1- المقدمة
سنسلط الضوء على الاحتباس الحراري ومفهومه العلمي، وأسبابه، والآثار الناجمة عنه، ونستعرض لكم بعض الحلول المقترحة، للحدّ من ظاهرة الاحتباس الحراري.
لتوضيح معنى الاحتباس الحراري، عليك أن تعلم أن هناك فرقاً بين الاحتباس الحراري، والتغير المناخي.
فالاحتباس الحراري ناجمٌ عن تلوثٍ بيئيٍّ، يؤثر في عملية التغير المناخي، والتغير المناخي، هو تغيراتٌ ناجمةٌ عن تغير في المناخ وحالة الطقس.
2- مفهوم الاحتباس الحراري
الاحتباس الحراري وما يعرف بالاحترار العالمي (Global Warming)، هو ارتفاع متوسط درجة حرارة كوكب الأرض، أي ازدياد في درجة الحرارة السطحية المتوسطة في أنحاء العالم.
وكذلك ازدياد في الغازات الدفيئة، مثل غاز ثاني أكسيد الكربون، وغاز الميثان، وغازات أخرى.
كما يمكننا أن نلخص مصطلح الاحتباس الحراري؛ بأنه الظاهرة التي يتم فيها امتصاص وإصدار الأشعة تحت الحمراء، إلى تسخين سطح الأرض، بسبب ارتفاع نسبة الغازات الدفيئة في الهواء الجوي.
3- ولادة مفهوم الاحتباس الحراري
يعتبر العالم السويدي سفانتِ أرينيوس، من أوائل العلماء الذين تطرقوا إلى العلاقة بين زيادة نسبة ظاهرة الاحتباس الحراري مع الزمن؛ وزيادة غاز ثاني أكسيد الكربون، وكان ذلك منذ أكثر من (100) عام.
كما أثبت أن متوسط درجة حرارة سطح الأرض، يبلغ حوالي (15) درجة مئوية.
وكذلك تمثل هذه الدرجة قدرة امتصاص الأشعة تحت الحمراء، لبخار الماء وغاز ثاني أكسيد الكربون، ويعرف ذلك بتأثير الاحتباس الحراري الطبيعي.
وقد أشار من خلال دراساته، أن درجة حرارة الأرض تزيد بمعدل (5) درجات سنويّاً، وأن الغازات تمنع نفاذ حرارة الجو، وتحبسها داخل الغلاف الجوي للأرض.
4- كيف تحدث ظاهرة الاحتباس الحراري؟
أجمع العلماء في تقاريرهم العلمية، أن الاحتباس الحراري يعود إلى زيادة نسبة الغازات الدفيئة في الهواء الجوي، فتقوم تلك الغازات بتغليف الغلاف الجوي.
حيث تحبس أشعة الشمس بعد دخولها الغلاف الجوي، وتمنع خروجها إلى الفراغ في الفضاء، وهذا ما يعمل على احترار كوكب الأرض.
والغازات الدفيئة الرئيسية (Greenhouse gases) هي غاز ثاني أكسيد الكربون، وغاز الميثان، وغاز الأوزون، وبخار الماء.
5- أسباب ارتفاع معدل الاحتباس الحراري في كوكبنا
يعتبر التلوث البيئي، الناجم عن الأنشطة البشرية، في النهضة العمرانية الصناعات القائمة على حرق الوقود الأحفوري؛ مِن مسببات الاحتباس الحراري.
علاوة على ذلك يزيد ارتفاع معدل حرارة اللأرض،وذلك من خلال زيادة الغازات الدفيئة على الأرض.
وهنالك عواملُ تساعد في تلك الزيادة، سوف نذكر منها:
أولاً: العوامل البشرية
- 1) حرق الوقود الأحفوري، مثل الفحم والنفط والغاز الطبيعي، كما يستخدم في مختلف الصناعات، مثل المصانع، وتوليد الكهرباء وغيرها.
- 2) إزالة الغابات وقطع الأشجار في التوسع المعماري، وإقامة المحاصيل الزراعية، تزيد من نسبة الغازات الدفيئة.
- ولتوضيح ذلك؛ فإن الأشجار – في عملية البناء الضوئي- تمتصُّ غاز ثاني أكسيد الكربون، وبالتالي تقل نسبته في الهواء الجوي.
- وعند قطع الأشجار يؤدي ذلك لخلل في التوازن البيئي، المساهم في التخلص من هذا الغاز.
