الخسوف والكسوف ظاهرتان كونيتان فلكيتان ، وقد وردنا
بعض الأسئلة عن تلك الظاهرتان
ومن خلال المقال التالي نجاوب من وجهة نظرنا على ما وردنا من أسئلة
أولاً : ما المقصود بالكسوف والخسوف ؟ :
بدايةً وقبل الإجابة على الأسئلة الواردة نذكر باختصار
ما معنى الكسوف والخسوف :
أولاً : كسوف الشمس : هي ظاهرة فلكية تحدث حجب للشمس، وذلك بسبب مرور القمر بين الأرض والشمس بحيث يتسبّب بحجب الشمس بشكل جُزئي أو كلي عن كوكب الأرض
ثانياً : خسوف القمر : هو ظاهرة فلكية تحدث عندما يحجب ظل الأرض ضوء الشمس المنعكس على القمر في الأوضاع العادية، وتحدث هذه الظاهرة عندما تكون الشمس والأرض والقمر في حالة اقتران كوكبي كامل (فيكون خسوفاً كليًا ) أو تقريبي (فيكون خسوفًا جزئيًا ).
لمزيد من المعلومات عن الاقتران انظر مقال مفهوم الإقتران الفلكي
وبالتالي وبعد أن عرفنا بشكل مختصر، ما المقصود بظاهرتي الكسوف والخسوف نجيب عن ما وردنا من أسئلة حولهما .
السؤال الأول : هل ظاهرتي كسوف الشمس وخسوف القمر مرتبطتان بموت أحد من الناس ؟ وهل تقعان لتخويف البشر ؟
نجاوب من ما ورد عن الرسول عليه أفضل الصلاة والسلام واله
قال ابن باز: ثبت عن النبي ﷺ أنه أخبر أن الكسوف والخسوف للشمس والقمر يقعان تخويفاً من الله لعباده، وحثاً لعباد الله تعالى، على مراعاة هذه الآيات والخوف من الله عز وجل، والفزع إلى ذكره وطاعته،
كما وأخبر عليه الصلاة والسلام أنهما لا ينكسفان لموت أحد من الناس ولا لحياته، وإنما هما آيتان من آيات الله جل وعلا، يخوف تعالى بهما عباده
ونتيجة ذلك ؛
إذن هما ليس بظاهرتي مرتبطتان بموت أحد من الناس
وكذلك قال صلى الله عليه وآله وسلم : إذا رأيتم الخسوف فافزعوا إلى ذكره ودعائه .
وقال أيضاً عليه الصلاة والسلام: إذا رأيتم ذلك فصّلوا وادعوا حتى يكشف ما بكم .
كذلك وأمر في ذلك بالتكبير والعتاقة والصدقة
وبالتالي كل هذا مشروع عند الكسوف والخسوف،
مثال على ذلك الصلاة والذكر والاستغفار والصدقة والعتق والخوف من الله تعالى والحذر من عذابه.
ثانياً : آيات تُعرف بالحساب ( هل هي من علم الغيب ) :
وكون ظاهرتي الخسوف والكسوف آيات تُعرف بالحساب لا يمنع ذلك كونها تخويفاً من الله جل وعلا، وأنها تحذير منه، فإنه هو الذي أجرى الآيات، وهو الذي رتب أسبابها
كما تطلع الشمس وتغرب الشمس في أوقات معينة، وهكذا القمر، وهكذا النجوم، وكلها آيات من آيات الله جل وعلا، فكون الله تعالى جعل لها أسباباً كما ذكر الفلكيون يعرفون الخسوف بها لا يمنع من كونها تخويفاً وتحذيراً من الله عز وجل،
وفي نفس السياق، أن من آياته المشاهدة، من شمس وقمر ونجوم وحر وبرد كلها آيات فيها التخويف والتحذير من عصيان الله على هذه النعم،
بمعنى آخر، أن يحذروه وأن يخافوه وأن يخشوه سبحانه،
حتى يستقيموا على أمره، وحتى يتركوا ما حرم عليهم، انظر مقال/ هل تمتلك البصيرة؟ وكيف تحصل عليها؟
فوجود الآيات في السماء من خسوف وكسوف وغير ذلك، وكون الفلكيين والحسابين يعرفون أسباب ذلك في الغالب، لا يمنع كونها آيات، والحساب قد يغلط، والفلكي قد يغلط في بعض الأحيان، وقد يصيب،
ولكنه -في الغالب- إذا كان متقناً للحساب يدرك هذا الشيء،
وهو ليس من علم الغيب؛ لأن له أسباباً معلومة يسبرها الحسّابين بتنقل الشمس والقمر، ويعرفون منازل الشمس والقمر، يعرفون المنزلة التي فيها الخسوف والكسوف،
وبالتالي يقومون بنشر معلومات عن أوقات حدوث الكسوف والخسوف
والأهم من ذلك ، أن هذا لا ينافي ما أمر الله تعالى به على لسان رسوله ﷺ من الخوف من الله عز وجل، أو الصدقة أو غيرها، هذا كله من مصلحة العباد، حتى يخافوا ويحذروا ويستقيموا، وكونها تعرف بالحساب لا يمنع ذلك.
