تعدد الديانات
الديانات السماوية، وردنا من أحد أزهار القناة (قناة ثامريات في اليوتيوب)، سؤال عن الديانات مفاده كالتالي :
لماذا لم يجعل الله -عزّ وجلّ-، منذ زمن سيدنا آدم إلى زمن سيدنا محمد – عليهم السلام -، دين واحد ؟
لماذا هناك عدة أديان وكتب سماوية ؟ كالتوراة و الانجيل والقرآن الكريم ؟ لماذا فرق الله الدين ؟
نجيب من وجهة نظرنا الخاصة، على تلك التساؤلات، وذلك من خلال المقال التالي .
أولاً : تعدد الأنبياء والديانات
في نظرة سريعة نلقيها، على منذ بداية خلق الله – جلّ وعلا -، لسيدنا آدم -عليه السلام-، ونزوله للأرض مروراً بالأنبياء والرسل – عليهم السلام – جميعاً، حتى سيدنا محمد – عليه أفضل الصلاة والسلام وآله -، ماذا كانت رسالتهم جميعاً ؟
كانت رسالة جميع الأنبياء والرسل واحدة، وهي توحيد الله سبحانه وتعالى وعبادته وحده لا شريك له
نوضحها بشكل أعمق ؛
سيدنا آدم -عليه السلام-، وسيدنا ابراهيم -عليه السلام-، أبو الأنبياء ماذا كانوا يدعون قومهم ؟ كانوا يدعون قومهم لعبادة الله تعالى وحده
كذلك سيدنا يعقوب -عليه السلام، والذي هو اسرائيل، ماذا كان يدعوا قومه بني اسرائيل ؟ بأن يعبدوا الله سبحانه وحده لا شريك له
موسى كليم الله وداوود وسليمان – عليهم افضل الصلاة والسلام -، رموز الديانة اليهودية في الماضي والحاضر، ماذا كانوا يدعون قومهم كذلك ؟
هل كانوا يقولون اعبدونا نحن ؟ أم كانوا يدعون لعبادة الله فقط وحده ؟ عبادة الله وتوحيده طبعاً
إذن بدايةً، إن رسالة جميع الرسل كانت واحدة وهي توحيد الله سبحانه وتعالى
ثانياً : اختلاف الديانات
ثانياً، لماذا إذاً هناك ديانات مختلفة، كالمسيحية، واليهودية، والاسلام ؟
وحتى نجيب على هذا السؤال، دعنا نطرح عليك عزيزنا القارئ سؤال آخر، على أي أساس تم تسمية هذه الديانات ؟ ومن الذي سمى هذه الأسماء ؟
إن مسميات الديانات أتت على حسب كل نبي أرسل لقومه، والأحداث في زمن كل نبي كذلك
على سبيل المثال، سيدنا عيسى -عليه السلام-، كلمة النصارى ذكرت في القرآن الكريم، وذلك لما حدث في زمن سيدنا عيسى -عليه السلام-، ومسيرته آنذاك، حيث لم ينصره إلا فئة قليلة من قومه، ويقال أيضاً إنها تعود لمنطقة الناصرية، لكن الله -جلّ وعلا-، لم يذكر كلمة النصارى أو المسيحية والتي تعود للمسيح ابن مريم -عليهم السلام-، كديانة بحد ذاتها
وعليه نذكر كذلك وبشكل مختصر، تسمية الديانة اليهودية، والتي تعود على عدة روايات نذكرها فيما يلي :
حيث جاء في الحديث :
عن الطبراني، وذكره ابن كثير عن علي بن أبي طالب -رضي الله عنه -، أنه قال ( إنما سميت اليهود من أجل أنهم قالوا ( إنا هدنا إليك ) سورة الاعراف، آية ١٥٥، كذلك أخرج ابن الحاتم عن ابن مسعود – رضي الله عنه -، قال : نحن أعلم من أين سميت اليهود باليهودية، من كلمة موسى عليه السلام : ( إنا هدنا إليك ) الاعراف/١٥٥ وسميت النصارى بالنصرانية، من كلمة عيسى عليه السلام، ( كونوا أنصار الله ) سورة الصف/ آية ١٤ .
ومن الأقوال أيضاً، عن لماذا سميت الديانة اليهودية بذلك ؟ يقال نسبة إلى يهوذا، السبط الرابع لسيدنا يعقوب عليه السلام.
