التصالح مع النفس وتطويرها ( سلسلة النفس البشرية ٤ )

the sun
دقيقة للقراءة

المقدمة

التصالح مع النفس وتطويرها وتزكيتها، هو ما سنتطرق له في الجزء الرابع والأخير، من سلسلة النفس البشرية

حيث شرحنا بإسهاب، عن كل ما يخص النفس البشرية، في الأجزاء الثلاثة الأولى من خلال وجهة نظرنا الخاصة

انظر / ماهي النفس وما أنواعها ؟ ( سلسلة النفس البشرية ١)، آلية عمل النفس ( سلسلة النفس البشرية ٢ )، السيطرة على النفس ( سلسلة النفس البشرية ٣ )

أولاً : التصالح مع النفس

فيما يخص التصالح مع النفس، قد تطرقنا في هذا المقال/التصالح مع النفس، عن كيفية معرفة ما إذا كنت متصالح مع نفسك وماهي آثار التصالح مع النفس

- Advertisement -

أما ما سنذكره هنا، هو تكملة لما أتى في المقال السابق

وهو الحب، العلم، والأدب

بالحب نسمو وبالعلم نرتقي وعلى الأدب نجتمع دومًا إن شاء الله 🌷🌷

أهم ثلاث نقاط إن اجتمعت في مجتمع ارتقى

( الحب- العلم – الأدب )، ثلاث هم نهج الله تعالى في المجتمع

- Advertisement -

بمعنى أنه :

أحب الجميع = الكلمة الطيبة

العلم = نور يضيء به خطواتك

- Advertisement -

الأدب = حديثك لباقتك احترامك

امتلكهم، ثق بالله عزوجل، ثم بهذه الكلمات تمتلك كل شيء، إن حصلت عليهم تمتلك الهدوء الداخلي، وبالتالي تصل إلى المصالحة مع نفسك

المصالحة مع النفس هي من أكثر الأمور المتعبة التي يعاني منها الكثير

لا يصل إليها سوى مجتهد

فذلك الدفىء الذي تحيط به نفسك، يصل حنينه للآخرين، عند امتلاكك لهذه الثلاث، اعمل عليها لتسمو

وبالتالي، إن كنت غير متصالح مع نفسك،ولا تحب نفسك، ليس من المعقول أن تنتظر من الأغراب أن يحبوك

ثانياً : تزكية النفس

عليك بحب الله جّل وعلا، وحب أركانه الايمانية عزوجل، ومن ثم حب نفسك جميعهم يصدرون من سراجٍ واحد

وأعلم أن النار تطّلع على الأفئدة

قال تعالى في كتابة الكريم :

نَارُ اللَّهِ الْمُوقَدَةُ (6) الَّتِي تَطَّلِعُ عَلَى الْأَفْئِدَةِ (7) إِنَّهَا عَلَيْهِمْ مُؤْصَدَةٌ (8) فِي عَمَدٍ مُمَدَّدَةٍ (9)

سورة الهمزة

والسؤال الذي يطرح نفسه هنا، هل حُب الله وحب النفس يتساويان ؟

قلنا فيما سبق، يصدران من سراج واحد، كيف ذلك ؟

للتوضيح أكثر ؛

قدمت الله عزوجّل، أولاً، ثم أركانه الايمانية، وبعدها نفسك

وذلك لأنك من دون الله تعالى، لا تسوى شيء

يهزك الله جّل وعلا، بجزء من الثانية، ويطمئنك كذلك بجزء مثلها

كما يصيبك بالغم بلحظة، ويشفيك منه بلحظة

لذلك نقول من وجهة نظرنا الخاصة وبشكل مُبسط

معرفتك بالله سبحانه وتعالى، عبارة عن عقلك ولسانك

بمعنى آخر، ما تفكر، وما تنطق، إن احسنت فيهم أحسن الله تعالى لك وكنت خليلاً، وإن أسأت فلنفسك وعلى نفسك وكنت له عدوًا  

ومن نفس السياق، أنت من يحدد علاقتك مع الله وليس العكس

لذلك عليك بتزكيتها، وهذا يتم من خلال الابتعاد عن الإساءة والمعاصي والفواحش

مثال على ذلك :

الغيبة النميمة تسيء بها إلى الله تعالى

كذلك، الربا- الشرك – السحر – أكل مال اليتيم – قذف المحُصنات – التولي يوم الزحف – الخمر – الكذب