السؤال الثاني : ألا يقلل نشر مثل هذه الأخبار من أهمية الكسوف و الخسوف ؟
الجواب: لو ترك النشر لكان أحسن وأفضل، حتى يفاجئ الناس بالخِسوف، ويكون ذلك أقرب إلى فزعهم وخوفهم واجتهادهم في طاعة الله تعالى
لكن بعض الحسابين يرى أن في ذلك حثاً على التهيؤ والاستعداد وعدم الغفلة؛
وذلك لأنه قد يأتي غفلة وهم لا يشعرون ولا ينتبهون،
فإذا نشر في الصحف، انتبه الناس لهذا الشيء وأعدوا له عدته في وقته، و هذا المقصود من نشر ذلك في الأغلب.
السؤال الثالث : أليس التنبؤ بمثل ظاهرتي الكسوف والخسوف تعتبر من مسابقة الأحداث ومصادمة الأدلة الشرعية ؟
الجواب: لا
وذلك لأن أهل العلم قالوا إنه ليس من أمور الغيب، وهذا مدرك بالحساب، كما قال هذا شيخ الإسلام ابن تيمية وابن القيم وغيرهما من الأولين، ومعروف عند أهل الفلك والحسابين لمنازل القمر والشمس،
فهم يعرفون هذا بطرق سَبروها ودرسوها وعرفوها، وليس من علم الغيب
كذلك، ما يلفت انتباهك حديث الرسول عليه السلام :
[ فصّلوا وادعوا حتى يُكشف ما بكم ]
إذن تجد هنا إشارة تخويف نعم، و أيضاً وقوع أمراً يخص به قدرة الله تعالى، على أرضه أقلها التخويف (دلالته التخويف)
ولكن وقوع الأمر، ويُطلب منك أن تصلي وتدعي إلى أن تنجوا
ويذهب شر الأمر إلى أن تنجوا
ثالثاً : ماذا تستخلص من هذه الاحاديث النبوية الشريفة ؟ خوف فقط أم أن هناك شيء اخر ؟
وعليه نجيب من وجهة نظرنا، تستخلص من هذه الاحاديث النبوية الشريفة التالي :
١– الاعجاز
٢–التدبر في خلق الله
٣–عبادة
٤-خوف واستغفار
٥–صدقة
٦-عتق
٧–تذكير الإنسان بأن شيء خارج عن الاعتيادي يحدث بإذن الله -جل وعلا-، و بإمكانك رؤيته، وأن الله تعالى قادر على كل شيء .
كما نستخلص أيضاً، أحداث سوف تقع والله تعالى أعلم
ونتيجةً لذلك، تجد كذلك أن هناك وعيد لأحداث وسبيل تغير هذه الأحداث
وهو الصلاة والتكبير والتهليل لتخفيف من غضب كان من الممكن أن هذا الغضب كُتب على الأرض
فلكل حادثة فلكية تجد لها إرتباط ديني
على سبيل المثال :
الشهب ، النيازك ، إن رأيتها تقول أعوذ بالله من الشيطان الرجيم رجمت شيطاناً يسترق السمع
وتعد هذه من أمور الفلك
إن الكسوف والخسوف تخويف وأمر واقع، تنجوا منه بصلاة الكسوف والخسوف ( صلاة الآيات )
الختام :
ماذا عن باقي الظواهر :
هل هي من علم الغيب ؟
وتدهور صحة مسؤول دولة إثر اقتران
هل هو من أمور الغيب ؟ أو هي حقيقة مُسّلم بها ؟
مثلها مثل رجم الشيطان بالشهاب ، على سبيل المثال
وعليه نقول، تبقى هنا نقطة الخلاف، تحليل جزء وتحريم جزء
بمعنى آخر، تحليل كل ما جاء به من نص على سبيل المثال :
الرعب بظاهرتي الكسوف والخسوف، وإن حدوثهما أمر واقع يخفف بالصلاة، وهو من العذابات ورجم الشيطان بالشهب
وتحريم أن الاقتران المتلاصق يدل على غياب أهم الرؤساء السياسين العرب
الله تعالى أعلم وأحكم
ثامر 🌷🌷
المصدر : محبين الفلك والجفر مع ثامر
قد يهمك أيضاً / النظام الشمسي واسراره