هل دخل كوكبنا (عصراً جليديّاً) ؟
1- المقدمة
أصبحنا في الوقت الحالي، نسمع كثيراً مصطلحَ الكسل الشمسي؛ عندما نقرأ تقارير علماء الفلك، ونحن هنا بصدد توضيحه؛ فما معنى هذا المصطلح؟ وما مسبباته؟ وما تأثيره على كوكب الأرض؟ وهل سندخل بالفعل عصراً جليديّاً؟
من خلال عرضنا لهذا المقال، سنجيب على جميع تلك التساؤلات.
2- الكسل الشمسي
عُرف الكسل الشمسي عند الأوساط العلمية، بحالة دخول الشمس في فترة خمولٍ وسباتٍ شمسيٍّ، أي ينخفض معدل نشاطها المُعتاد.
فالبتالي ؛تقلّ التوهجات الشمسية، التي تُولّدُ طاقةً شمسيةً هائلةً، وهذه الطاقة لها تأثيرها المباشر على المناخ.
كما يؤثر على الأرض ، يجعلُها تدخلُ عصرَها الجليديّ، وهذا ما يثير قلق الأوساط العلمية.
3- الشمس والدورة الشمسية
إنّ للشمسِ دورةً شمسيةً، تتكرر كل (11) عاماً، وقد أنْهتْ الشمس دورتَها الرابعة والعشرين في نهاية عام (2018).
ومن ناحية أخرى تم رصد فترة خمولٍ وسباتٍ طويلٍ للشمس (الكسل الشمسي)، لمدةٍ زمنيةٍ، تقارب أكثر من عامٍ،وذلك بعد دخولها في دورتِها الخامسةِ والعشرين.
كما أشارت تقاريرُ العلماء إلى انخفاضٍ في عدد البقع الشمسية، وهو أحد المظاهر البارزة، لنشاط الشمس وحيويتها في الدورة الشمسية.
4- البقع الشمسية والكسل الشمسي
أهمية البقع الشمسية، في معرفة قوة نشاط الدورة الشمسية، فالبقع الشمسية تساعد العلماء، على معرفة نشاط سطح الشمس وحيويته.
وبالتالي؛ تعتبر البقعة الشمسية من أهم الركائز التي يعتمد عليها العلماء خلال رصدهم تغيرات المناخ، وارتفاع أو انخفاض درجات الحرارة لكوكبنا، بمعدل درجة واحدة أو أكثر.
من ناحية أخرى، رصد علماء الفلك، في الآونة الأخيرة، انخفاضاً في عدد البقع الشمسية، وهذا يعني انخفاضاً في نشاط الشمس.
علاوة على ذلك؛ تعتبر هذه الدورة الشمسية، أقل نشاطاً من الدورتيْن السابقتيْن للشمس، وهذا يعني أن معدلَ متوسطِ البقعِ الشمسيةِ سنويّاً، كان في الدورات السابقة بين (140) و(220) بقعةً، أمّا في الدورة الحالية فنجده ما بين (95) و(130) بقعةً.
مما جعل العلماء يعتقدون دخول الشمس فترة (الكسل الشمسي)، وأننا مقبلونَ على عصرٍ جليديٍّ جديدٍ.
5- هل حدث كسلٌ شمسيٌّ وعصرٌ جليديٌّ في الماضي؟
انخفاض نشاط الشمس وكسلها، يؤدي إلى انخفاض ملحوظ في درجات الحرارة، ما يُعرّض الأرضَ لدخولِ عصرٍ جليديٍّ جديدٍ.
تماماً كما حدث في السابق (سبات مواندر) الكبير، من عام (1645) حتى عام (1715)عندما اختفت البقع الشمسية.
علاوة على ذلك استمر العصر الجليديّ (سبات مواندر) قرابة (80) عاماً، أو ما يعادل (7) دوراتٍ شمسيةٍ متتاليةٍ.
نتيجة لذلك؛ انخفضت درجات حرارة الأرض، فتأثّر الغطاء النباتي، وغزت المجاعات أوروبا، ومات من أَثَر ذلك، مئات الألوف من الناس.
ووفقاً لوكالة ناسا؛ فإن في تلك الحقبة الزمنية عقوداً من البرد القاسي، تجمّدتْ بسببه مجارٍ مائيةٌ، مثل التايمز وقنوات أمستردام، واختفاء قرى صغيرة سويسرية، تحت الثلج، وهذا ما نشاهد بعض الملامح منه في وقتنا الحالي، من تجمدِ بعض المسطحات المائية، غيرِ المألوف تجمّدها.
6- تأثير الكسل الشمسي على المناخ
للشمس تأثيرٌ مباشرٌ على كوكبنا، فهي تقع على بعد (149) مليون كم عن الأرض، ورغم ذلك، فتأثيرُها لا يقتصر على إمدادنا بالحرارة والضوء.
علاوة على ذلك لها تأثيرات وأنشطة تصل إلى الأرض، مثل الانبثاقات الشمسية، المتمثلة برياحٍ وعواصفَ شمسيةٍ، والتدفقات الإكليلية الكتلية، والانفجارات الناتجة عن التوهجات الشمسية.
ونتيجة ذلك تؤثر تلك الأنشطة على كوكب الأرض، وتأثيرها مباشرٌ على التكنولوجيا الفضائية والأرضية، وكذلك تؤثر على مظاهر المناخ، وحالات الطقس على كوكب الأرض.
ورد في تقارير العلماء، أن الكسل الشمسي يقلل من الطاقة الشمسية المرسَلَة لكوكب الأرض، فتنخفض درجات الحرارة.
وبالتالي يحدث البردَ القاسي المفاجئ، الذي يؤثر على المحاصيل الزراعية، مما ينذر بحدوثِ نقصٍ بالموارد الغذائية للحيوان والإنسان في كوكبنا.
سُجّلتْ بعض المشاهدات المتطرفة للمناخ، بسبب الكسل الشمسي، والطقس البارد المتجمد، حينما أتلف الجليدُ الحقولَ الزراعية في إسبانيا واليونان، وكذلك في المملكة المتحدة.
كما لاحظ بعض علماء البيئة تغيّر في مسارات الهجرة للطيور، حسب تغير درجات الحرارة في بعض المناطق.
عقدت الأوساط العلمية مؤتمرٌ في اسكتلندا، لنقاش المناخ وتغيراته، والكسل الشمسي ومسبباته، وتبريد الأرض، وكيفية التعامل مع الأحداث الطبيعية، وكذلك تحقيق الأمن الغذائي للشعوب.
7- الخلاصة
1- الكسل الشمسي هو دخول الشمس في فترة سباتٍ، وانخفاض معدل الطاقة الشمسية المُرْسَلَة للأرض.
2- حدث الكسل الشمسي في الماضي على كوكب الأرض.
3– يؤثر الكسل الشمسي على كوكب الأرض ومناخها وأمنها الغذائي.
8- في الختام
نحن نأمل من الله تعالى، أن لا يكون العصرُ الجليديُّ المصغّرُ، بقوة وقساوة العصر الجليديّ في فترة سبات (مواندر) السابقة.
الله أعلم وأحكم.
ثامر 🌷🌷