أولاً: تعامل الخالق سبحانه مع الإنسان يوم الحساب
“السلام عليكم … مرحباً جميعاً”
عندما تستخدم هذه الكلمات فتُلقي السلام على مجموعة من الناس، تكفُ بها إلقاء السلام عنك، وتُسقط واجبه الذي كلفت به.
و لكن عليك أن تعلم أمراً مهماً؛ إنّ الله عزّ وجلّ يحاسب كل إنسان وحده يوم الحساب. ويكون معه شهيد عليه و سائق، ليصل به إلى مكان الحساب.
وعلى الرغم من أن الله تعالى يعلم كل أعمال الإنسان ، إلا أن الإنسان يُساق إلى الحساب ومعه شهيد، يشهد على جميع أعماله.
كما إن ذلك الشهيد وضعه الله سبحانه وتعالى للإنسان؛ كي يشعر بقيمته عند الخالق، وأيضاً ليقيم الحجة عليه.
لا يجمع الله سبحانه وتعالى الناس مع بعضهم البعض ليحاسبهم، إنما يحاسبهم فرادى، وجعل لكل منهم سائق وشهيد .
إذاً الحساب يكون للفرد الواحد، ولا وجود للجمع بين الناس وقت الحساب، قال تعالى
(سَيُهْزَمُ الْجَمْعُ وَيُوَلُّونَ الدُّبُرَ (45) بَلِ السَّاعَةُ مَوْعِدُهُمْ وَالسَّاعَةُ أَدْهَى وَأَمَرُّ (46)) (سورةالقمر)
ثانياً: الدراسة الخاصة لآداب السلام
ومن وجهة نظرنا، نستخلص مما سبق إن إلقاء السلام بشكل عام للجميع دون تخصيص، بمعنى أن تتلفظ بالقول (السلام عليكم جميعاً)، تسقط عنك واجب السلام.
ولكن إن كان في السلام تخصيص أي تخصص السلام لكلِّ فرد على حدى، كقولك (السلام عليكم كيف حالك يا فلان)، هنا أسقطت عنك واجب السلام وكذلك إثم التحية.
وقد تستطيع الاكتفاء بإلقاء السلام بشكل عام، و لكن التخصيص والتفرد بعد السلام لمن تعرفه؛ له مقام أعلى، موجه لمَنْ خصصت له السلام وأبديت له الاهتمام.
فالحياة ماهي إلا كلمات، على سبيل المثال إذا دخل شخص على مجموعة، ثم ألقى السلام بشكل عام عليهم جميعاً، فنجد من يرد السلام عليه، ومن يهمس برد السلام دون حماس، والبعض يرد السلام بصدره فقط.
لكن إن أُلْقِيَّ السلام وَخُصِّصَت التحية للأشخاص، نجد الجميع يبادلونه رد السلام، وكذلك الاطمئنان عليه.
ثالثاً: علم النفس وآداب السلام
وجهة نظر علم النفس، يُعرف السلام المتبوع بتحية مخصصة للفرد؛ على أنه نوع من أنواع الاهتمام والتقدير.
كما وضحنا في المثال السابق، فعند إلقاء السلام والتحية المخصصة، كقولك (السلام عليكم كيف حالك يا فلان وأنت يا فلان وهكذا…)؛ تكون في علم النفس قد أَبْدَيْتَ اهْتِمامُكَ وتقديرك لهم.
وبالتالي أدخلت الفرح والسرور في نفوسهم، وذلك عند ذِكْرِكِّ لهم، بشكل خاص أثناء التحية، فَتَجْعلهم متحمسون لرد السلام عليك.
رابعاً: الخاتمة
السلام له آدابه، التي ما إن يتبعها الإنسان بقواعدها الصحيحة، حتى تساعده في التعايش بين البشر وتبادل الاحترام والأمان والاطمئنان .
لا تعامل من حولك على أنه مجرد رقم، بل عامله كإنسان… وجود و كيان.
ثامر 🌷🌷