ثالثاً : أعمال تزكية النفس

لهذا على الرغم من نعم الله جلّ وعلا، فهو يحذرك نفسه

كما جاء في قولة تعالى :

(( يَوْمَ تَجِدُ كُلُّ نَفْسٍۢ مَّا عَمِلَتْ مِنْ خَيْرٍۢ مُّحْضَرًا وَمَا عَمِلَتْ مِن سُوٓءٍۢ تَوَدُّ لَوْ أَنَّ بَيْنَهَا وَبَيْنَهُۥٓ أَمَدًۢا بَعِيدًا ۗ وَيُحَذِّرُكُمُ ٱللَّهُ نَفْسَهُۥ ۗ وَٱللَّهُ رَءُوفٌۢ بِٱلْعِبَادِ ))

سورة آل عمران – آية ٣٠

إذاً، يغضب الله ؟ نعم، يسعد، يفتخر ؟ يسر و يهدي ، يسامح ؟ نعم،

كل إنسان بحسب علاقته مع الله عزوجل، وظنه بالله

إن أردت أن تسعده، أفعل مباحاته المقسوم بها

كما جاء في قوله تعالى في محكم كتابه :

سورة الفجر – سورة الذاريات – سورة الاسراء

عليك عزيزي أن تطبق ما يحبه الله العزيز القدير،

على سبيل المثال ؛ افق بالليل استغفر مئة مرة

أيضاً، استيقظ في الواحدة فجراً مثلاً، صلي ركعتين وارجع نام للفجر

استيقظ قبل أذان الفجر بدقيقة، إقراء سورة الكوثر، ثلاث آيات تُحسب لك

قرآن الفجر، وصلي الفجر ثم ارجع نام

جميعها لن تأخذ دقيقة، ولكن هذهِ الدقيقة سوف تلاقيها كنوز يوماً ما لا تأكلها النيران بإن الله تعالى

رابعاً : تطوير النفس

بعد مصالحة النفس وتزكيتها، نأتي لكيفية تطويرها

ويأتي هنا السؤال، كيف أطور من نفسي وأُعززها، بعد التصالح معها وتزكيتها ؟

الجواب وبكل بساطة ؛ التخصصية

البحث عن التخصصية، لا تكن تائهاً بل تخصص بشيء

وطور نفسك به لتصبح مركزًا أولاً به

عند التخصصية : تخطط – تنفذ – تصمم – وتصر (وتأتي من الاصرار)

بالتالي عندما تتخصص بشيء مُحدد، تفُكر وتُخرج طاقات داخلك تفتح عقلك

بالإضافة إلى ذلك، تُصالح جسدك ونفسك

الاختصاص بالشيء أمر مهم إن لم يكن أهمها

لماذا؟ لأن تركيزك سوف يُصب في شيء واحد

وعليه سوف تتقن هذا الشيء، ف تُتقن الاختصاص فتتطور بكل شيء إن شاء الله

ابحث عن التخصصية المتجددة لتتطور

انت لا ينقصك شيء شخصي لتطوره

طالما التواضع واللباقة موجودة ينقصك التخصص فقط

أهم نقطة بالتخصص، أن تتخصص بما تحب

لتستمتع بتخصصك وتبدع به، حتى لو كان شيء بسيط تخصص به

والتخصصية أنواع منها تطبيق عملي لعملك وتخصصك، ومنها تكون شارح نظري معلم على سبيل المثال

ومنها المجالين، وهو أفضلهما

للتوضيح أكثر

أن تتخصص وتعمل بيدك، ثم تشرح ما تفعله ( لتكون فاهم غير حافظ )

وتكون مسيطر والسيطرة من الله تعالى

فبهذا تكون اتقنت ما تقوم به وتخصصت به وطورته

وقس على ذلك في جميع مجالات الحياة

الخاتمة

وفي نهاية الجزء الرابع والأخير من سلسلة النفس البشرية، قد تعرفنا على كيفية التصالح مع النفس وتزكيتها، ومن ثم تطويرها بالعمل والتخصص به لزيادة التركيز والابداع والتطور

ففي فهم النفس ومصالحتها وتطويرها، تقوم الأمم وترتقي

الله تعالى أعلم وأحكم

ثامر 🌷🌷

المصدر : محبين الفلك والجفر مع ثامر

مشاركة