الطب النبوي الشريف : ” علاج الصداع والشقيقة “
علاج الصداع والشقيقة :
الصداع :
الم في بعض أجزاء الرأس أو كله ، فما كان منه في احد شقي الرأس لازما يسمى شقيقة وان كان شاملا لجميع الرأس لازما يسمى بيضة وخوذة تشبيها ببيضة السلاح التي تشتمل على الرأس ، وربما كان في مؤخرة الرأس او في مقدمته. وكما انواعه كثيرة ، فأسبابه مختلفة ، وحقيقة الصداع سخونة الرأس ، واحتماؤه لما دار فيه من البخار يطلب النفوذ من الرأس ، فلا يجد منفذا فيصدعها كما يصدع الوعي اذا حمى ما فيه ، وطلب النفوذ . فكل شيء رطب إذا حمى ، طلب مكانا أوسع من مكانه الذي هو فيه ،فإذا عرض هذا البخار في الرأس كله بحيث لا يمكنه التفشي والتحلل وجال في الرأس سُمي الدر .
اسباب الصداع :
١ – من غلبة واحد من الطبائع الاربعة ، والطباع أربعة : الطبع المائي والترابي والهوائي وناري ، ومن المهم أن يعرف كل شخص صفات كل طبع ليعلم اي طبع يغلب عليه وكيف يعمل لنفسه موازنة بين هذه الطبائع الأربعة .
٢ – يكون من قروح تكون في المعدة ،فيألم الرأس لذلك لاتصال العصب المنحدرمن الرأس بالمعدة .
٣ – من ريح غليظة تكون في المعدة ، فتصعد إلى الرأس فتُصدعه .
٤ – يكون من ورم في عروق المعدة ، فيألم الرأس بألم المعدة للاتصال الذي بينهما .
٥ – صداع يحصل عن امتلاء المعدة بالطعام ثم ينحدر ويبقى بعضه نيئا، فيصدع الرأس ويثقله .
٦ – صداع يحصل بعد القيء والاستفراغ ، اما لغلبة اليبس ، واما لتصاعد الابخرة من المعدة اليه .
٧ – صداع يعرض عن شدة الحر وسخونة الهواء .
٨ – ما يعرض عن شدة البرد ، وتكاثف الابخرة في الرأس، وعدم تحللها …
٩ – ما يحدث من السهر وعدم النوم …
١٠ – ما يحدث من ضغط الرأس وحمل الشئ الثقيل عليه …
١١ – ما يحدث من كثرة الكلام ، فتضعف قوة الدماغ لأجله .
١٢ – ما يحدث من كثرة الحركة والرياضة المفرطة .
١٣ – ما يحدث من شدة الجوع ، فإن الابخرة لا تجد ما تعمل فيه ، فتكثر وتتصاعد الى الدماغ فتؤلمه .
١٤ – ما يحدث عن ورم في صفاق الدماغ ، ويجد صاحبه كأنه يضرب بالمطارق على رأسه .
١٥ – ما يحدث بسبب الحُمى لاشتعال حرارتها فيه فيتألم .
١٦ – ما يحدث من الأعراض النفسية ، كالهموم ، والغموم ، والأحزان ، والوسواس ، والأفكار الرديئة .
سبب صداع الشقيقة:
فهي مادة في شرايين الرأس وحدها حاصلة فيها ، أو مرتقبة اليها ، فيقبلها الجانب الأضعف من جانبيه ، وتلك المادة إما بخارية ، وإما اخلاط حارة، أو باردة وعلامتها الخاصة بها ضربان الشرايين ، وخاصة في الدموي، واذا ضبطت بالعصائب، ومنعت من الضربان ، سكن الوجع، وعصب الرأس ينفع في وجع الشقيقة وغيرها من اوجاع الرأس …
علاج صداع الشقيقة :
فعلاجه يختلف باختلاف انواعه واسبابه ، فمنه ما علاجه بالاستفراغ ، ومنه ما علاجه بتناول الغذاء ، ومنه ما علاجه بالسكون ، ومنه ما علاجه بالضمادات ، ومنه ما علاجه بالتبريد ، ومنه ما علاجه بالتسخين ، ومنه ما علاجه بأن يجتنب سماع الاصوات والحركات .
وهناك علاج بالحناء ، هو جزئي لا كلي ، وهو علاج نوع من انواعه ، فان الصداع اذا كان من حرارة ملهبة ، ولم يكن من مادة يجب استفراغها ، نفع فيه الحناء نفعا طاهرا ، فإذا دق وضمدت به الجبهة مع الخل ، سكن الصداع ، وفيه قوة موافقة للعصب اذا ضُمد به ، سكنت أوجاعه ، وهذا لا يختص بوجع الرأس ، بل يعم الاعضاء وفيه قبض تشد به الأعضاء ، واذا ضمد به موضع الورم الحار والمُلتهب ، سكنه .
انه محلل نافع من حرق النار ، وفيه قوة موافقة للعصب اذا ضمد به ، وينفع اذا مُضغ من قروح الفم والسلاق (بُثرٌ تخر ج على أصل اللسان وتُقشر في اصول الأسنان ) ، العارض فيه ، ويبرئ القلاع ( بثرات تكون في جلدة الفم واللسان ) الحادث في أفواه الصبيان ، والضماد به ينفع من الأورام الحارة الملهبة ، ويفعل في الجراحات فعل (( دم الاخوين )) واذ خُلط مع الشمع المُصفى ، ودهن الورد ، ينفع من اوجاع الجنب .
وحكيأن رجلاً تشققت اَظافير أصابع يده ، وأنه بذل لمن يبرئه مالاً ، فلم يجد ، فوصَفت له امرأة ، ان يشرب عشرة أيام حناء ، فلم يقدر عليه ، ثم نقعه بماء وشربه ، فبرأ ورَجعت اظافيره الى حسنها .
الطب النبوي الشريف : ” علاج الصداع والشقيقة “
المصدر : ابن القيم …
اقراء/ي ايضاً | الطب النبوي الشريف “مرض الابدان “
اضغط هنا لمتابعة قناة الفلك والجفر مع ثامر عبر اليوتيوب