من خلال أبحاثنا و دراساتنا في الكتب السماوية, نعرض لكم ما تم ذكره عن اسم النبي محمد عليه أفضل الصلاة والسلام وآله , وعن بشارات قدومه الشريف
١- ورود اسمه الشريف في القرآن الكريم :
وقد ورد اسم خاتم الأنبياء (محمد) صلى الله عليه وآله وسلم, في أربع آيات من القرآن نذكرها في ما يلي :
·في سورة آل عمران الآية ( 144) : [ وَمَا مُحَمَّدٌ إِلاَّ رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُل ] .
· كذلك سورة الأحزاب الآية ( 40 ) : [ مَا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِنْ رِجَالِكُمْ وَلَكِنْ رَسُولَ اللَّهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ ] .
·وسورة محمد الآية ( 2 ) : [ وَءَامَنُوا بِمَا نُزِّلَ عَلَى مُحَمَّدٍ وَهُوَ الْحَقُّ مِنْ رَبِّهِم ] .
· في سورة الفتح الآية ( 29 ) : [ مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ ] .
٢- كما ورد اسم ( النبي محمد صلى الله عليه وآله وسلم ) في التوراة :
البشارة بنبي الإسلام في التوراة :
مما يذكره العلماء في ذلك, ما جاء في سفر التثنية – إصحاح 18 الفقرة: 18 , قول الرب لموسى – عليه السلام -:
” أقيم لهم نبياً من وسط إخوتهم مثلك، وأجعل كلامي في فمه، فيكلمهم بكل ما أوصيه به ”
فهذه النبوة تتحدث صراحة عن إرسال رسول جديد من غير تحديد اسمه،
ولكن بذكر بعض أوصافه، ككونه مثل موسى – عليه السلام -، وكونه لا يتكلم من عند نفسه، ولكن بما يوحيه الله تعالى إليه .
ويعتقد النصارى أن هذه البشارة تنطبق على عيسى – عليه السلام – حيث أنهم يقولون :
إن عيسى مثل موسى لكونه يهودي الأصل، يهودي الشريعة، وكونه من وسط اليهود وخيارهم،
فهو من ذرية داود – عليه السلام –، وقد أوحى الله تعالى إليه بمواعظ وأمثالٍ بلغها قومه، وعلمها تلاميذه .
جواب المسلمون على النصارى :
ويجيب المسلمون عن ذلك, بأن البشارة المذكورة , لم تذكر اسماً معيناً, فيصبح تعيينه نصاً, لا يجوز الخروج عليه، وإنما ذكرت أوصافاً معينة لهذا النبي المبشر به
وهو ما يجعل باب الاجتهاد مفتوحاً, في تفحص هذه الأوصاف، لمعرفة الأحق بها، وقد نظرنا في البشارة, فوجدنا أنها احتوت على عدة صفات للآتي ، منها :
أولاً : أنه نبي وليس إلهاً، ثانياً : أنه مثل موسى عليه السلام ، ثالثاً : أنه من إخوة بني إسرائيل لا من أنفسهم، رابعاً : أنه يتكلم بما يوحى إليه .
مقارنة شبه ( النبي محمد صلى الله عليه وآله وسلم ) بموسى وعيسى عليهم السلام :
كما عقد العلماء مقارنة بين محمد وعيسى – عليهما السلام – للتحقق أيهما أشد شبهاَ بموسى – عليه السلام –
فوجدوا أن شبه محمد بموسى – عليهما السلام – أقرب من شبه عيسى بموسى عليهما السلام، وذلك من عدة أوجه:
الوجه الأول :
أن محمداً صلى الله عليه وآله وسلم كموسى عليه السلام , ولد من أب وأم، في حين أن عيسى ولد من أم من غير أب .
الثاني :
أن محمداً وموسى – عليهما السلام – بعثا رسولين، وكان لكل منهما شريعةٌ جديدةٌ،
في حين أن عيسى عليه السلام, لم يبعث بشرع جديد، بل كان يؤكد أنه ما جاء لينقض شريعة موسى (متى:17:5) .
