ما هو طريق الحكمة في سورة الإسراء؟
أولًا: المقدمة
سنوضح لكم في هذا المقال أول طريق الحكمة المكتسبة من سورة الإسراء، ووصايا الرب بها.
كما سنبين الخطوات البسيطة الأولية حتى تكتسب طريق الحكمة بإذن الله عز وجل.
تعلمنا في السابق طريق الخلاص …
تعلمنا أن أول طريق الخلاص هو الاعتراف بالخطيئة، فلا نجاح دون الاعتراف بالخطيئة.
أصول التوقف عن الخطيئة هي:
1) الاعتراف بالخطيئة
2) التوقف عن الخطيئة
3) عدم تكرار الخطيئة
وتعلمنا أن اللعنة هي أول طريق الغضب …
ثانيًا: طريق الحكمة المكتسبة
تعلموا الحكمة المكتسبة يعلمكم الله من حكمته، راجع سورة الإسراء تجد الحكمة المكتسبة بالنص الواضح الصريح.
قال الله تعالى:
(ذَلِكَ مِمَّا أَوْحَى إِلَيْكَ رَبُّكَ مِنَ الْحِكْمَةِ وَلاَ تَجْعَلْ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ فَتُلْقَى فِي جَهَنَّمَ مَلُومًا مَّدْحُورًا) الآية 39
ارجع لوصايا الرب، بالآيات التي سبقت الآية 39، واعمل بها.
سورة الإسراء
حيث قال الله تعالى:
(لاَّ تَجْعَل مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ فَتَقْعُدَ مَذْمُومًا مَّخْذُولاً) الآية 22
(وَقَضَىٰ رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا ۚ إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِندَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُل لَّهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُل لَّهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا) الآية 23
(وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُل رَّبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا) الآية 24
(رَّبُّكُمْ أَعْلَمُ بِمَا فِي نُفُوسِكُمْ إِن تَكُونُواْ صَالِحِينَ فَإِنَّهُ كَانَ لِلأَوَّابِينَ غَفُورًا) الآية 25
(وَآتِ ذَا الْقُرْبَى حَقَّهُ وَالْمِسْكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَلاَ تُبَذِّرْ تَبْذِيرًا) الآية 26
(إِنَّ الْمُبَذِّرِينَ كَانُواْ إِخْوَانَ الشَّيَاطِينِ وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِرَبِّهِ كَفُورًا) الآية 27
(وَإِمَّا تُعْرِضَنَّ عَنْهُمُ ابْتِغَاء رَحْمَةٍ مِّن رَّبِّكَ تَرْجُوهَا فَقُل لَّهُمْ قَوْلاً مَّيْسُورًا) الآية 28
(وَلاَ تَجْعَلْ يَدَكَ مَغْلُولَةً إِلَى عُنُقِكَ وَلاَ تَبْسُطْهَا كُلَّ الْبَسْطِ فَتَقْعُدَ مَلُومًا مَّحْسُورًا) الآية 29
(وَلَا تَقْتُلُوا أَوْلَادَكُمْ خَشْيَةَ إِمْلَاقٍ ۖ نَّحْنُ نَرْزُقُهُمْ وَإِيَّاكُمْ ۚ إِنَّ قَتْلَهُمْ كَانَ خِطْئًا كَبِيرًا) الآية 31
(وَلاَ تَقْرَبُواْ الزِّنَى إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاء سَبِيلاً) الآية 32
(وَلاَ تَقْتُلُواْ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلاَّ بِالْحَقِّ وَمَن قُتِلَ مَظْلُومًا فَقَدْ جَعَلْنَا لِوَلِيِّهِ سُلْطَانًا فَلاَ يُسْرِف فِّي الْقَتْلِ إِنَّهُ كَانَ مَنْصُورًا) الآية 33
(وَلا تَقْرَبُواْ مَالَ الْيَتِيمِ إِلاَّ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ حَتَّى يَبْلُغَ أَشُدَّهُ وَأَوْفُواْ بِالْعَهْدِ إِنَّ الْعَهْدَ كَانَ مَسْؤُولاً) الآية 34
(وَأَوْفُوا الْكَيْلَ إِذَا كِلْتُمْ وَزِنُواْ بِالْقِسْطَاسِ الْمُسْتَقِيمِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلاً) الآية 35
(وَلاَ تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُوْلَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْؤُولاً) الآية 36
15 (وَلاَ تَمْشِ فِي الأَرْضِ مَرَحًا إِنَّكَ لَن تَخْرِقَ الأَرْضَ وَلَن تَبْلُغَ الْجِبَالَ طُولاً) الآية 37
(ذَلِكَ مِمَّا أَوْحَى إِلَيْكَ رَبُّكَ مِنَ الْحِكْمَةِ ….) الآية 39
ثالثًا: وصايا الرب لطريق الحكمة
إليك الخطوات والمفاتيح البسيطة لطريق الحكمة المكتسبة:
1) الانفراد في الربوبية:
قال الله تعالى: (لاَّ تَجْعَل مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ فَتَقْعُدَ مَذْمُومًا مَّخْذُولاً) الآية 22
من وصايا الله عزَّوجلَّ ألا تجعل مع الله إلهاً آخرًا، فلا تعتقد أن هذا أمرًا يسيرًا.
