المقدمة
دراسة جديدة حول آية ” لَتَرْكَبُنَّ طَبَقًا عَن طَبَقٍ “، سورة الانشقاق (١٩) نعرضها لكم في المقال التالي، و نشرحها من خلال دراساتنا لآيات الفرقان، ومن وجهة نظرنا الخاصة.
أولاً : حرف الجر ( عَن ) في الآية الكريمة
بدايةً نذكر قوله تعالى :
لَتَرْكَبُنَّ طَبَقًا عَن طَبَقٍ
سورة الانشقاق – آية ١٩
نبدأ بحرف الجر( عن ) المذكور في الآية الكريمة السابقة
( عن ) يفيد العديد من الأحوال والظروف، مثل المجاوزة، التعليل، البدل، والعديد من المعاني حسب موضع الحرف في الجملة
على سبيل المثال ؛
- تجاوز عن أخطائه
- ابتعد عن المركبة الخاصة بي
- عن ابن عباس قال (عن ابن عباس عن ابن جبير عن الرسول عليه السلام قال … )
ومنها كذلك يفيد التركيب، بمعنى آخر ( حال عن حال ) وتسير به
نوضحها أكثر بمثال ؛
نبتت عشبة، ثم خرجت ساق، ثم أوراق، ثم ثمار
كل عملية مترتبة على ما قبلها، وفي نفس السياق نذكر، يتركب حال عن الحال الذي قبله
أطباق ( طبقات ) فوق بعضها البعض
وهنا لها زاويةٌ أخرى
ثانياً : شرح التركيب في الآية الكريمة
نقطة الأساس في المثال السابق هي النبت، وعلى أساس نوع النبته وآلية زرعها، تترتب عليه العمليات المتتابعة، وبالتالي تعطيك النتيجة وهي الثمار
ولو أسقطنا هذا المثال على البشر، تستشف وتصل إلى حقيقة ونتيجة مهمة
نذكرها فيما بعد
ولكن قبل ذلك : نعطي مثال عن القتل، للتوضيح أكثر
لنفترض أن هناك شخص قَتل أحدهم، فرآه شخص آخر وهو يقتل، فقام وقتله هو كذلك، ثم انتبه أنه توجد كاميرة مراقبة في أحد البيوت بجانب موقع الحادثة، فدخل البيت وقتل أصحاب البيت، وكسر الكاميرا، ليُخفي جريمته .
من المثال السابق، تجد أن نقطة الشر تركب عليها من القاع وتصل لقمة الشر، والعكس صحيح
( فمِن قْتل شخص واحد، إلى قتل شخص آخر ومن ثم عائلة كاملة، وتخريب وتعدي على ممتلكات الغير )
وعليه تصل إلى النتيجة والحقيقة المهمة، أنه لا يوجد بذرة شر تنبت خيراً، ولا بذرة خير تنبت شراً
تعود للقاع، خيراً كان أو شراً
فمن كان أساسه شر، يبقى يسير بإرتفاع الشر، فيمده الله تعالى شراً و يعمهه ( من يعمهون )
ومن كان بذرته خيراً، فينبت خيراً، ويرتفع خيرًا
ثالثاً : اختيار الأساس والمنشأ
يركبك طبقاً عن طبق، تتركب الطبقات ( الأفعال )، عن ( نتيجة ) ما يسبقها
لذلك، أحسنوا إختيار قواعد أهداف منشئكم
ليركبكم خيراً على خير
قال تعالى في سورة الانشقاق :
ومن ثم يقول تعالى في الآية ١٩ { لَتَرْكَبُنَّ طَبَقًا عَن طَبَقٍ }
إذاً ماذا ركبت ببذرتك ترتفع بها
إن كان خيراً، تأخذ كتابك بيمينك
وإن كان شراً، تأخذ كتابك بشمالك
في الختام
مما تم طرحه في المقال ، من دراسة خاصة للآية الكريمة { لَتَرۡكَبُنَّ طَبَقًا عَن طَبَقٖ (19) } نقول :
الاختيار بيدك وحدك، فما تجنيه هو نتاج ما تزرعه في منشئك
خيراً كان أو شراً يُركبك الله -عزَّ و جلَّ-
لذلك أحرص على إختيار الأساس والمنبت لأن عليه تُرَكب
الله أعلم وأحكم
ثامر 🌷🌷