ومما سبق، فإن تلك المسميات التي تمت تسميتها على الديانات ما هي إلا أسماء سموها واطلقوها البشر والأقوام على أنفسهم
كما قال تعالى في محكم كتابة الكريم :
بسم الله الرحمن الرحيم
إِنْ هِيَ إِلَّا أَسْمَاءٌ سَمَّيْتُمُوهَا أَنتُمْ وَآبَاؤُكُم مَّا أَنزَلَ اللَّهُ بِهَا مِن سُلْطَانٍ ۚ إِن يَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَمَا تَهْوَى الْأَنفُسُ ۖ وَلَقَدْ جَاءَهُم مِّن رَّبِّهِمُ الْهُدَىٰ (23)
سورة النجم
وعليه، لا يوجد ديانات ومسميات لديانات أخرى، عدى الدين الإسلامي
ثالثاً : الدين الإسلامي
نأتي الآن للديانة الإسلامية والقرآن الكريم، سيدنا محمد – صل الله عليه وآله وسلم -، كذلك عندما جاء برسالة الله -جلّ وعلا-، لم تختلف عن ما سبقه من الرسل والأنبياء -عليهم السلام-، فكانت التوحيد لله وعدم الشرك فيه وعبادته وحده سبحانه وتعالى
وأنت عزيزي القارئ مهما كانت ديانتك فإنها تصب بالنهاية لعبادة الله، سواء كانت مسيحية أو يهودية أو مسلمة
حيث عندما تريد أن تنصح، على سبيل المثال، فتقول استغفرالله، أو اعبد الله، أو النصر من عند الله، أو اذكر الله، كلها تصب إلى الله عزّ وجل
وبالنسبة للدين الإسلامي والقرآن الكريم، فنأخذ أولاً سبب تسمية الديانة الإسلامية بالإسلام
معنى الإسلام هو التسليم التام لله وأوامره، بمعنى آخر، أن تؤمن به وتسلم أمرك كله له وحده سبحانه ( وهو ما نصت عليه الكتب والرسالات السماوية على لسان الانبياء عليهم السلام ) توحيد الله والتسليم له
أما بالنسبة للقرآن الكريم، فذكر الله تعالى آيات عدة تذكرنا بما كانت الأقوام السابقة تسمي أنفسها بأسماء ما آتى الله بها من سلطان
للتوضيح أكثر ؛
وحتى لا تختلط عليك الأمور، نعطيك مثالين واقعين على ذلك
الأول على سبيل المثال، في الوقت الحاضر لدينا مايقارب ال ٧٠ مله ومذهب في الدين الإسلامي، وأكثرهما اتباعاً هما المذهب السني والمذهب الشيعي
فمن أين أتت هذه المسميات والتفرقة في الدين الواحد ( الدين الإسلامي )
أما المثال الثاني، ففي المسيحية كذلك هناك العديد من الملل، مثل الكاثوليك، وآرثادوكس بروستا و بروتستانت
هل الله -جلّ جلاله-، قسم وفصل الديانات الواحدة ؟ اصبح هناك انفصال، على يد من جاء هذا الانفصال ؟ هل هو من عند الله أم من عند البشر ؟
الجواب واضح، من عند أنفسنا بالتأكيد، والله تعالى برئ منها ومن أفعالنا
نأتي إلى آخر أمر في قضية اختلاف الديانات، وهي تعدد الكتب السماوية، إن كل أمة نزل عليها كتابها
رابعاً : تعدد الكتب و الديانات السماوية
نقول هنا، أن جميع الكتب السماوية ( التوراة والإنجيل والقرآن الكريم )، نزلت بتشابه في الأحكام والأمور، نسبة كبيرة في التشابه وجميعها تأمر وتصب في أمر واحد مهم، وهو عبادة الله وحده لا شريك له، بمعنى آخر التوحيد
بمعنى آخر، جميعها فيها الصلاة، الصوم، الحج، عبادة الله، وتوحيده سبحانه
وبسبب تحريف الأقوام للكتب السماوية تم حفظ القرآن الكريم من الله العلي القدير، وختم به الكتب، و بالرسل خاتم الأنبياء عليهم السلام، محمد – عليه أفضل السلام والصلاة وآله-.
ومن المعروف لدى جميع الديانات، أن نحن الآن خاتمة الأمم والزمان، اقتربت الساعة وانشق القمر، انظر مقال/ انشقاق القمر
الخاتمة
على ما سبق ذكره في المقال، نقول إن الدين واحد عند الله، والرسالات التي أتت على يد الرسل من الله، واحده
وهي التوحيد لله جل جلاله، وعبادته وطاعته وتسلم جميع الأمور له وحده لا شريك له
الله أعلم وأحكم
ثامر 🌷🌷
المصدر : محبين قناة ثامريات
انظر مقال/اسم النبي محمد ووروده في الكتب السماوية ” القرآن الكريم – التوراة – الإنجيل “