فإذا أردت الانفرادية في الربوبية، فعليك الاتكال على الله فقط في كل شيء، في الدعاء، وفي النية، وفي العمل، وفي الإخلاص.
كما أنه عند خروجك من المنزل للعمل، هل أنت خارجٌ للعمل فقط؟ أم أن الله عزَّ وجلَّ أمرك أن تعمل وتعمر بالأرض.
بالإضافة إلى أنك عندما تأكل، هل تأكل لأنك جائعٌ؟ أم تأكل لأنك مسؤولٌ عن جسدك أمام الله، وعليك أن تطعمه وتسقيه حتى تسلمه إلى المولى عزَّوجلَّ.
كما هل تقول عند الاستعانة يا رب أو يا الله لوحدة؟ أم تقول يا علي ويا حسين ويا عمرو يا محمد، ويا عيسى ويا موسى؟
إذا انفرادية الربوبية، وعدم الإشراك معه أي شيء.
كما في قول الله تعالى: (وَأَنَّ الْمَسَاجِدَ لِلَّهِ فَلَا تَدْعُوا مَعَ اللَّهِ أَحَدًا) سورة الجن الآية (١٨)
2) العبادة تقودك لطريق الحكمة:
قال الله تعالى: (وَقَضَىٰ رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا ۚ إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِندَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُل لَّهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُل لَّهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا) الآية 23
العبادة، فلا يستطيع الإنسان تعلم الحكمة ولديه قصور في العبادات، حيث لا تستطيع تعلم الحكمة وأنت لا تصلي ولا تصوم ولا تزكي.
كما عليك الالتزام على الأقل بأركان الإسلام الخمسة، وأركان الإيمان الستة من زاوية إسلامية.
فأركان الإسلام هي الشهادتين ثم إقامة الصلاة وإيتاء الزكاة وصوم رمضان وحج البيت.
كما أن أركان الإيمان هي الإيمان بالله وملائكته، وكتبه ورسوله، واليوم الآخر، والقدر خيره وشره.
3) الاحسان للوالدين:
قال الله تعالى: (وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُل رَّبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا) الآية 24
وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه وهي العبادة، وبالوالدين إحسانا، فعلى الانسان معاملة والديه معاملة حسنة والإحسان لهم.
قال الله تعالى وبالوالدين إحسانا، أي ألا تغضب والديك وقم بواجباتهم ومتطلباتهم ولا تهملهم.
طاعة الله ثم طاعة الوالدين بما يرضي الله، وتقديم الواجبات الكاملة لهم، حتى إن لم تتفق معهم.
فهي من الخطوات والشروط التي توصلك لطريق الحكمة، كما تمامًا عند تقديمك لطلب قرض من البنك، فالبنك يطلب منك شروطًا تستوفيها للموافقة على طلبك.
كذلك عليك استيفاء جميع الشروط لتبدأ في خطواتك لطريق الحكمة، فهي بداية طريق الطاقة، وهي بداية طريق الهدوء والسكينة والأدب.
