كيف أعرف أنني ممسوس بدقيقة؟
كيف أعالج المس؟
أولًا: المقدمة
ستناول في هذا الموضوع بعض التفاصيل المتعلقة بالإنسان الممسوس، كما سنبين اثباتات وجود المس.
بالإضافة إلى أننا سنوضح بعض الطرق، التي ستمكنك من معرفة إن كنت مصاب بالمس أم لا.
علاوة على أننا سنتطرق لأسباب المس وأنواعه، ونوضح لكم طرق العلاج والتخلص من المس.
ثانيًا: اثبات وجود المس، والإنسان الممسوس
سوف نثبت لكم وجود المس، ونوضح أن الإنسان من الممكن أن يتعرض للمس، ويصبح ممسوسًا.
قال الله تعالى:
(الَّذِينَ يَأْكُلُونَ الرِّبَا لَا يَقُومُونَ إِلَّا كَمَا يَقُومُ الَّذِي يَتَخَبَّطُهُ الشَّيْطَانُ مِنَ الْمَسِّ ۚ ذَٰلِكَ بِأَنَّهُمْ قَالُوا إِنَّمَا الْبَيْعُ مِثْلُ الرِّبَا ۗ وَأَحَلَّ اللَّهُ الْبَيْعَ وَحَرَّمَ الرِّبَا ۚ فَمَن جَاءَهُ مَوْعِظَةٌ مِّن رَّبِّهِ فَانتَهَىٰ فَلَهُ مَا سَلَفَ وَأَمْرُهُ إِلَى اللَّهِ ۖ وَمَنْ عَادَ فَأُولَٰئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ ۖ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ) سورة البقرة الآية (275).
كما قال الله تعالى:
(إِنَّ الَّذِينَ اتَّقَوْا إِذَا مَسَّهُمْ طَائِفٌ مِّنَ الشَّيْطَانِ تَذَكَّرُوا فَإِذَا هُم مُّبْصِرُونَ) سورة الأعراف الآية (201).
وهنا يتضح من القرآن الكريم وجود المس كما ذكره الله تعالى في محكم آياته.
بالإضافة إلى ذلك، ما ذكر في الإنجيل:
الشيطان وطرد الروح الشريرة، فعندما ذهب عيسى (اليسوع) إلى إحدى المناطق استقبله مجنونان خارجان من القبور هائجان جدًا.
فعرف (اليسوع) أنهم مسكونان من الشياطين وإذا هما قد صرخا قائلين:
ما لنا ولك يا يسوع أجئت هنا قبل الوقت لتعذبنا؟
فأمرهم يسوع بالخروج وكان بعيدًا منهم قطيع من الخنازير فالشياطين طلبوا إليه قائلين:
إن كنت تخرجنا فأذن لنا أن نذهب إلى قطيع الخنازير، فقال لهم يسوع امضوا فخرجوا ومضوا إلى قطيع الخنازير…
مما سبق أثبتنا لكم وجود الإنسان الممسوس، ووجود المس في الديانات السماوية ….
ثالثًا: أسباب المس التي تجعل الإنسان ممسوسًا
الممسوس تتنوع الأسباب التي عرضته للمس، فمنها الأسباب العامة ومنها الأسباب الصغيرة (المحددة).
الأسباب العامة:
السبب العام المعروف بكل الأديان السماوية أن الله عزَّ وجلَّ عندما خلق الإنسان، رفض إبليس السجود له وتملكته الغيرة منه.
كما إن سبب هذه الغيرة وهو الحسد، وبذلك فإن أول حسد في الكون هو حسد إبليس لآدم على تكريم الله له.
بالإضافة إلى أن أول من أصابه الغرور هو إبليس، فالغرور والتكبر كان من إبليس، ويظهر ذلك جليًا عندما قال:
(أنا خيرٌ منه خلقتني من نار)، فالشيطان معتز بخلقه، ويتضح ذلك في قول الله سبحانه وتعالى.
قال الله تعالى: (قَالَ مَا مَنَعَكَ أَلَّا تَسْجُدَ إِذْ أَمَرْتُكَ ۖ قَالَ أَنَا خَيْرٌ مِّنْهُ خَلَقْتَنِي مِن نَّارٍ وَخَلَقْتَهُ مِن طِين) سورة الأعراف الآية (12).
