شرح آية “١٦٦ و ١٦٧” من سورة البقرة ؛

المقدمة :

إن لقراءة سورة البقرة، من الفضائل والفوائد العديدة، وطوبى لمن حرص على قراءتها يومياً،

ومن خلال دراستنا للسورة المباركة والتدبر في آياتها الكريمة، استوقفتنا آياتين نشرحهما في مقالنا التالي ؛

أولاً : معنى كلمة ” تبرأ ” في سورة البقرة :

بداية نذكر قوله تعالى في سورة البقرة آية ١٦٦ و ١٦٧ :

في الآيات الكريمة السابقة، كلمة ( تبرأ ) تعني التبرئة من الشيء ؛ أي تخلى عنه وقطع الصلة به، والتبرئة باللغة العربية الفصحى هي بنفس المعنى باللهجة العامية لأغلب الدول العربية،

كما عندما تقول متبرئ منك دنيا وآخرة،

وفي آية “١٦٥” من سورة البقرة، قال تعالى : (( وَمِنَ النَّاسِ مَن يَتَّخِذُ مِن دُونِ اللَّهِ أَندَادًا يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللَّهِ ۖ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَشَدُّ حُبًّا لِّلَّهِ ۗ وَلَوْ يَرَى الَّذِينَ ظَلَمُوا إِذْ يَرَوْنَ الْعَذَابَ أَنَّ الْقُوَّةَ لِلَّهِ جَمِيعًا وَأَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعَذَابِ (165) ))

هنا يصف الله تعالى محرك الفتنة والشر ورؤوس الكفر والطغيان والظلم، بما ظلموا وجعلوا من خلفهم ومن اتبعهم ظالمين

وبالتالي يتبرأ كل منهم من الآخر حتى لا ينول أضعاف عذاب الفتنة

للتوضيح أكثر :

ثانياً : الفتنة والشر في آيات سورة البقرة :

لماذا يتبرأ كل منهم من الآخر حتى لا ينال أضعاف عذاب الفتنة والشر كما وضحت الآيات في سورة البقرة ؟

على سبيل المثال ؛ شخص علمك لعب القمار، فأدمنت القمار ثم أصبحت صاحب نادي للقمار

بالتالي كل واحد يدخل يلعب القمار إثمه يعود للمعلم الأول ( الشخص الذي علمك ) وليس عليك وحدك فقط .

أو مثلاً ؛ اشتريت أسهم بمطعم يبيع لحم الخنزير الضار، كل فرد يأكل منه يعود عليك إثمه حتى لو كنت لا تذهب أصلًا إلى المطعم فقط مستثمر فيه .

بمعنى آخر ؛ ما تزرعه من شر وفتنه يعود عليك بالعذاب الشديد، لك ولكل من اتبعك أو تأثر بهذا الشر وتعاطى مع هذه الفتنه .

لذلك يتبرأ كل من مطلقين الشر والفتنة من الذين اتبعوهم ليخف عليهم عذاب النار وماهم بخارجين من النار . كما جاء في الآيات المذكوره من سورة البقرة .

ثالثاً : الخير والحُسنى :

وبالمقابل، فإن فعل الخير والأعمال الحسنى تأتي ثمارها بالخير دائماً بل وتتضاعف، أيضاً :

قال تعالى :

بسم الله الرحمن الرحيم 

إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ ۚ ذَٰلِكَ ذِكْرَىٰ لِلذَّاكِرِينَ (114)

سورة هود

على سبيل المثال ؛ لنفرض إنك اطعمت يتيم، وهذا اليتيم كبر وأصبح طبيب

وعالج ناس، أو حتى أزاح شيء مؤذي عن الطريق،

كما هو يأخذ الأجر عن ما يفعله من خير وحسنات، تأخذ أنت أجر فعله

وإن تزوج وأنجب، لك حصة من حسناته.

كذلك ؛ كما من يساهم في بناء دار عبادة مسجد مثلاً ؛ كل إنسان يدخل للصلاة يأتيك أجر بسببه ،

” نية الخير لا تحصد شر ”

مثال ؛

تكفلت بيتيم، وأصبح تاجر مخدرات، هنا أنت ليس لك دخل بما أصبح عليه.

فأنت لك أجر كفالة اليتيم، ولا تنازعه بحسرته وشره فقط بخيره .

تعود على أن الأعمال للنيات .

ولكن ..

البعض يكفل يتامى ليجعلهم متسولين، هنا أثم البعض بأن استخدمهم لأشياء أخرى سيئة، كمن يفتح دار للأيتام ويعلم البنات على الدعارة

هل تُعتبر كفالة يتيم ؟

لا 

أو يعلم الأولاد على تجارة المخدرات

تعود المنطلق الفعلي حسب نية مقدم الخدمة

كم من خير بسيط بداخله شر كبير والعكس صحيح

الخاتمة :

اسعى دائماً لفعل الخير ولا تستصغره، واحسن نيتك تحسن خاتمتك، فإن للخير حصادٌ دائم .

ولا تكن أبداً مُحرك ومصدر للشر والفتنة، فإن عذابه شديد في نار جهنم خالد .

ولنا في سورة البقرة المواعظ والعبر، وكما قال الحبيب المصطفى :

اقرأوا القرآن فإنه يأتي يوم القيامة شفيعاً لأصحابه اقرأوا الزهراوين البقرة و سورة آل عمران فأنهما تأتيان يوم القيامة كأنهما غمامتان أَو كأَنهما غيايتان أو كأنهما فرقان من طير صواف تحاجان عن أصحابهما اقرؤا سورة البقرة فإن أخذها بركة وتركها حسرة ولا تستطيعها البطلة

حديث عن الرسول صلى الله عليه وآله وسلم

الله تعالى أعلم وأحكم

ثامر 🌷🌷

المصدر : محبين الفلك والجفر مع ثامر

قد يهمك أيضاً مقال / ميثاق الله عّز وجّل ؛