وبالتالي انظر بعد ذلك كيف يرفعك الله بإذنه، والله وهو العلي العظيم. وكيف سوف تصبح بعدها؟
4) إيتاء الحق للقربى وابن السبيل والمسكين:
قال الله تعالى:(وَآتِ ذَا الْقُرْبَى حَقَّهُ وَالْمِسْكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَلاَ تُبَذِّرْ تَبْذِيرًا) الآية 26
وآتي ذا القربى حقه، والمسكين، وابن السبيل، بمعنى ألا يكون في رقبتك حقُ للناس عليك، ولم تقم بتأدية هذا الحق، وإزاحته من عاتقك.
كما لو أخذت مالًا من أحدٌ ما، ولا تريد إرجاعه، أو أنك ظلمت أحد ٌما ولم ترفع عنه الظلم، والله هو من يرفع الظلم عن الجميع، أو آذيت صديقًا، أو جارًا، أو أقاربك، أو صلة رحمك.
سوف تزداد محبتك، إن اتبعت هذه الخطوات سيحبك، الله عزَّ وجلَّ وملائكته والناس أجمعين إن شاء الله.
كما ذكر الله ابن السبيل، والمسكين، ليحثك على الصدقات، فهي غير الزكاة، صدقات عليك إخراجها، وإن كنت لا تملك شيئًا فبشق تمرة.
فلا تكون من الذين يكنزون الذهب والفضة، فالصدقة بأي شيء يسير إن لم تكن تملك، فما أنقص الله مالًا من صدقة.
فالله يحب الصدقة، والصدقة تمحي الذنوب بإذن الله تعالى كما ورد في بعض الآيات القرآنية والأحاديث الشريفة، فيطلب من العباد الصدقة حتى ينظف بها سجلك من الذنوب.
كما في نفس الوقت يبدل ذنوبك بحسنات، لكي يرفعك والله هو العلي العظيم، فلا تبخل على نفسك فهي من شروط طرق الحكمة.
5) المبذرين اخوان الشياطين:
قال الله تعالى: (إِنَّ الْمُبَذِّرِينَ كَانُواْ إِخْوَانَ الشَّيَاطِينِ وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِرَبِّهِ كَفُورًا) الآية 27
بالإضافة إلى ذلك فالله يوصيك بعدم التبذير وهذا ما تطرقنا له في السابق وخاصةً في شهر رمضان.
فلا فائدة مرجوة من التبذير، وجلب الطعام الفائض عن الحاجة، فالمبذرين كانوا إخوان الشياطين بكل شيء.
علاوة على ذلك لا تبذر وتسرف بالماء، فتفتح صنبور الماء وتترك المياه تهدر، كما يفعل البعض عند الوضوء والصلاة.
فلا تكن بخيلًا، ولكن لا تسرف، واستخدم الأشياء على مقدار حاجتك منها.
لأن المبذرين كانوا إخوان الشياطين، وهذا يعني أن المبذرين إخوان الشياطين، والشياطين كانوا مبذرين، وكان الشيطان لربه كفورا، فانظر إلى أين وصلت للكفر.
6) القول الميسور:
قال الله تعالى:(وَإِمَّا تُعْرِضَنَّ عَنْهُمُ ابْتِغَاء رَحْمَةٍ مِّن رَّبِّكَ تَرْجُوهَا فَقُل لَّهُمْ قَوْلاً مَّيْسُورًا) الآية 28
القول الميسور، بشكل عام نعني بها الكلمة الطيبة.
فلماذا كسر الخواطر، والسلبية في الحديث؟ ولماذا النميمة والاستغابة؟ وفما هو المستفاد من هذا الأمر؟
كما لو كرهت فلانًا وجلست مع صديقًا لك، وتحدثتا مع صديقك عنه، فاستغبتموه فيه فما هي الاستفادة التي خرجت بها، لتستوفي شروط طريق الحكمة عليك بالكلمة الطيبة، وبنفس الوقت لا للاستغابة ولا للنميمة وإيقاع الناس مع بعضها البعض، وبث الفتن.
هذه الشروط حتى تصل لطريق الحكمة، ومن أوتي الحكمة، أوتي خيرا كثيرا، فإذا أتيت الحكمة من الله عزَّ وجلَّ، فلقد امتلكت الكون، بعد الله عزَّ وجلَّ.