والوجه الثالث :
أن كلاً من محمد وموسى – عليهما السلام – كان حاكماً على قومه، قائداً لشعبه،
في حين أن عيسى عليه السلام, لم يمارس أي سلطة سياسية على قومه وأتباعه بل كان يردد أن مملكته ليست في هذا العالم ( يوحنا:36:18) .
أما الوجه الرابع :
أن محمداً كموسى – عليهما السلام – مات ميتة طبيعية في حين يعتقد اليهود والنصارى أن المسيح – عليه السلام – مات مصلوباً,
ويعتقد المسلمون أنه رفع إلى السماء.
ولاشك أن هذه الفروق تظهر بجلاءٍ تامٍ أن محمداً – صلى الله عليه وآله وسلم – مثل موسى عليه السلام
ولادةً ورسالة وقيادة وموتاً في حين يختلف المسيح عليه السلام عنهما في ذلك، فكيف يقال أنه مثل موسى – عليهم جميعاً صلوات الله تعالى وسلامه -.
قول النصارى أن المسيح من بني إسرائيل و( محمداً ) ليس منهم عليهم أفضل الصلاة والسلام :
وأما قول النصارى أن المسيح عليه السلام, من بني إسرائيل ومحمداَ صلى الله عليه وآله وسلم, ليس منهم،
فهذا قول صحيح , ولكن البشارة تقول إن النبي الآتي سيكون من إخوة بني إسرائيل لا من أنفسهم .
بمعنى آخر, أنه سيكون من غير بني إسرائيل، ومن المعلوم أن العرب العاربة هم أبناء عمومة مع بني إسرائيل،
فإن إبراهيم عليه السلام رزق بإسماعيل أبو العرب العاربة، ورزق كذلك بإسحاق عليه السلام, الذي ولد له يعقوب عليه السلام, أبو الإسرائيليين
فقول الرب لموسى : ” أقيم لهم نبياً من وسط إخوتهم” يدل على أنه ليس من بني إسرائيل، إذ لو أراد ذلك لقال من أنفسهم لا من إخوتهم .
وهناك شواهد كثيرةٌ من التوراة, تدل على أن لفظ الإخوة يطلق على أبناء العم، فمن ذلك قول موسى عليه السلام لبني إسرائيل:
” أنتم مارون بتخم إخوتكم بنو عيسو ” (التثنية 2/4)، وعيسو الابن البكر لإسحاق – عليه السلام – فأطلق على أبنائه إخوتهم .
فإن قيل لم لا يراد بإخوة بني إسرائيل في بشارة الرب لموسى بني عيسو وهو الروم ؟
فالجواب أن الروم لم يظهر فيهم نبي في مقام عيسى – عليه السلام – فضلاً أن يكون في مقام موسى ومحمد – صلوات الله وسلامه عليهم – وهم مع ذلك لم يدعوا هذا الفضل لهم .
٣- البشارة( بنبي الإسلام ) في الإنجيل :
وفي النصوص التي يستدل بها العلماء على وجود البشارة بنبي الإسلام في الإنجيل فهي ما ورد في إنجيل يوحنا كالتالي :
أولاً : (14:16-17) على لسان المسيح – عليه السلام – أنه قال :
” أنا أطلب من الآب فيعطيكم معزيًا آخر، ليمكث معكم إلى الأبد، روح الحق الذي لا يستطيع العالم أن يقبله، لأنه لا يراه ولا يعرفه، وأما أنتم فتعرفونه، لأنه ماكث معكم ويكون فيكم “.
ثانياً : وجاء في إنجيل يوحنا (14: 25-26) :
“بهذا كلمتكم وأنا عندكم وأما المعزي الروح القدس الذي سيرسله الأب باسمي, فهو يعلمكم كل شيء ويذكركم بكل ما قلته لكم”.
