انشقاق القمر
ضجت وسائل التواصل الاجتماعي في الآونة الأخيرة، بصورٍ تظهر القمر وبه عدد من التشققات والتصدعات، وقد تم تداولها بشكل كبير، مما أثار جدلاً ونقاشاً واسعيْن حول انشقاق القمر.
وهنا تباينت الآراء ووجهات النظر، حول تفسير هذه الظاهرة.
فهناك من أصبح يُسقط عليها بعض الأحداث، في حين ذهب البعض إلى أن أمراً عظيماً سوف يحدث، وهناك وجهة نظر أخيرة، تقول: لقد أُثبتت المعجزة الإلهية، وصدقت النبوءة القرآنية، وذلك لقوله تعالى في محكم كتابه الحكيم في سورة القمر: (اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ وَانْشَقَّ الْقَمَرُ وَإِنْ يَرَوْا آيَةً يُعْرِضُوا وَيَقُولُوا سِحْرٌ مُسْتَمِرٌّ). القمر، الآية (1-2).
انشقاق القمر بين العلم والدين
خرجت علينا وكالة الفضاء الأميركية (ناسا)، وأصدرت منشوراً للعالم تقول فيه:”إنّ هذه الصورة نشرتها ناسا في عام 2010، وبالفعل كان هناك في هذه الفترة انشقاقات في القمر، اكتشفته ناسا، ولم يكن موجوداً من قبل”.
ولتفسير هذه الظاهرة علميّاً (النظرية العلمية) أضافت قائلة:
“على مرّ العصور الجيولوجية، بردت نواة القمر وتقلّصت، وتقلّص قطر القمر نحو 100 متر، ونتيجة لذلك، تمزقت قشرته الهشة، وتشكلت نُدوب على سطح القمر”.
ومع اختلاف وجهات النظر هذه، خرجت علينا قناة الفلك والجفر مع ثامر، وأثبتت بالدليل الشرعي والنص القرآني، أن انشقاق القمر، حدث في زمن الرسول محمد صلى الله عليه وسلم، حيث قال الأستاذ ثامر في توضيح وجهة نظره الدينية:
– إن الصورة التي تم نشرها وتداولها، هي صورة مُبالغ فيها، ولم تكن بهذا الشكل الذي تداولته ناسا.
– إن تاريخ الصورة، التي نشرتها وكالة الفضاء الأميركية (ناسا)، تعود للعام 2010، مما يعني أن هذه الصورة ليست حديثة، وذلك باعتراف ناشرها.
– وبما أنك اعترفت بوكالة ناسا؛ المصدرة والناشرة لهذه الصورة، واستمعت لوجهة نظرهم العلمية، أو ما يسمى بالنظرية العلمية، وكلنا نعلم أن النظريات العلمية، تبتعد عن الارتكاز الديني، إلّا أنه لدينا وجهة نظر دينية، تتلخص في التالي:
بدايةً نحن في قناة الفلك والجفر مع ثامر، نود أن نوضح بأننا لسنا مفسرين للقرآن الكريم، ولكن نودّ أن نبدي وجهة نظرنا.
وهنا عليك أن تعلم أن عملية انشقاق القمر، هي معجزة الرسول محمد صلى الله عليه وسلم، وهي معجزة حدثت في زمنه، حيث إن الله عزّ وجلّ شقّ له القمر، ليؤمن قومه، فهي معجزة قديمة مختصة برسول الإسلام محمد صلى الله عليه وسلم، وموجودة ومعتمدة في التفاسير الدينية.
والكثير منا يعلم أن معجزة الرسول محمد صلى الله عليه وسلم، هي القرآن الكريم، وقد تنصدم عندما تعلم أن الله سبحانه وتعالى، قد أيّدَ رسوله صلى الله تعالى عليه وسلم بمعجزات مادية كثيرة، وهنا قد يتبادر إلى ذهنك سؤال: لماذا لم يذكر لك علماء الدين والمفسرون المعجزاتِ الماديةَ، التي تختص بالرسول محمد صلى الله تعالى عليه وسلم، كنبي الله موسى وغيره من الأنبياء عليهم السلام؟
وهنا يأتي الجواب:
1- لأن الرسول صلى الله تعالى عليه وسلم ودين الإسلام، جاءَا ليخاطبَا العقول البشرية، ولأنك إن أنت أقنعت العقل، فقد اكتسبت إيمانه بشكل كبير.
2- إن حاولت الإقناع بالأمور المادية؛ قد يقال: إنك ساحر، كما قيل ذلك عن الأنبياء السابقين.