7) كن وسطيًا
قال الله تعالى: (وَلاَ تَجْعَلْ يَدَكَ مَغْلُولَةً إِلَى عُنُقِكَ وَلاَ تَبْسُطْهَا كُلَّ الْبَسْطِ فَتَقْعُدَ مَلُومًا مَّحْسُورًا) الآية 29
كما أوصى الله الانسان في الآية السابقة، ولا تجعل يدك مغلولة إلى عنقك، أي يقصد بها البخيل.
على سبيل المثال لديك20 دولار، ووجبة الطعام التي تكفي بها عائلتك تكلف 5 دولار فتوفر الطعام بقيمة 1 دولار وتأمر زوجتك بتحضير هذا الطعام فلا يسد جوع عائلتك ويبقى الجميع جائعًا.
فلا تبخل، وبنفس الوقت الله يأمرك بعدم الإسراف، فالوسطية مطلوبة منك.
8) الزنى:
قال الله تعالى: (ولا تَقْرَبُواْ الزِّنَى إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاء سَبِيلاً) الآية 32
ممنوع الزنى، إياكم والزنى، ولا تقربوا الزنى، إنه كان فاحشة.
فالزنى من الأمور التي نهانا عنها الله تعالى، فهي مفسدة للمجتمع، وهادمة لقواعد الأسرة السليمة المترابطة.
وإن كنت تبتغي من الله طريق الحكمة فتجنب الزنى والفواحش.
9) قتل النفس:
كما قال الله تعالى: (ولا تَقْتُلُواْ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلاَّ بِالْحَقِّ وَمَن قُتِلَ مَظْلُومًا فَقَدْ جَعَلْنَا لِوَلِيِّهِ سُلْطَانًا فَلاَ يُسْرِف فِّي الْقَتْلِ إِنَّهُ كَانَ مَنْصُورًا) الآية 33
ولا تقتلوا النفس التي حرم الله إلا بالحق، فممنوع على الإنسان أن يقتل، وألا يسرف بالقتل في حال لا سمح الله، وقع عندك ضحية القتل.
فاعفُ وأجرك على الله عزَّ وجلَّ، فمن عفي وأصلح، فأجره عند الله عظيم.
10) مال اليتيم:
قال الله تعالى:(وَلاَ تَقْرَبُواْ مَالَ الْيَتِيمِ إِلاَّ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ حَتَّى يَبْلُغَ أَشُدَّهُ وَأَوْفُواْ بِالْعَهْدِ إِنَّ الْعَهْدَ كَانَ مَسْؤُولاً) الآية 34
ولا تقربوا مال اليتيم، وأوفي الكيل، مال اليتيم معروف فلا تقربه إلا بالتي هي أحسن.
على سبيل المثال إذا أردت أن تأخذ من مال اليتيم، وتستثمر فيه بنسبة 100% وليس بنسبة 99%، الربح فلا بأس بذلك.
ولكن لو شككت بنسبة 1% أنك ستخسر فلا تقربه، فأكل ماله يعد كبيرة من الكبائر أو حتى افساد ماله عليه.
11) أوفوا بالكيل:
قال الله تعالى: (وَأَوْفُوا الْكَيْلَ إِذَا كِلْتُمْ وَزِنُواْ بِالْقِسْطَاسِ الْمُسْتَقِيمِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلاً) الآية 35
أوفي الكيل ولا تنقص منه شيئًا، فإن كان، كيلو أحد أنواع الخضار بدولار، وأعطيت البائع ثمن الكيلو، فعليه أن يزن الكيل ولا ينقص منه شيئًا.
وزنوا بالقسطاس والعدل بكل الأمور.
12) لا تتحدث بما لا تعرف
قال الله تعالى: (وَلاَ تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُوْلَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْؤُولاً) الآية 36
ولا تقف ما ليس لك به علم، وهذه تطلق على من يتكلم بكل شيء، حتى بما يجهل، فهو يتصدر الحديث بجميع المجالات رغم جهله وعدم معرفته.
فهي مسألة مهمة فعليك الانتباه منها، فإن كنت مقتنع في مسألة ما، وكانت المسألة خاطئة، وخرجت وتحدثت بها، رغم خطئها.
وهذا يعني أنك لن تتقدم خطوة واحدة للحكمة، وعلى العكس، سوف تفشل في أغلب النظريات المختلفة في جميع المجالات.
