ربنا آتنا بالدنيا حسنة، كيف تحصل عليها؟
المقدمة
سنوضح لكم في هذا المقال الاستشفاف المستخرج من (خواتيم سورة النحل)، كما سنبين كيف نحظى في الدنيا حسنة.
حيث قال الله تعالى في سورة النحل:
– إِنَّ إِبْرَاهِيمَ كَانَ أُمَّةً قَانِتًا لِلَّهِ حَنِيفًا وَلَمْ يَكُ مِنَ الْمُشْرِكِينَ (120).
– شَاكِرًا لِّأَنْعُمِهِ اجْتَبَاهُ وَهَدَاهُ إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ (121).
– وَآتَيْنَاهُ فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَإِنَّهُ فِي الآخِرَةِ لَمِنَ الصَّالِحِينَ (122).
– ثم أوحينا إليك أَنِ اتَّبِعْ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ (123).
– إنما جعل السبت على الَّذِينَ اخْتَلَفُواْ فِيهِ وَإِنَّ رَبَّكَ لَيَحْكُمُ بَيْنَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فِيمَا كَانُواْ فِيهِ يَخْتَلِفُونَ (124).
– ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن إن ربك هو أعلم بِمَن ضَلَّ عَن سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ (125).
– وَإِنْ عَاقَبْتُمْ فَعَاقِبُواْ بِمِثْلِ مَا عُوقِبْتُم بِهِ وَلَئِن صَبَرْتُمْ لَهُوَ خَيْرٌ لِّلصَّابِرِينَ (126).
– وَاصْبِرْ وَمَا صَبْرُكَ إِلاَّ بِاللَّهِ وَلاَ تَحْزَنْ عَلَيْهِمْ وَلاَ تَكُ فِي ضَيْقٍ مِّمَّا يَمْكُرُونَ (127).
– إِنَّ اللَّهَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقَواْ وَّالَّذِينَ هُم مُّحْسِنُونَ (128).
كيف تحظى بالدنيا حسنة؟
لكي تحظى في الدنيا حسنة عليك اتباع ما يلي وهو الاستشفاف المستخرج من خواتيم سورة النحل:
أولًا: التوحيد
التوحيد هو الإيمان بالله وحده لا شريك له في ملكة وتدبيره، الإله المنفرد لا إله غيره، ولا شريك مع الله عزَّ وجلَّ بالعبادة .
فالله هو الواحد الأحد الفرد الصمد لا شريك له، فلا يُشرك الإنسان مع الله إلهًا آخرَ.
ثانيًا: شاكرًا لنعم ربك بأي لفظ تريده
تشكر الله على ما أنعم عليك من نعم، كقولك مثلاً؛ الحمد لله رب العالمين ربي لك الشكر على نعمك، أو تقول الشكر لله على ما أنعم عليَّ من نعم لا تحصى وهكذا تردد مما يماثل من القول، فشكر الله يجعلك تحظى في الدنيا حسنة.
ثالثًا: ((ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ))
(هذه تريد اختصاص قليلًا عند الدعوة)، أي من الأفضل أن يكون الإنسان ذو اختصاص ومهيأ بطرق الدعوة.
كما بإمكانك أن تدعوا بما لديك من معرفة، فتدعوا الناس وتحثهم على ما يلي: (صلوا، صوموا، تصدقوا).
بالإضافة إلى ذلك إن كان لديك خبرة أوسع في أمور الدين وغيرها من اختصاصات الدعوة، فبإمكانك أن تتوسع، فلا يكلف الله نفسًا إلا وسعها.
على سبيل المثال فالإنسان غير المدرك والملم لما يحتويه القرآن والإنجيل من مفاهيم، ليس باستطاعته أن يدعوا مسيحيًا، فسوف يخسر المواجهة سريعًا.
لذلك عليك أن تكون ثابتًا في الدعوة على مستواك الإدراكي، ولا تكلف نفسك إلا وسعها.
رابعًا: كاظم الغيظ والعفو عند المقدرة
لقوله ((وإن عاقبتم فعاقبوا بمثل ما عوقبتم به ولئن صبرتم لهو خير للصابرين )).
كظم الغيظ عند الغضب والصبر عليه، وأيضًا العفو عند المقدرة يجعلك من المحسنين.
كما بجهادك نفسك في كظم غيظها والعفو عن الناس، تحظي في الدنيا حسنة وتحصل عليها.
خامسًا: ((وَاصْبِرْ وَمَا صَبْرُكَ إِلاَّ بِاللَّهِ))
وهنا عند تعرضك لأي ضيق، عليك بالصبر، والصبر بالله، فيلجأ الإنسان إلى الصلاة والصوم والصدقة لكي تعينه على الثبات في الصبر فيوفقه الله لذلك.
فاصبر ولا تحزن ولا يضيق صدرك، واستعن بالله على الثبات في الصبر، فبصبرك تحصل على حسنة الدنيا.
وفي الختام …
استعرضنا لكم الاستشفاف من خواتيم سورة النحل، للحصول على حسنة الدنيا.
كما يعتبر هذا شرح لجزء من دعاء سورة البقرة ((ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة)).
فالتزامك بما سبق كما ورد في خواتيم سورة النحل يجعلك تحظى في الدنيا حسنة، فجاهد نفسك ولا تفرط بها.
الله أعلم وأحكم
ثامر 🌷🌷