كما قال الله تعالى: (قَالَ فَاهْبِطْ مِنْهَا فَمَا يَكُونُ لَكَ أَن تَتَكَبَّرَ فِيهَا فَاخْرُجْ إِنَّكَ مِنَ الصَّاغِرِينَ) سورة الأعراف الآية (13).
قال إبليس لله عزَّ وجلَّ: (قَالَ أَنظِرْنِي إِلَىٰ يَوْمِ يُبْعَثُونَ) سورة الأعراف الآية (14).
ثم قال ابليس لله عزَّ وجلّ: (قَالَ فَبِمَا أَغْوَيْتَنِي لَأَقْعُدَنَّ لَهُمْ صِرَاطَكَ الْمُسْتَقِيمَ) سورة الأعراف الآية (16).
بعد الحوار السابق بين إبليس و الله سبحانه وتعالى كما ورد بالآيات السابقة يتضح لنا التحدي بالآية التالية:
(ثُمَّ لَآتِيَنَّهُم مِّن بَيْنِ أَيْدِيهِمْ وَمِنْ خَلْفِهِمْ وَعَنْ أَيْمَانِهِمْ وَعَن شَمَائِلِهِمْ ۖ وَلَا تَجِدُ أَكْثَرَهُمْ شَاكِرِينَ) سورة الأعراف الآية (17).
الأسباب الصغيرة (المحددة):
١- السحر:
عندما يُسحر إنسان ويُسلط عليه نوعًا من أنواع الجن، فمن الممكن بكل بساطة أن يُمس أو يُتَلبس من هذا الجن، ويكون الإنسان ممسوسًا.
٢- العين:
تؤدي العين الشيطانية إلى المس، لوجود شيطان في العين اسمه شيطان العين، كما أنه يتسلط على الانسان ويتخبط به.
٣- تعدي الإنسان على عالم الجن:
قد يؤدي تعدي الإنسان على عالم الجن دون قصد، كدخول الإنسان في منطقة مهجورة من دون ذكر اسم الله (البسملة) إلى المس.
بالإضافة إلى رمي الماء الساخن على الأرض قد يضر بالإنسان، وكذلك دخول الإنسان لأماكن القبور وهو غير طاهر.
علاوة على ذلك يقوم البعض من ضعاف النفوس بعمل وصفة سحرية خاطئة، من الممكن أن تتسبب تلك الوصفة الخاطئة بتلبس الجن لهم.
رابعًا: الدلالات العامة للمس
كيف أعرف الممسوس؟
هنالك بعض الدلالات التي ما إن تظهر على الإنسان حتى تمكنك من معرفة أنه قد أصيب بالمس من هذه الدلالات:
– الحزن: قد يشعر بحزن شديد دون سبب وبدون مقدمات.
– ضيق الصدر: قد يجد نفسه ضايق الصدر دون مسببات، وقد يضيق صدره على من حوله دون أسباب.
– الصداع: الشعور بالصداع الحاد.
– رائحة كريهة أو رائحة حريق: قد يشتم رائحة كريهة أو يشتم رائحة حريق دون وجود مسببات لهذه الرائحة، وتعتبر هذه الرائحة احدى الدلالات البارزة على وجود المس.
– تحرك الأشياء: يلاحظ ذلك عند تحرك الشيء من مكانه بشكل غير طبيعي.
خامسًا: أنواع المس، الإنسان الممسوس
عليك أن تعلم أن الشياطين أنواع، حيث توجد شياطين المنزل، وهي شياطين متسلطة على المنزل وقاطنيه.
كما توجد أيضا شياطين الجسد، وهي تلك التي تتسبب بالمس وتجعل الإنسان ممسوسًا.
أنواع المس:
للمس أنواع مختلفة ومتنوعة حسب أسبابها، ومنها:
– المس الكلي
هو المس الذي يسيطر على جسم الإنسان بالكامل، حيث يفقد الإنسان المصاب وعيه، كما يفقد الإحساس ويصبح الشيطان من يتحكم به.
– المس الجزئي
هو المس الذي يصيب جزء من أجزاء الجسم على سبيل المثال كاليد أو الرجل أو العين، ونعني بذلك أنه المس الذي يصيب عضو من أعضاء الجسم، وليس كامل الجسم.
– المس المنامي
هو دخول الشيطان أثناء النوم إلى جسم الإنسان، وعند دخوله يبدأ الشيطان بإتعاب الإنسان وإعيائه لدرجة الإرهاق فيكره النوم.
