بين الحب والإعجاب
المقدمة:
تحدثنا في المقالة السابقة عن موضوع التصالح مع النفس، والذي يعد ركيزة أساسية في الديانات السماوية، وفي مختلف العلوم؛
إذ لا يوجد تطوير للذات، أو إنطلاق نحو المستقبل بدونه.
أما اليوم، فسوف نتحدث عن موضوع الحب بمفهومه الحقيقي، وأيضا عن الحب الذي يكون من طرف واحد. وسنقوم بشرح هذا الموضوع بمفهوم علم الطاقة.
الحب وتوافق الموجات والأبراج الحاكمة
يوجد فرق بسيط بين الحب والاعجاب والصداقة، لكن أغلب الناس لا يفرقون بينهم.
الطاقة الكامنة في العقل (منطقة الرأس العاقل، الدماغ): هي المسؤولة عن العلاقة مع الطرف الآخر، ومن المستحيل أن تكون غير متوافقة معه.
أي أنه من المستحيل أن تتوافق موجاتك، مع موجة في كائنها مختلف، مثلا أن تحب إنسانا وهو يكرهك أو لا يحبك.
أولا:
بالنسبة لعلم الطاقة: علم الطاقة يرفض هذه النظرية رفضا قاطعا.
ثانيا:
بالنسبة لعلم الأبراج، الفلك، النجوم: الذي يحدد لك وجود توافقات الكواكب وبعض النجوم بين بعضها البعض،
أي بمعنى أنه من المستحيل مثلا: أن نجد الأبراج النارية تحب الأبراج المائية.
كذلك العناصر المكونة للإنسان فلكيا؛ والتي لها علاقة مع النجوم والكواكب، مثلا إذا كان برجك زحل،
(كما يقال في علم الأبراج “المسيطر عليك”)، ومن المعروف عن زحل التشويق والغضب وحب المغامرة وحب الإستطلاع …إلخ من هذه الأمور؛ التي نحكي عنها في الأبراج الحاكمة والتأثيرات.
فمن المستحيل، أن تحب مثلا “فينوس” أو تحب “جوبيتر” لأنك تتحدث، مثلا عن الهدوء والسكينة ومواصفات تبين لك إستحالة التوافق والحب.
أما بالنسبة للأبراج فيقولون أنه من الممكن أن تحب و تفشل، لكن الحب لا يزول، يعني مثلا لو أنگ أحببت شخصا ووقع انفصال بينك وبينه، فأنت لا تكرهه بل فقط توقفت عن حبه.
الحب من الزاوية الإسلامية:
نجد في بعض آيات القران الكريم: ” تحبونهم ولا يحبونكم” وهو النفاق، كأن يظهر لك الإنسان المحبة، وأنت تستلطف أفعاله لكنك لا تستلطفه، وهذا الحب هو النفاق.
أو الأمور التي يبديها لك إنسان يحبك ظاهريا، لكنه لا يحبك حبا حقيقيا.
إذن هنا لا يوجد حب حقيقي، بل أنت قد دخلت في مرحلة ما يسمى بالخداع، وخدعت بسبب اهتمام هذا الشخص.
ومن الممكن أنك قد أصبحت تفكر فيه، وتستلطفه، ولكنك لا تحبه حبا كاملا بسبب عدم وجود التوافق.
وكمثال على مسائل الحب، نجد في سورة يوسف:
قصة حب يوسف عليه السلام، للسيدة زليخة (إن صدقت الروايات بعد الآية القرآنية اعتمادا على بعض الكتب السماوية).
وعاد سيدنا يوسف عليه السلام وتزوجها، ومعنى ذلك أنه يحبها وهي تحبه وشغفها حبه.
وعندما تمكن سيدنا يوسف في الأرض، ورأى زوج زليخة بأنه لا أمل في كرهها ليوسف، ووقعت اختلالات ومشاكل بينه وبينها، قام بتطليقها، ومن تم تزوجت سيدنا يوسف.
لأن الحب هنا حب حقيقي، وهذا الحب هو الذي يصل بالإنسان إلى تقديم كل شئ للطرف الآخر.
الحب من الزاوية المسيحية:
يقول اليسوع عليه السلام: الحب ليس كلمة بل هو فعل. ومن يقول أحبوا بعضكم ليرى الله عز وجل حبكم ويرى أفعالكم.
إذن هو كذلك سواء بالنسبة للمسيحية، أو بالنسبة للإسلام، هو عبارة عن حب حقيقي ظاهر بالفعل.
أما من يشعر بحب إنسان معين، لكن هذا الحب من طرف واحد، فهو قد خدع وخدع نفسه.
إذن فهو يعاني من الوهم.
مثلا: شخص ما يحب شخصا آخر، لكن الأخير قام بإنهاء العلاقة، فيتأثر ويحزن ويصبح يلح حتى يعود له الطرف الآخر. وهنا هو قد دخل في مرحلة الوهم، لأن جميع الطرق العلمية والدينية ترفض الحب من طرف واحد.
أما إن كنت متزوجا، لكنك لا تحب زوجتك، أو لا تحبين زوجك، فهذا تفسير آخر:
مثلا أنت لا تحب زوجتك أو زوجك، وأنتما تعيشان مع بعضكما في نفس البيت ونفس البلد؛
ويمكن أن يكون لديكما أولاد، وعلاقة إجتماعية، ويوجد استلطاف بينكما، لكن هذا ليس حبا حقيقيا؛ لأنه إذا وقع أي مشكل أو خلاف لاينزعج أي طرف.
ومن الممكن أن تتعرف على شخص تحبه ويحبك، ولا يكون هناك زواج بينكما وهذا شئ طبيعي.
وأجمل الحب وأفضله هو الذي تسترسل إليه في الراحة، مثلا أنت تتحدث مع فلان وفلان، لكنك تنجذب إلى شخص معين فترة أطول لأنك تهتم به.
ويسمى بإنحراف الموجود: أنت موجود استرسلت مع الموجود فلان،
حيث أصبح بينك وبينه ود وحديث.
مثلا من بين سبعة أصدقاء، أنت جالس معهم؛ تستلطف إنسانا معينا وليس شرطا أن يكون حبا من أجل الجنس لا. بل من الممكن أن يكون حبا من الجنس الواحد. مثلا: أنت تحبين فتاة وترتاحين لها، ونفس الشئ قد يحدث مع الرجل.
إذ هي عبارة عن استرسال هذه الموجات وتوافقها مع موجات الطرف الآخر.
أما الذي يحب من طرف واحد؛ فهو يعاني من مرض نفسي ومن الوهم، وبالتالي يلزمه العلاج، فلا يوجد مايسمى بحب من طرف واحد.
هل الخيانة ثؤثر على استمرار العلاقة ؟
أما بالنسبة لمشكلات الحب بين الطرفين مثل الخيانة،
فمن الممكن أن تحب شخصا وهو يبادلك الحب، ولكنه يخونك أو تقوم أنت بخيانته،
فالحب لايقف في وجه الخيانة، والخيانة لا تزيل الحب.
وأكبر مثال على ذلك هو عندما يكتشف العاشق الخيانة، ويتأثر ويحزن كثيرا لأنه يحب حبيبه، لكنه يسامحه وتستمر العلاقة.
فالحب شيء والخيانة شيء آخر مختلف.
أما إذا كان لا يحبه، و الطرف الآخر يقوم بخيانته؛ فلن يهتم ولن يتأثر بذلك.
والله تعالى أعلم وأحكم.
ثامر 🌷🌷
المصدر: الفلك والجفر مع ثامر