وفي نفس الإنجيل أيضاً (15: 26-27) :
“ومتى جاء المعزي الذي سأرسله أنا إليكم من الأب، روح الحق الذي من عند الأب ينبثق، فهو يشهد لي، وتشهدون أنتم أيضاً لأنكم معي من الابتداء”.
ثالثاً : وفيه كذلك (16: 7- 11) :
” لكني أقول لكم الحق، إنه خير لكم أن أنطلق لأنه إن لم أنطلق لا يأتيكم المعزي، ولكن إن ذهبت أرسله إليكم، ومتى جاء ذاك يبكت العالم على خطية، وعلى بر، وعلى دينونة
أما على خطية؛ فلأنهم لا يؤمنون بي، وأما على بر فلأني ذاهب إلى أبي ولا ترونني أيضاً،
وأما على دينونة فلأن رئيس هذا العالم قد دِين، إن لي أمورًا كثيرة أيضاً لأقول لكم،
ولكن لا تستطيعون أن تحتملوا الآن، وأما متى جاء ذاك روح الحق فهو يرشدكم إلى جميع الحق،
لأنه لا يتكلم من نفسه، بل كل ما يسمع يتكلم به، ويخبركم بأمور آتية، ذاك يمجدني لأنه يأخذ مما لي ويخبركم”.
بشارة سيدنا المسيح عليه السلام بقدوم ( نبي جديد ) :
ونتيجةً لهذه النصوص الكثيرة, من إنجيل يوحنا تتضح البشارة التي حملها المسيح عليه السلام بمقدم ومبعث نبي جديد، لا يتكلم من عند نفسه، بل يتكلم بما يوحى إليه
غير أن النصارى لم يحملوا هذه البشارات على مقدم نبي جديد، بل على “الروح القدس” واعتمدوا في ذلك على أمور:
الأول : إن الكلمة اليونانية محل البحث هي “IIAPAKAHTOE” و ليست “”IIEPIKAHTOE،
وبالحروف الإفرنجية “PARACLETOS” (باراكليتس ) وليست “PERICLETOS” ( بركليتوس )
فالأولى معناها المُعَزًي ، وهي التي نقلناه في النصوص السابقة، والثانية المشهور والمحمود .
الثاني : قالوا إن المسيح وصف الباركليتس – وفق النصوص السابقة – بأنه لا يرى، وأنه يمكث إلى الأبد، وأنه يحل في التلاميذ،
ولا شك أن محمداً صلى الله عليه وآله وسلم, بشر مرئي، وليس بمخلد، ولم يحل في التلاميذ .
الثالث : إن المسيح قال : ” ولكن إن ذهبت أرسله إليكم ” فهل يعتقد المسلمون أن نبيهم صلى الله عليه وآله وسلم رسول المسيح عليه السلام, وليس رسول الله عز وجل .!!؟
الرابع : وعد المسيح عليه السلام لتلاميذه بإرسال المُعزَي ، قد تحقق بحلول روح القدس عليهم، ففي أعمال الرسل: إصحاح 2/ 1- 4 :
” ولما حضر يوم الخمسين كان الجميع معاً بنفس واحدة، وصار بغتة من السماء صوت كما من هبوب ريح عاصفة،
وملأ كل البيت حيث كانوا جالسين
وظهرت لهم ألسنة منقسمة كأنها من نار، واستقرت على كل واحد منهم،
وامتلأ الجميع من الروح القدس، وابتدأوا يتكلمون بألسنة أخرى كما أعطاهم الروح أن ينطقوا “.
الخامس : إن المسيح عليه السلام وصف الآتي بعده بأنه روح ,
فقال : ” روح الحق” ومن المعلوم أن نبي الإسلام صلى الله عليه وآله وسلم, كان بشراً ولم يكن روحاً.
وفي الختام
ورد اسم النبي محمد صلى الله عليه وآله وسلم صراحةً في القرآن الكريم .
الله تعالى أعلم وأحكم
ثامر