في قريةٍ بعيدة، كان أهلها يجتمعون كل ليلة تحت السماء الصافية، التي كانت تبدو كلوحةٍ محكمة الرسم، مساراتها ونجومها تتلألأ بجمالٍ يخطف الأنفاس. كانوا يتأملون هذا المنظر العجيب، لكنهم كانوا دائمًا يختلفون في فهمه. بعضهم كان يرى في الفضاء دليلًا على عظمة شيءٍ غير مرئي، ويقول إنها تحمل رسالةً عميقة تدعو للتفكر، بينما كان آخرون يشككون، ويسخرون من هذه الأفكار، ويبتعدون عن التأمل فيها، مُصرّين على أنها مجرد منظر عابر، ثابت، ممل، لا يحمل معنى.
مع مرور الوقت، بدأت القرية تنقسم بسبب هذا الخلاف. أولئك الذين آمنوا بجمال السماء وعمقها، عاشوا في سلامٍ داخلي لا يمكن وصفه. بينما الذين أعرضوا عن التفكر فيها، ظلّوا في حيرةٍ وتعب، أيضًا لا يمكن وصفه، بعيدين عن الحقيقة التي كانت واضحة أمام أعينهم.
وهكذا أدرك الجميع أن السماء، رغم وضوحها، لا يراها الجميع بنفس العين، وأنه يلزم النظر في القلب للأمور قبل التشكيل الظاهري. فمن انحرف قلبه، انحرف فهمه. ومن أنار فؤاده، ثبت فهمه.
الله أعلم وأحكم…
ثامر 🌷🌷