فلدينا العديد من الخبراء السياسيين، والخبراء الرياضيين، والخبراء في الطبخ، فالكل أصبح عالمًا.
كما الإنسان عليه أن يتحرى المعلومة الصحيحة قبل أن ينقلها فلا يضل ولا يضلل بها أحدُ ما، فعلى الإنسان أن يكون أدق للعقلانية في معلوماته.
فلا تقف ما ليس لك به علم، من لا يعرف شيئًا فلا يفتي، وهذا حال محب الشهرة فتجده يتكلم في جميع المجالات.
13) التواضع
قال الله تعالى: (وَلاَ تَمْشِ فِي الأَرْضِ مَرَحًا إِنَّكَ لَن تَخْرِقَ الأَرْضَ وَلَن تَبْلُغَ الْجِبَالَ طُولاً) الآية 37
ولا تمشي في الأرض مرحا، إنك لن تخرق الأرض، ولن تبلغ الجبال طولا، متى يكون ذلك؟
يكون ذلك من وجهة نظري، عندما تقوم في هذه الأعمال السابقة كاملةً، فتشعر بأن الله عزَّ وجلَّ يبدأ يرفع بك، بسبب الأجر والتقرب إلى الله والأعمال التي تقوم بها.
وبالتالي تزداد قوة، وتزداد هدوء، وكلما ازداد هدوئك، كلما ترتفع قوتك.
وليس وقاحتك، فتجد بعض طلاب الطاقة لم يتعلموا الطاقة، بل تعلموا الوقاحة، فطريق الشيطان يعلمك الوقاحة، أما طريق الله يعلمك التواضع والهدوء.
فتجد البعض منهم مستنفر للهجوم، وهو عبارة عن فقاعة قد نفخت بالغرور، فالقوة من الله سبحانه وتعالى وتتجرد من الوقاحة.
وهذا لا يعني قوة شخصية، بل ضعف شخصية، فهو يتظاهر بأنه قوي ويمتلك الطاقة، ولكن بشكل فعلي هذا طريق الشيطان، فعلمه الوقاحة والغرور.
فالإنسان بعد أن يقوم بالأمور السابقة جميعها، سيبدأ الله عزَّ وجلَّ يرفعه، فتشعر في الطاقة الإيجابية من الله عزَّ وجلَّ، تسكن به، والهدوء والسكينة، وكذلك الراحة والسعادة البسيطة.
وبالتالي يزداد تواضعه؛ لأن الله أحبه، وإذا الله أحبك، بإذن الله عزَّ وجلَّ، فسوف تحبك الملائكة، وسوف يحبك البشر.
كما إن الله يطلب منك التواضع، فهنا عندما تبدأ وتمتلك جميع الأمور السابقة، فالله عزَّ وجلَّ يفتح لك من باب حكمته.
وبالإضافة إلى أن الله يسقيك، وليس الشيطان بعد كل تلك الأمور الخير كله بإذن الله عزَّ وجلَّ العلم والتفكر والتيسير، وإلى آخره من الأمور الكثيرة.
فمن أوتي الحكمة، أوتي خيرًا كثيرا، فتواضع ولا يصيبك الغرور والتكبر، حتى لو شعرت بأنك قوي، والقوة من الله عزَّ وجلَّ.
سوف يأتيك الله بالكثير، لكن يزيله بالكثير، فاحذر من الغرور والتكبر على الناس، وكن متواضعًا وسوف يعطيك خيرًا كثيرا، والله أعلم أحكم.
رابعًا: التفكر في سورة الإسراء طريق الحكمة
هذا هو طريق الحكمة، وهي وجهة نظر وليس تفسير معتمد، هو تفكر، فإن كان صحيحا فهو من عند الله عزَّ وجلَّ، وإن كان خطأ فهو من عند أنفسنا، والله أعلم وأحكم.
خامسًا: الخاتمة، طريق الحكمة
وصايا الرب، هذه الأوامر أول طريق الحكمة، لا تتساهل فيها، من الوهلة الأولى تراها أمور بسيطة، فأسهلها الصدقات، أما البقية فهي جهاد نفس.
الله أعلم وأحكم
ثامر🌷🌷