بالإضافة إلى أن الشيطان قد يسلط الكوابيس على الإنسان في أحلامه، فلا يشعر الإنسان بالراحة وقت النوم.
– المس العاشق
هو مس الجن للإنسان، فيمارس الجن الجنس مع الإنسان، حيث يتشكل الجن على هيئة إنسان عند قدومه.
ولكن هنالك من يحلم أحلام جنسية فيعتقد أنه ممسوس، وهذا الأمر خاطئ، لأن ورد في الأثر أن الحلم من الشيطان والرؤيا من الله سبحانه وتعالى.
سادسًا: الطريقة لكشف الإنسان الممسوس
هنالك خطوات عليك اتباعها لمعرفة إذا كنت إنسانًا ممسوسًا:
1) يجب أن تكون على طهارة تامة.
2) الدخول في غرفة وأن تكون وحيدًا، وذلك للتركيز على القراءة فقط فلا تتشتت.
3) أغمض عينيك وضع يدك اليمنى على رأسك.
4) ابدأ القراءة وقل ما يلي:
الفاتحة (٣) مرات، الإخلاص (٣) مرات، الكوثر (مرة واحدة)، وثم الآية (فَاخْرُجْ مِنْهَا فَإِنَّكَ رَجِيمٌ وَإِنَّ عَلَيْكَ لَعْنَتِىٓ إِلَىٰ يَوْمِ ٱلدِّينِ) (7 مرات)
5) قد تظهر عليك بعض الأعراض أثناء القراءة، ولا يشترط ظهور جميع الأعراض عليك، بل من الممكن بعضًا منها:
على سبيل المثال قد يصيبك وقت القراءة صداع، تثاؤب، نبض في الجسم، وجع في الرأس، ألم في الأكتاف، ألم في الرقبة، غازات، تسارع في نبضات القلب.
علاوة على ألم في الفخذين أو الركب، وجع في أقدام الرجلين من الأسفل، وجع أو دموع في العيون، سخونة أو برودة في الجسم.
بالإضافة إلى الشعور بأن شيئًا يمشي في الجسم وينتقل من مكان إلى آخر، كذلك الشعور بالهواء البارد أو الساخن.
ملاحظة مهمة:
من الممكن أن تكون ممسوسًا ولا يظهر تأثير الشيطان عليك، وذلك لأنه قد يكون في داخل جسمك فقط ليأكل ويشرب دون أن يؤذيك.
سابعًا: علاج الإنسان الممسوس
الطريقة المتبعة لعلاج المس وخطواتها:
1) قراءة سورة البقرة، حيث تقرأ ثلاث أيام متتالية من المصاب نفسه، وإن لم يستطع يقرؤها أحد ما عليه.
2) تبخير المريض باستخدام (الحرمل، الحبة السوداء، الفاسوخ، السذاب) لمدة 21 يومًا.
3) قراءة الآيات التالية على ماء مع النفث وشربه على الريق لمدة 21 يوم:
– آية الكرسي (11 مرة).
– المعوذات (سورة الإخلاص وسورة الفلق وسورة الناس) كل سورة (3 مرات).
– الآية (فَاخْرُجْ مِنْهَا فَإِنَّكَ رَجِيمٌ وَإِنَّ عَلَيْكَ لَعْنَتِىٓ إِلَىٰ يَوْمِ ٱلدِّينِ) (21 مرة).
– أول سبع آيات من سورة البروج (مرة واحدة).
4) بعد شرب الماء يعطى المصاب (سبع) حبات من التمر، ويفضل أن تكون عجوة المدينة المنورة ولمدة (21) يوم.
هذه الطريقة بإذن الله هي أسهلها وأقواها مفعولًا إن اتبعت خطواتها جيدًا، والنتيجة مضمونة مئة بالمئة ان شاء الله.
ثامنًا: الخاتمة
الإنسان المسلم أغناه الله سبحانه وتعالى بدروع التحصين والأذكار ضد الشيطان وأعوانه.
فأحرص على الالتزام بها، والمداومة عليها، حتى تقي نفسك من أن تكون عرضةً للمس.
كما إن الإنسان الممسوس باستطاعته التخلص من تأثير الشيطان عليه، وذلك بتعزيز قوة إيمانه بالله عزَ وجلَ، وبالتزامه بخطوات العلاج المدرجة أعلاه.
شفاء الله كل مريض وحفظكم الله من الشيطان وأعوانه.
الله أعلم وأحكم
ثامر 🌷🌷
