الكثير منا يستلهم الحياة من رقعة وأحجار الشطرنج، وهناك انسجام كبير بينهما.كما أنها لعبة تمثل الحياة ونحتاج فيها للمغامرة والتفكير في كل قرار مع تحمل المسئولية. فلا مجال فيها للصدفة او الحظ او العاطفة. فإما ان تلعبها بالطريقة الصحيحة، أو أن تصبح حجراً يلعب بك الآخرين.
فكل شيء في حياتنا مخطط كالشطرنج، لذا علينا أن نُجيد وأن نفهم لعبة الحياة، فحياتنا رقعة شطرنج. وهي مزيج اللونين الأبيض والأسود، كما هي الحياة.
وأخطاء الشطرنج تشبه اخطاء الحياة، قد تنجو مرة او عشرات المرات. لكن في الحياة الامر مختلف، فمثلا العاطفة لا تنتج اموالاً او بنين أو مستقبل، ولا تجعلك قادراً على التطور أو السير إلى الامام ولو بمترٍ واحد.
فالانسان العاطفي تنقلب عليه الأمور سلباً. ويصبح فرداً غير منتج. وقد يأتي أي شخص ويلعب على وتر العاطفة. ففي هذه الحالة يتم اختراقك في ثوان، وبذلك سوف تصبح خطراً على نفسك قبل ان تصبح خطراً على من هم حولك او على المجتمع. وهنا فأنت تظلم نفسك قبل ان تظلم غيرك .
وقد تكون العاطفة مفيدة في محيط الأسرة، مع الزوج او الزوجة أو الأولاد، ففي هذه الجزئية لا بد من وجود القليل من العاطفة.
أما في مجال العمل، فلا مجال للعاطفة. وذلك لأن المدير العاطفي أو القائد العاطفي يفشلون مباشرة، ولا ينجحون بعملهم، ولا يمكن ان يكون الشخص العاطفي ناجح بعمله. وهنا لا بد من الفصل بين العاطفة والعمل .
لذلك فمن الضروري وجود العقلانية. وعلينا أن ننظر دائماً إلى كلمتي العدل والمساواة. بحيث لو انك تمعنت وفهمت هاتين الكلمتين، فهنا انت بدأت تسير بخطوات صحيحة في الحياة. فالعدل والمساواة من أهم الأسس الأخلاقية، والربط بينهما مهماً للغاية، فهما كلمتين متلازمتين ولا ينبغي الفصل بينهما. وعلينا ان نفكر بهما بالمعنى الاعتقادي واللغوي، وذلك لتستطيع ان تستنير بهما، وبمفهومها ستسير الأمور ان شاء الله.
فوحدهم الذين يخوضون الحياة على انها رقعة شطرنج يستمرون في الحياة. وذلك لأنهم يُجيدون التعامل معها. فأنت تملك الخيار، لان هزيمتك في الشطرنج ممكن أن تعوضها ، لكن هزيمتك في معركة الحياة ربما لن تعوض .
الله اعلم واحكم.
ثامر 🌷🌷
المصدر : محبين الفلك والجفر مع ثامر.