علاوة على ذلك؛ ما نشاهد في الآونة الأخيرة، من حرق الغابات، يزيد من نسبة غاز ثاني أكسيد الكربون في الهواء .
- 3) تربية البشر للمواشي، وطرق إدارة السماد، وبعض عمليات التعدين في المصانع؛ كفيلة بتوليد غاز الميثان.
- ورغم أنه ثاني الغازات الدفيئة، الأكثر انتشاراً، فإنه أكفأ في حبس الحرارة، من غاز ثاني أكسيد الكربون.
ثانياً: العوامل الطبيعية
- 1) النشاط الشمسي في الدورة الشمسية، وكذلك نشاط أو اختفاء البقع الشمسية، والتوهجات الشمسية، والعواصف الشمسية.. جميع ما سبق؛ له تأثيرُه المباشر على درجة حرارة الأرض.
- 2) ثورانُ البراكين؛ أحدُ العوامل الطبيعية، في انبعاث الغازات الدفيئة في الهواء الجوي، كبخار الماء، وغاز ثاني أكسيد الكربون.
6- تأثير ظاهرة الاحتباس الحراري على الأرض
يكمن تأثير هذه الظاهرة في التلوثِ البيئيِّ، الناجمِ عن ارتفاع معدل الغازات الدفيئة في الجو، مما يؤدي إلى خللٍ في التوازن البيئيّ، وارتفاع درجات الحرارة.
يساهم ارتفاع درجات الحرارة، في تغيرات واضحة على المناخ، وحالة الطقس، فنجد تغيراً في معدلات هطول الأمطار، وتغيراً في توقيتها.
ولوحظ ذلك في الفترة الأخيرة على الطقس، حيث شوهدت فيضانات الأمطار في فصل الصيف، وهي من الحالات النادر حدوثها.
كما أن له تأثيراً في اشتداد قوة الأعاصير وكثرتها في مختلف المناطق.
كما يؤثر ارتفاع درجات الحرارة، في ذوبان الجليد في القطبيْن؛ الشماليّ والجنوبيّ، مما يؤدي إلى ارتفاع في مستوى سطح البحر.
وكذلك يزيد من موجات الحر وحدوث الجفاف في مختلف أنحاء العالم.
علاوة على ذلك، له تأثير مباشر على حياة الإنسان، فهذا التلوث ، يسبب بعض الأمراض للإنسان، ويساهم في انتشار الأوبئة.
بالإضافة إلى أن هذا التلوث يؤثر سلباً على الحياة الفطرية للنباتات والحيوانات، مما يؤدي إلى نقصٍ في الغطاءِ النباتيِّ والغذاءِ.
وبالتالي موتِ العديد من الحيوانات وهجرتها، بسبب الجفاف.
7- الدول الأكثر تأثيراً في زيادة الاحتباس الحراري
ورد في آخر التقارير البيئية للتلوث، أن الدول الأكثر مساهمة في التغير البيئي، وازدياد ظاهرة الاحتباس الحراري، وانبعاث غاز ثاني أكسيد الكربون؛ هي على التوالي: الصين والولايات المتحدة الأمريكية، والهند وروسيا واليابان، وكوريا الجنوبية وإيران وإندونيسيا، وتقع في المرتبة العاشرة؛ كندا.
8- الحلول المقترحة لعلاج ظاهرة الاحتباس الحراري
وجد علماء البيئة، أن الحَدَّ من هذه الظاهرة ؛ مرتبطٌ بوقفِ التلوث البيئي وانبعاث الغازات الدفيئة، وذلك من خلال التقليل من النشاطات البشرية الضارة في البيئة، والاتجاه لمصادر الطاقة الصديقة للبيئة.
كذلك تقليل استخدامات الوقود الأحفوري في الصناعات، وفي الاستخدامات البشرية، ووقف استنزاف الطبيعة وقطع الأشجار، وحماية الغابات.
كما أقامتْ بعضُ الدول مؤتمراتٍ علميةً بيئيّةً، لتحفيز دور الغطاء النباتيّ، لحل هذه المشكلة ، وارتفاع في درجات الحرارة.
9- الخاتمة
التلوث البيئيّ يترك بصْمتَه على وجه سطح الكرة الأرضية، لذلك -عزيزي القارئ؛ عزيزتي القارئة- كونوا أنتم مَن يصنع نقطة التحول الفارِقة، لإنقاذ كوكبنا الغالي.. ازرعْ شجرة، وحارب العوامل المساهمة في تلوث بيئتنا.
ثامر 🌷🌷