شرح لبعض من ” أسماء الله الحسنى “

the sun
دقيقة للقراءة

حسب ما ورد في الآية الكريمة التالية فإن الله عز وجل أمرنا ان ندعوه بأسمائه الحسنى , ولله تعالى 99 اسم ذُكروا في القرآن الكريم

(( وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا وَذَرُوا الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي أَسْمَائِهِ )) [ الأعراف آية 180 ]

ومن خلال دراساتنا في معاني تلك الأسماء المباركة لنا وجهة نظر في شرح لبعض من هذه الأسماء نعرضها لكم في المقال التالي :

صفات خاصة لله عز وجل وحده من اسمائه الحسنى :

بداية إن لله تعالى – كما ذكرنا سابقاً – أسماؤه الحسنى وهي 99 اسماً

- Advertisement -

ولكن ثلاث من هذه الأسماء الحسنى ما يتميز فيها الله عز وجل وحده ولا تنطبق على صفات البشر

على سبيل المثال :

لو أخذنا اسم الله تعالى ” الرحيم

الله رحيم .. كذلك الأمير رحيم في رعيته ( ملك ) يستخدمها أهل الأرض أيضاً

وينادي الله بهم يوم القيامة أين ملوك الأرض ( صفه ممكن يتصف فيها البشر )

- Advertisement -

ولكن :

 اسم الله عز وجل ( الله ) عندما استخدمها فرعون , ماذا حل به ؟

أباده الله تعالى

- Advertisement -

مثال آخر :

القهار اسم من أسماء الله سبحانه وتعالى .. وهناك بشر يقهر بعضهم بعضاً (صفة موجودة في البشر أيضاً).

ومن ناحية أخرى كلمة الله , لا يوجد احد يقول ( انا الله )

كذلك نجد أن الله الحي ( صفة الخلود ) تميز بها الله وحده جل وعلا

هل يوجد من تنطبق عليه صفة الخلود ؟ بالطبع لا , إذاً هي صفة تميزية ، مفضلة عن الجميع

نأتي الآن لشرح مبسط لبعض أسماء الله تعالى الحسنى :

أولاً :

اسم الله ” الباسط ” :

معناها في اللغة : الاتساع والامتداد والتبسيط ,هذا يعنى انه عندما تدعوه تعالى باسمه الباسط فهو يمدك بالمدد الإلهي ويبسط عليك عيشك ويوسع ما ضاق عليك  

إن ضاقت بوجهك …. اطرق باب الباسط

وان قلّت الحلول …. استغفر الباسط. ليسهل امرك

عليك بالدعاء للباسط , فما خاب من طرق باب الباسط

علاج النفس , علاج الارق , علاج الحزن , وحل المشاكل بالباسط

الباسط يوسع امرك , ويخرجك من عنق الزجاجة

قل حسبي الباسط ونعم النصير , واستغفر الباسط العظيم ( كلها اسمائه الحسنى جل وعلا )

اللهم ابعد قبضك عني وابسط امري واهدني الصراط المستقيم اني من المسبحين حسبي الباسط ونعم النصير

ثانياً :

اسم الله ” السميع ” :

تكلم يسمعك ، حدثه ، اشكِ له ، فضفض له ,فهو خير السامعين , وهو خير المُبصرين

لا يوجد اكثر خيراً من السميع كي يسمع همومك

لذلك إن كنت تفضفض لصديق ما بالك برب الصديق

وإن كنت تفضفض لطبيب ما بالك برب الطبيب

أو لأب أو أم أو أخت أو أخ فما بالك بربهم جميعاً جل وعلا

اطرق بابه اولاً فهو خالقك , أحن عليك منهم

اصلح علاقتك مع الخالق واستبشر منه كل خير

ان احببك الله , احبب كل الخلق فيك

ان نصرك الله , لا تهزم من كل الخلق

كن معهُ ولا تبالِ شيءٍ

اسم الله المهيمن
اسم الله المهيمن

ثالثاً :

ومن اسمائه الحسنى اسم الله ” المهيمن ” :

المهيمن هو صاحب السيطرة والغلبة في اتخاذ القرار

مثال ذلك :

شركة مساهمة وشخصٍ ما له 91 بالمئة من أسهمها ( باسمه ) وعليه هو متخذ القرار، السيطرة له هو لأنه صاحب أكبر حصة ( المهيمن على الشركة )

متى تستخدم اسم المهيمن ؟

عندما يكون هناك سجال بينك وبين عدد كبير من الأشخاص

للتوضيح : انت في غرفة تحقيق , ويحقق معك 7 اشخاص وانت وحدك

الاشخاص هنا هيمنوا عليك

هنا انت تقول حسبي المهيمن ونعم الوكيل ونعم النصير

لتستنجد بمن هو أعلى منهم في الهيمنة

رابعاً :

 اسم الله” اللطيف ” :

هو اسم من أسماء الله تعالى الحسنى له أهمية خاصة , إن كان يدل على اسم او فعل

لكن الاجتهادات كثيرة بتفسير اسم الله اللطيف

( ليتلطف)

هذه الكلمة موضعها بالمنتصف بين الكلمات في الآية الكريمة التالية :

( فَلْيَنْظُرْ أَيُّهَا أَزْكَى طَعَاماً فَلْيَأْتِكُمْ بِرِزْقٍ مِنْهُ وَلْيَتَلَطَّفْ وَلا يُشْعِرَنَّ بِكُمْ أَحَداً )الكهف آية 19

