كيف تدعو الله (جلّ جلاله)؟
أولًا: المقدمة
سنوضح الطريقة المثلى للدعاء وتسلسله وكيف تدعو الله سبحانه، وماهي الأدعية المفضل قراءتها والتي يستجيب الله بها الدعاء لعباده ان شاء الله.
كما سنبين المصدر الصحيح الذي باستطاعتك أن تستمد منه أدعيتك، وبماذا تناجي ربك، ودور الأسماء الحسنى في الدعاء، ونوضح كيف تبدأ دعائك وكيف تختمه.
ثانيًا: أدعية الأنبياء من القرآن، وإدراجها في الطريقة المثلى للدعاء
هل تساءلت يومًا …
– من هم أفضل الناس الذين استجاب الله لدعائهم ؟؟
قد تجد أن من دعا الله فاستجاب الله دعائهم هم الأنبياء.
– و ما هو الكتاب السماوي الذي تم حفظه دون تحريف ؟
لا شك أنه القرآن الكريم، كتابًا كرمه الله سبحانه وتعالى بحفظه من التحريف.
– ثم ما هو أفضل الكلام؟
كلام الله سبحانه وتعالى هو أفضل الكلام.
بما أن كلام الله حفظ دون تحريف في القرآن الكريم ، إذًا بذلك توفر لدينا أفضل الكلام هو (كلام الله).
ومن خلال كلام الله انتقلت إلينا أدعية الأنبياء الموجودة في القرآن الكريم.
بالإضافة إلى أن القرآن الكريم هو المرجع الديني الأول للمسلمين، إذًا نستخرج من القرآن الكريم تلك الأدعية.
تبين لنا؛ أن أفضل الكلام وهو القرآن الكريم، وأفضل من أستجاب الله لهم عندما دعوه وهم الأنبياء.
لذلك ننتقل إلى الطريقة الصحيحة من الدعاء، ونستخلص النهج في الدعوة من القرآن على لسان الله و أنبيائه.
ولنأخذ أمثلة بسيطة من تلك الأدعية الوارد ذكرها في القرآن الكريم:
قال تعالى: (رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ)
وقال تعالى: (قال رَبَّنَا أَفْرِغْ عَلَيْنَا صَبْرًا وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وَانصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ) وهو (دعاء نبينا داوود عليه السلام) و (دعاء المؤمنين) وهنالك أمثلة عديدة لمثل تلك الأدعية.
ثالثًا: البدء بكلمة ربي أو ربنا، في طريقة الدعاء الصحيح
إن كلمة ربنا مشتركة في أكثر من دعاء، ويتضح لك ذلك عند قراءتك للأدعية من القرآن الكريم.
و من خلال ذلك نستطيع أن نستخلص؛ أن في بداية كل دعاء نبدأ بكلمة (ربنا أو رب).
قال الله تعالى: (رَبَّنَا لاَ تُؤَاخِذْنَا إِن نَّسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا رَبَّنَا وَلاَ تَحْمِلْ عَلَيْنَا إِصْرًا كَمَا حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِنَا رَبَّنَا وَلاَ تُحَمِّلْنَا مَا لاَ طَاقَةَ لَنَا بِهِ وَاعْفُ عَنَّا وَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا أَنتَ مَوْلاَنَا فَانصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ)
كما قال الله تعالى: (رَبَّنَا لاَ تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنتَ الْوَهَّابُ)
وكما قال الله تعالى: (رَبَّنَا إِنَّنَا آمَنَّا فَاغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ)
قال الله تعالى: (رَّبِّ اغْفِرْ وَارْحَمْ وَأَنتَ خَيْرُ الرَّاحِمِينَ)
وبالتالي نلاحظ أنه من خلال الآيات السابقة، بدأنا بكلمة ربنا أو ربِ في بداية الدعاء.
رابعًا: أسماء الله الحسنى، وطريقة الدعاء الصحيح
مما لاشك فيه أن استخدام أسماء الله في الدعاء فضلٌ كبير، ولله الأسماء الحسنى فدعوه بها.
ويتضح ذلك بقولك في الدعاء؛ ربي هب لي أنت الوهاب، هنا نلاحظ تأكيدًا على صفته الوهاب، لإعطائه الرجاء من لا شيء.
وكذلك كما في الدعاء، ربي ارزقني فأنت المعطي والرزاق.
خامسًا: ذكر صفتك بالدعاء الصحيح
ذكر صفتك بالدعاء كقولك (رَبَّنَا إِنَّنَا آمَنَّا)، وقولك ربي إني آمنت بك مسبح مستغفر تائب.
وكأنك تذكر علاقتك مع ربك ليحن ويعطف عليك ويرحمك ويستجيب لدعائك.
