إِبْرَاهِيمَ )) (69) سورة الأنبياء

وهذا معنى الإيمان الحقيقي بالله العلي القدير

سورة البقرة آية ١٤٣- الله سبحانه وتعالى مع المؤمنين به ولا يُضيع إيمانهم أبداً

ثانياً : الإيمان بالله وحسن الظن به تعالى من المواقف الحياتية 

نأتي بمثال آخر من المواقف والأمور الحياتية ؛

قصه حقيقية: 

أحد المعارف انفصل من عمله في أحد الدول الأفريقية، هو و ثلاث من زملائه 

الأول عندما استلم كتاب فصله من العمل حزن وأخذ حقوقه من مكان عمله.

والثاني والثالث قالا الرزق على الله وهو الرازق، لنبحث عن عمل جديد، وأخذوا حقوقهم كذلك.

أما الرابع لم يأخذ حقوقه لكنه كان فرحان وتقبل أمر الفصل برضى.

سألوه زملائه لماذا أنت فرحان ؟ قال : الرزق على الله، ردوا : نعرف ذلك 

أجاب : أنتم تعرفونها صحيح وتقولونها وتحفظونها حفظ، أما أنا ف بإيمان أقولها 

أنا اخرج من باب الشركة متأكد أن الله تعالى سيقدم لي الأفضل، وسأجد عمل قريباً جداً

وبالنسبة لحقوقي ف حسبي الله ونعم الوكيل

الأمر ليس بيدي ومهما سعيت فلن يكون جزء من جبروت الله عزوجل، منهم إلى الله تعالى.

الخراب من طريق الشيطان، فلن اسعى للخراب ووكلت أمري لربي ومن يضرني يضره الله سبحانه.

نتيجةً لذلك وبعد يومين فقط ؛ 

وجد عمل براتب أفضل وبسعي بسيط 

وكان أول من يعمل بين زملائة

أما ما حصل بعد شهر، أنه تلقى اتصال من شخص يخبره أن المنطقه التي فيها شركة العمل السابقة قد احترقت، وسيارات الشركة تضررت بالحوادث، وفلان وفلان في المستشفى، وفلان توفاه الله.

هنا قال : يارب من ظلمني فقد سامحته. 

هذا هو الإيمان الحقيقي بالله تعالى، وحسن الظن به جلّ وعلا

آية ١١ من سورة التغابن ؛

ثالثاً: الجواب على ما هو الإيمان الحقيقي بالله تعالى

بناءً على العديد من آيات الفرقان، والكثير من المواقف والأمور الدنيوية، وقصص الأنبياء الكرام التي نأخذ منها العبر والمواعظ

لا يوجد مايسمى بالحزن المطلق، أو شخص تعاكسه الدنيا وغير موفق 

يوجد شخص غير مؤمن

فالله تعالى لا يخذلك

هناك فرق بين المتطلبات والعبادات الواجبة وبين الإيمان الداخلي

فمن يؤمن أن كل أمره خير من الله تعالى، ويُصدق آياته الكريمة، كقوله تعالى : (( كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتَالُ وَهُوَ كُرْهٌ لَّكُمْ ۖ وَعَسَىٰ أَن تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ ۖ وَعَسَىٰ أَن تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَّكُمْ ۗ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لَا تَعْلَمُونَ (216) )) سورة البقرة

يصبر ويحتسب الأجر ويطمئن قلبه

ومن ترك كل أمره لله سبحانه وتعالى إيماناً به وتوكلاًً عليه وليس تواكلاً وهناك فرق بينهما ( التوكل والتواكل )

فلن يرى بحياته ظلم أو حزن أو عدم توفيق، وعاش بسعادة وراحة بال وطمأنينة 

قال تعالى : (( وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا * وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْرًا)) {سورة الطلاق: آية 2-3}.

رابعاً : مثال عن السحر في الإيمان

السحر لا يضرون به أحد إلا بإذن الله تعالى، كيف ؟

عندما تقول أن فلان سحرني، فإنك تقر أن فلان هو الذي سحرك، بمعنى آخر أنت رضيت بالمضرة من فلان لأن اعتقادك وإيمانك بسحره أقوى من اعتقادك وإيمانك بأن الله يحميك من هذا السحر والضر

فأذن الله تعالى لك بالمضرة لأنك آمنت بقوة الساحر 

ولكن لو قلت أن الساحر، أو فلان لن يستطيع أن يسحرني أو يضرني، لأن معي الله جّل وعلا وهو الأقوى 

فلن يستطيع سحرة الكون جميعاً أن يسحروك أو يضروك .انظر مقال/القضاء والقدر، الحظ والنصيب

الختام :

كما قال سيدنا عيسى عليه السلام :

لِعَدَمِ إِيمَانِكُمْ. فَالْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: لَوْ كَانَ لَكُمْ إِيمَانٌ مِثْلُ حَبَّةِ خَرْدَل لَكُنْتُمْ تَقُولُونَ لِهذَا الْجَبَلِ: انْتَقِلْ مِنْ هُنَا إِلَى هُنَاكَ فَيَنْتَقِلُ، وَلاَ يَكُونُ شَيْءٌ غَيْرَ مُمْكِنٍ لَدَيْكُمْ.” (مت 17: 20).

لذلك إن وصلت إلى هذهِ المرحلة من الإيمان الراسخ، فستعيش بسعادة وطمأنينة مهما واجهتك شدة وكربات من الحياة 

فإن كان حسن الظن بالله والإيمان به جلّ وعلا حفظاً فقط، فنتيجتها غير مرجوة

وإن كان يقيناً وإيمانًا قلبياً فلك ذلك

الله تعالى أعلم وأحكم

ثامر 🌷🌷

انظر كذلك لمقال / اتّباع النور والقلب في “الإيمان “…

المصدر : محبين الفلك والجفر مع ثامر

مشاركة