انظر إلى موضعها تشعر أنها معلقة

احذفها من الآية , اقرئها ( تشعر أنها لا تؤثر بالمعنى )

أضفها ( تشعر أن الله تعالى يقصد بها معنى لوحدها )

وكأنها معلقة ( مضافة)  من الله تعالى

يبقى السر بمعرفة معنى اسم اللطيف

هو ليس سراً بل يبقى الاجتهاد بمعرفة اسم اللطيف جل وعلا (  الذي يتلطف )

ذهب المجتهدون إلى أن معنى اللطيف ( الذي يعلم ما في الصدور )

استناداً على قوله تعالى :

( وَاذْكُرْنَ مَا يُتْلَى فِي بُيُوتِكُنَّ مِنْ آيَاتِ اللهِ وَالْحِكْمَةِ إِنَّ اللهَ كَانَ لَطِيفا خَبِيرا ) الأحزاب آية 34

يعلم ما في الصدور

( اللَّهُ لَطِيفٌ بِعِبَادِهِ يَرْزُقُ مَنْ يَشَاءُ وَهُوَ الْقَوِيُّ الْعَزِيزُ) الشورى آية 19

السؤال : هل إذا انسان كان لطيف تعني أنه يعلم ما في الصدور ؟

الله وحده جل وعلا يعلم ما في صدور عباده , الله لطيف بعباده ويرزقهم

وجهة نظرنا تختلف بتفسير اسم ” اللطيف ” جل وعلا

بنظرنا يعني اسم اللطيف (  سلس يُسَهل الصعب اللين )

امر صعب يسهله الله تعالى عليك ، ليتلطف .

خامساً :

اسم الله ” العدل ” :

( أَصْطَفَى الْبَنَاتِ عَلَى الْبَنِينَ (153) مَا لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ(154) ) الصافات

البعض يظن أن الله تعالى يحب الذكور عن الإناث بنسبة أكبر أو يفضلهم أكثر بسبب إجابة الله تعالى الاستنكارية  , وإجابات الشيوخ ممتازة وفيها البركة

ولكن هنا لنا وجهة نظر مختلفة لم نجدها عند أحد : 

الاستنكار هنا ليس بمعنى التفضيل(  نوع عن نوع ) ( جنس عن جنس ) ليس بمعنى الذكر أفضل من الأنثى ( لسبب اسم الله العدل )

في الآية السابقة يقول الله تعالى باستنكار انتم كيف حكمتم إني مفضل بين الانثى والذكر

كيف تطاولتم علي بأني أفضل خلق جنس عن جنس اخر

انا لا أحب الاناث اكثر من الذكور، ولا الذكور اكثر من الاناث

المحبة للجنسين واحدة ( العدل )

لو لم يرد الله تعالى على هذا الحكم و التطاول ، لظهر أنه يحب الإناث أكثر، علاوة على ذلك الله تعالى أظهر في الآية استنكاره للقول

ونرد الآية الى اسمه العدل جل وعلا عنده الذكر مثل الانثى لا الأنثى أحسن ولا الذكر أحسن .

أسماء الله الحسنى
أسماء الله الحسنى

ميزك الله تعالى بأسمائه الحسنى :

ان كان لسيدنا سليمان عليه السلام اسم واحد عظيم , ودعوة واحدة

انت يا مؤمن لديك ٩٩ اسماً عظيماً  , ودعوةٍ بِ ٩٩ اسماً

هذا يعني أن الوهاب جل وعلا وهبك كل شيء

كرمك الله بختم الأمم فوهبك كل ما كان مختص للأمم السابقة (شرحها الله لك بالفرقان)

اعطى إلى إدريس عليه السلام التسبيح , وأعطاك ألف ألف تسبيح

ما وهبه الله تعالى للأنبياء قبلك من أجر وفضل. … اعطاك إياه

ولك حرية الاستعمال

بعبارة أخرى قال لك استغفر مئة مرة … اغفر كل ذنبك

غيرك من الامم كان يقتل نفسه ليقبل توبته

نصيحتنا :

باب الله تعالى مفتوح. .. توبته كبيرة وكثيرة لك .. دون ان تقتل نفسك

استغفر وكف عن المعصية (( يغفر لك ))

من لطفه عليك ..

أنك تعصيه خلف باب مغلق , وهو يمرر الهواء من اسفل الباب لتتنفس

إذن ثق بالله عز وجل , فهو خير نصير ,لا تجحد لطفه بك , ولا تعانده ، فهو يحبك

فقدم ما ينقصك من الذي طلبه منك من العبادة

الكثير منا رزقه الله تعالى : المال , الطعام , السكينة , الهدوء , الأولاد , حباً فيه , ولطفاً به

وهو للأسف ينسى أقل ما يطلبه الله تعالى من العبادة .

في الختام

الله يريد أن يطهرك ويجعلك الأفضل , أفضل الخلق

وأنت تريد أن تهبط من هذا القدر , وتصمم على إهانة نفسك

وبالتأكيد أنت لا تهين بالمعاصي أو رفض أوامر الله جل وعلا , إلا نفسك , فالله تعالى غني عنك وعن عملك

فأوامره = رفعتك , سموك , قوتك , ثقتك

فاستفد من كنوز الله تعالى , وتوجه إليه وادعوه بأسمائه الحسنى

والله أعلم وأحكم

ثامر

المصدر : الفلك والجفر مع ثامر

مشاركة