سادسًا: التأكيد بخواتيم الدعاء بأن الله سميع مجيب للدعاء
فقال الله تعالى: (رَبِّ هَبْ لِي مِن لَّدُنْكَ ذُرِّيَّةً طَيِّبَةً إِنَّكَ سَمِيعُ الدُّعَاء)
من خلال اللآية السابقة يتضح لك التأكيد على الله بالخواتيم، وأن الله سميع مجيب دعوة الداع إذا دعاه.
فالله سبحانه وتعالى هو من يسمع مناجاتك ويجيب لك حاجاتك.
سابعًا: الاعتراف بسيئاتك وأن الله هو الغفار،وطريقة الدعاء الصحيح
قال الله تعالى: (رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنفُسَنَا وَإِن لَّمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِين)
الاعتراف بسيئاتك هو أول طريق الخلاص، وأن الله غفار الذنوب.
تذكر الصفة المتفردة لله؛ أن الله سميع الدعاء، ولا يجيب الدعاء إلاهو، واعترف بسيائك عند منجاتك لله، وأن الله هوالغفور التواب.
ثامنًا: إدخال أسماء الله الحسنى (الخاصة)، في طريقة الدعاء
يفضل إدخال أسماء الله الحسنى في الدعاء، وخاصةً الأسماء التي سنستعرضها لكم، وهي غير الأسماء الخاصة بالصفات التوكيدية التي تم ذكرها في السابق.
وذلك لما لهذه الأسماء من أهمية وأثر حسن في دعائك، وتلك الأسماء هي:
(هُوْ، الله، الحي، القيوم، العظيم، رب، أحد، صمد)، كما هو في الدعاء (حَسْبِيَ اللّهُ لا إِلَـهَ إِلاَّ هُوَ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَهُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ).
تاسعًا: اذكر حاجتك في الدعاء، في تسلسل طريقة الدعاء
الإنسان يذكر في تسلسل دعائه حاجته للدعاء، فعلى سبيل المثال تثبيته للعبادة، كما في الدعاء الذي ورد في الآية الكريمة:
(رَبِّ اجْعَلْنِي مُقِيمَ الصَّلاَةِ وَمِن ذُرِّيَّتِي رَبَّنَا وَتَقَبَّلْ دُعَاء)، أو تدعو بما ورد ذكره بالآية (رَبِّ اشْرَحْ لِي صَدْرِي وَيَسِّرْ لِي أَمْرِي وَاحْلُلْ عُقْدَةً مِّن لِّسَانِي يَفْقَهُوا قَوْلِي)، أو (رَّبِّ زِدْنِي عِلْمًا)، وكذلك هناك من يدعو (رَبِّ لَا تَذَرْنِي فَرْدًا وَأَنتَ خَيْرُ الْوَارِثِينَ)، وهكذا كل شخص يدعو الله حسب حاجته في الدعاء.
عاشرًا: اختم الدعاء بالتسبيح والدعاء للوالدين، في طريقة الدعاء
اجعل خاتمة دعائك التسبيح لله، مثال على ذلك ما يلي:
لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين، سبحانك أنت الله الكفيل المستعان، سبحانك أنت الله أرحم الراحمين، سبحانك أنت الرؤوف الرحيم، فسيكفيكهم الله وهو السميع العليم، بإمكانك إضافة أدعية أخرى.
وبعد ذلك ادعوا لوالديك
ادعوا لوالديك بمثل هذا الدعاء (اللهم اغفر لوالدي جميع ما مضى من ذنوبهم واعصمهم فيما بقي من عمرهم وارزقهم عملًا زكيًا ترضى به عنهما).
بالإضافة إلى قراءة الدعاء (اللهم لا تجعل لهما ذنبًا إلا غفرته، ولا همًا إلا فرجته، ولا حاجة من حوائج الدنيا هي لك رضا ولهما فيها صلاح إلا قضيتها).
وأيضًا قراءة الدعاء (اللهم اشف والدينا شفاءً لا يغادره سقما وألبسهما لباس العافية) ، بإمكانك إضافة أدعية أخرى، كما بامكانك إضافة أدعية أخرى.
الحادي عشر: الخاتمة، طريقة الدعاء الصحيح
قد تبين لكل إنسان أن القرآن الكريم وأدعية الأنبياء هما المصدر الأفضل الذي يستمد الإنسان منه دعاؤه.
وقد علمنا أن الأنبياء هم أفضل من دعا الله، و قد وضحنا في الشرح السابق لكم؛أهم الطرق في صياغة دعائك، للوصول إلى الطريقة الصحيحة للدعاء المستجاب إن شاء الله،
فاتخذ من الأنبياء قدوةً لك في نهج الدعاء لله سبحانه وتعالى.
وسوف نرفق لكم النسخة المنهجية الدُعائية الموجودة بهذا الموقع
https://www.islambook.com/azkar/15/الأدعية-القرآنية
الله أعلم و أحكم
ثامر 🌷🌷