أمّا عن وجهة نظرنا الدينية، فسوف نعود إلى الإعجاز اللغوي، لأن القرآن الكريم عبارة عن إعجاز لغوي بالدرجة الأولى، وهنا يقول الله عزّ وجلّ في سورة القمر:
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم
بسم الله الرحمن الرحيم
1- اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ وَانْشَقَّ الْقَمَرُ
2- وَإِنْ يَرَوْا آيَةً يُعْرِضُوا وَيَقُولُوا سِحْرٌ مُسْتَمِرٌّ
3- وَكَذَّبُوا وَاتَّبَعُوا أَهْوَاءَهُمْ وَكُلُّ أَمْرٍ مُسْتَقِرٌّ
4- وَلَقَدْ جَاءَهُمْ مِنَ الْأَنْبَاءِ مَا فِيهِ مُزْدَجَرٌ
5- حِكْمَةٌ بَالِغَةٌ فَمَا تُغْنِ النُّذُرُ
6- فَتَوَلَّ عَنْهُمْ يَوْمَ يَدْعُ الدَّاعِ إِلَى شَيْءٍ نُكُرٍ
-اقتربت الساعة وانشق القمر:
اقتربت: فعل ماض، والتاء تاء التأنيث الساكنة.
الساعة: فاعل مرفوع.
وانشق: الواو حرف عطف، انشق: فعل ماض.
القمر: فاعل مرفوع.
-وإن يروا آية يعرضوا ويقولوا سحر مستمر:
وإن: الواو حرف عطف، إن: حرف شرط جازم.
يروا: فعل مضارع مجزوم، وهو فعل الشرط. الواو: في محل رفع فاعل.
آية: مفعول به منصوب.
يعرضوا: فعل مضارع مجزوم، لأنه جواب الشرط، وعلامة جزمه حذف النون، والواو: فاعله.
ويقولوا: فعل مضارع مجزوم، والواو في محل رفع فاعل.
سحر: خبر مبتدأ محذوف تقديره هو.
مستمر: صفة سحر.
-وكذبوا واتبعوا أهواءهم وكل أمرٍ مستقر:
وكذّبوا: فعل ماض.
واتّبعوا: معطوف على كذّبوا.
أهواءهم: مفعول به.
وكلّ: حرف استئناف ومبتدأ.
أمرٍ: مضاف إليه.
مستقر: خبر المبتدأ.
-ولقد جاءهم من الأنباء ما فيه مُزدجر:
ولقد: الواو حرف قسم وجر، واللام: واقعة في جواب القسم، قد: حرف تحقيق.
جاءهم: فعل ماض ومفعوله.
من الأنباء: متعلقان بالفعل، (ما) فاعل، والجملة الفعلية جواب القسم.
فيه: خبر مقدم.
مزدجر: مبتدأ مؤخر، والجملة الاسمية صلة ما.
-حكمةٌ بالغة فما تغن النذر:
حكمة: بدل من ما.
بالغة: صفة حكمة.
فما: الفاء حرف استئناف، ما: نافية.
تغن: فعل مضارع مرفوع بالضمة المقدرة على الياء المحذوفة.
النذر: فاعله، والجملة استئنافية لا محل لها.
-فتولّ عنهم يوم يدع الداع إلى شيءٍ نكر:
فتولّ: الفاء الفصيحة، وأمر مبني على حذف حرف العلة، والفاعل ضمير مستتر.
عنهم: متعلقان بالفعل، والجملة جواب شرط غير جازم.
يوم: ظرف زمان.
يدع الداع: فعل مضارع وفاعله، والجملة في محل جر بالإضافة.
إلى شيءٍ: جار ومجرور متعلقان بالفعل.
نكر: صفة شيء.
المعنى اللغوي:
انشقَ الشَّيءُ: انفلق، انصدع، أو انقسم.
انشَقَّ الإِناءُ: أُصيبَ بِكَسْرٍ.
كانا لاَ يَفْتَرِقانِ فانْشَقَّ أحَدَهُما عَنِ الآخَرِ: اِنْفَصَلَ عَنْهُ، وَابْتَعَدَ.
انشقَّ الحائِطُ: ظَهَرَت فيهِ الشُّقوقُ.
وبالتحليل والتفسير اللغوي:
انشقَّ: فعل ماض، أي أن القمر انشق في الماضي.
وكذبوا: فعل ماض، أي أن الانشقاق وقع في الماضي، وكذّب الذين رأوا الانشقاق في الماضي.
وهنا لدينا فعل ماض (انشق، بمعنى تصدع)، وفعل ماض ( كذبوا).
إذن فهذا حديث عن حقبة الرسول محمد صلى الله عليه وسلم، فالقمر هنا انشق في حقبة رسول الإسلام صلى الله عليه وسلم، وليس في حقبتك هذه، وكذبوا في ذلك الوقت، وليس في حقبتك أنت.
وبعد كل ما سبق نستنتج أن القمر قد انشق وتصدع، قبل 1443 عاماً، في حقبة الرسول محمد صلى الله عليه وسلم.
الله أعلم وأحكم
انشقاق القمر
المصدر: محبين الفلك والجفر مع ثامر
اضغط هنا لمتابعة قناة الفلك والجفر مع ثامر عبر اليوتيوب
إقراء/ئي ايضاً | درجات الأحاديث الشريفة
إقراء/ئي ايضاً | النظام الشمسي واسراره