ما يجب أن تعرفه عن القلب/ والفؤاد

Saturn
دقيقة للقراءة
هل القلب هو الفؤاد- استقامة القلب-قناة ثامريات

سوف نتطرق في هذه المقالة لشرح وتوضيح معنى القلب والفؤاد، فالكثير منا يعتقد أن القلب هو الفؤاد.

وكما نعلم أن القرآن قد انزل منذ أربعة عشر قرنًا ، وبسبب إعجاز القران العلمي فقد أجاب على الكثير من الأسئلة ومنها القلب والفؤاد.

تعريف القلب والفؤاد

القلب: هو ذلك الشيء المحسوس والملموس، وهو منبع ضخ الدم، والجذر الفؤادي، والقلب كذلك هو منبع القوة والطمأنينة الايمانيه . 

الفؤاد: هو البصيرة التي لا تتوقف؛ وذلك لان الله عزّ وجلّ خلق البصيرة معك وقت ما خلقت. فهو موجود بالغريزة ، وهو الشعور والإحساس كذلك.

- Advertisement -

على سبيل المثال فاقدين النظر يتعرفون على الأشياء من خلال بصيرتهم واحساسهم، فالقلب هو الأصل (الجذر).

كيف يكون صلاح القلب والفؤاد ؟

أصل الشيء الجذع، والفؤاد هو الثمرة، فإن فسد القلب أفسد الفؤاد معه، وان كان قلبك صالحاً، صلح كذلك فؤادك وسمعك وبصرك.

قال الله تعالى :

(فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ فَزَادَهُمُ اللَّهُ مَرَضاً وَلَهُم عَذَابٌ أَلِيمٌ بِمَا كَانُوا يَكْذِبُونَ).الاية (٧) سورة البقرة

ان ضل القلب عن الإسلام، ضل كذلك عن الإيمان . والبصيرة خلقها الله عزوجل بالغريزة مع الانسان عند خلقه، ولهذا لا تتوقف عن الإحساس. .

- Advertisement -

أين يقع القلب ؟

قال الله تعالى :

(أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الأَرْضِ فَتَكُونَ لَهُمْ قُلُوبٌ يَعْقِلُونَ بِهَا أَوْ آذَانٌ يَسْمَعُونَ بِهَا فَإِنَّهَا لا تَعْمَى الأَبْصَارُ وَلَكِن تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ.).سورة الحج الآية (٤٦).

حدد الله عز وجل في سورة الحج وفي الاية اعلاه أن القلب يقع بالصدر. لكن يذكر أن الفؤاد موجود بالصدر.

- Advertisement -

فالمقصود بالاعمى في الآية هو الشخص الذي عميت بصيرته، فكفّ عن الإدراك السليم وكف كذلك عن الإحساس .

القلب أداة ويختلف عن الفؤاد

قال الله تعالى:

(الَّذِي أَحْسَنَ كُلَّ شَيْءٍ خَلَقَهُ وَبَدَأَ خَلْقَ الإِنسَانِ مِن طِينٍ، ثُمَّ جَعَلَ نَسْلَهُ مِن سُلالَةٍ مِّن مَّاء مَّهِينٍ ، ثُمَّ سَوَّاهُ وَنَفَخَ فِيهِ مِن رُّوحِهِ وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالأَبْصَارَ وَالأَفْئِدَةَ قَلِيلا مَّا تَشْكُرُونَ). سورة السجدة الآيات (٧،٨،٩).

قال الله تعالى:

(خَتَمَ اللَّهُ عَلَى قُلُوبِهِمْ وَعَلَى سَمْعِهِمْ وَعَلَى أَبْصَارِهِمْ غِشَاوَةٌ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ)، (سورة البقرة، آية ٧).

كمّا نلاحظ في الايات السابقة جاءت كلمة (الفؤاد) بعد السمع والبصر في سورة السجدة ، وكما جاءت كلمة القلب في سورة الحج قبل السمع والبصر.

وهذا دليل على أن القلب هو عبارة عن أداة لذلك فهو يختلف عن الفؤاد، وان الفؤاد هو البصيرة وأنه مرتبط بالسمع والبصر، ومرتبط بالاحاسيس والمشاعر. 

نتكلم هنا عن الإنسان عامة وليس عن الغريزة الانسانية، فالفؤاد الصالح يختلف عن الفؤاد الطالح بصلاح القلب،

فإن صلح القلب صلح كذلك الفؤاد، وإن بطل القلب بطل الفؤاد ، والفؤاد مثل الضمير وقريب من مفهوم الضمير، مثل الضمير الحيّ، والضمير الغير حيّ.

قال الله تعالى: (رَبَّنَا لاَ تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنتَ الْوَهَّابُ) سورة آل عمران آية (٨).

وَعَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا، قَالَتْ: دَعَوَاتٌ كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يُكْثِرُ أَنْ يَدْعُوَ بِهَا: (يَا مُقَلِّبَ الْقُلُوبِ ثَبِّتْ قَلْبِي عَلَى دِينِكَ”، قَالَتْ: فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّكَ تُكْثِرُ فتَدْعُو بِهَذَا الدُّعَاءِ، فَقَالَ: إِنَّ قَلْبَ الْآدَمِيِّ بَيْنَ أُصْبُعَيْنِ مِنْ أَصَابِعِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ، فَإِذَا شَاءَ أَزَاغَهُ، وَإِذَا شَاءَ أَقَامَهُ).

اللهم ثبت قلبي على دينك. القلب هو الأساس؛ فهو موجود عند الإنسان المؤمن وغير المؤمن؛ وبالتالي، ليس كل من يملك قلبًا مؤمنًا

فعندما يتقلب القلب يتقلب الفؤاد معه، فهي عملية إحساس.؛ مثل الضمير، هنا الضمير غير ملموس،

والفؤاد غير ملموس؛ فهو مسؤول عن البصيرة والطمأنينة والقوة الايمانية وغيرها من هذه الأمور.

استقامة القلب

قال الله تعالى:

(إِلاَّ مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ) سورة الشعراء الآية (٨٩).

في استقامة القلب استقامة الجسد والعقل، من استقام قلبه وعقله سلّم نفسه إلى الله رب العالمين؛ فينال الأجر والثواب ورضى الله عز وجل.

قال الله تعالى:

(وَأَصْبَحَ فُؤَادُ أُمِّ مُوسَى فَارِغًا إِن كَادَتْ لَتُبْدِي بِهِ لَوْلا أَن رَّبَطْنَا عَلَى قَلْبِهَا لِتَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ) سورة القصص آية (١٠).

أصبح فؤاد ام موسى فارغاً ، أي بمعنى أن الإحساس وكذلك المشاعر قد توقفت عندها.

وبسبب خوف ام موسى على ابنها؛ فقد ربط الله عز وجل على قلبها ، واستمر القلب بالعمل ولم يتوقف.

ختاماً نشكر الله عز وجل على نعمه التي أنعمها علينا، ونسأل الله الثبات للجميع.

والله اعلم وأحكم

ثامر 🌷🌷

اقرأ /ى أيضاً |  اتّباع النور والقلب في “الإيمان”

اضغط هنا لمتابعة قناة الفلك والجفر مع ثامر عبر اليوتوب

المصدر: قناة ثامريات

ما يجب ان تعرفه عن القلب والفؤاد

مشاركة