المقدمة :
هل هناك فرق بين معنى بشر وإنسان في القرآن الكريم ؟
سؤال وصلنا من إحدى أزهار قناة الفلك والجفر مع ثامر في اليوتيوب ؛
ومن خلال دراساتنا وتدبرنا في آيات الفرقان، نجاوب على السؤال إن شاء الله تعالى، إجابة واضحة مبسطة في مقالنا التالي
أولاً : معنى كلمة بشر في اللغة :
عند قراءة القرآن الكريم، تجد كلمة بشر وكلمة إنسان ذكروا في العديد من المواضع في القرآن الكريم،
ولكن على حسب سياق الآيات الكريمة ذكرت كلمة بشر وكلمة إنسان كل على حده، وذلك لاختلاف المعنى بين الكلمتين
وعليه نشرح بإسهاب الفرق بينهما
بدايةً، نأخذ معنى كلمة بشر في اللغة العربية ؛
( البشر ) : تعني القشره الخارجيه، بمعنى آخر، بشرة الإنسان، الظاهر الخارجي للشيء
على سبيل المثال ؛ هذه البشره جافه، أو بشرة جميلة رطبه، تختص كلمة البشر والبشره في القشره،
أحد معانيها في اللغة القشره الخارجية لجسم هذا الإنسان.
كما جاء وصف البشرة أيضاً من البشائر والبشرى للأمر الجميل أيضًا .
أصل الكلمة وجذرها : بشر ( بشرة – بشر – بشرى – بشائر )
ثانياً: كلمة بشر في القرآن الكريم :
في كتاب الفرقان تم استخدام كلمة البشر للوصف الخلقي الجمالي للإنسان أو غير الإنسان حتى من الكائنات، لكن في تشبيهه إلى الإنسان،
للتوضيح ؛
كما جاء في سورة مريم ، قال تعالى :
(فَاتَّخَذَتْ مِن دُونِهِمْ حِجَابًا فَأَرْسَلْنَا إِلَيْهَا رُوحَنَا فَتَمَثَّلَ لَهَا بَشَرًا سَوِيًّا (17))
إنسان جميل كامل الخلق سوياً كامل الخلقه بشراً جميل يعني ان هذا المخلوق جميل
كذلك ؛ في سورة يوسف، قال تعالى :
{ فَلَمَّا سَمِعَتْ بِمَكْرِهِنَّ أَرْسَلَتْ إِلَيْهِنَّ وَأَعْتَدَتْ لَهُنَّ مُتَّكَأً وَآتَتْ كُلَّ وَاحِدَةٍ مِّنْهُنَّ سِكِّينًا وَقَالَتِ اخْرُجْ عَلَيْهِنَّ ۖ فَلَمَّا رَأَيْنَهُ أَكْبَرْنَهُ وَقَطَّعْنَ أَيْدِيَهُنَّ وَقُلْنَ حَاشَ لِلَّهِ مَا هَٰذَا بَشَرًا إِنْ هَٰذَا إِلَّا مَلَكٌ كَرِيمٌ (31) }
في نفس السياق، أن أعلى درجات الجمال لهذا المخلوق هو البشر، ولكن جمال هذا الشخص أعلى من جمال البشر، وهنا إشارة أن كلمة بشر تخص الجمال
حيث من الممكن أن يقولوا هذا إنسان أن هذا إلا ملك كريم، ولكن تم التخصيص بكلمة بشر بل هو أعلى من البشر إشارة على أن كلمة بشر تُعنى بالجمال
إذاً ؛ تأتي للصفة الجمالية التي تكون متكاملة أو رفيعه الجمال الخلقي هذا هو البشر، بمعنى صفه تعود الى نفس المخلوق( كلمة بشر ) .
ثالثاً : كلمة إنسان في اللغة :
معنى إنسان في اللغة العربية : الكائن العاقل أو مخلوق حي مفكر
أصل كلمة إنسان وجذرها : أُنس، وتأتي أيضاً، لصفة الإنسان والجن والفرق بين باقي المخلوقات،
وتعنى الظهور بعكس الجن على سبيل المثال ( الجن مخفي )
كذلك عند جذر الكلمة ( أُنس ) تعني المخلوق الظاهر الموجود الذي لديه الفطرة السليمة في حب الحياة الاجتماعية، التواجد، المعرفة، حب الاطلاع، حب العلاقات العامه .
لذلك عندما يصاب إنسان بالمس، أول شيء يأتي في ذهن الشيطان هو :
بماذا يقوم ويعزل هذا الإنسان وجعله لا يحب الاختلاط والحياة الاجتماعية، لأن طبيعة الإنسان اجتماعي .
رابعاً : معنى كلمة إنسان في القرآن :
نأخد بعض من آيات الفرقان التي جاء بها ذكر الأنسان ؛
قال تعالى :
بسم الله الرحمن الرحيم
( وَجِيءَ يَوْمَئِذٍ بِجَهَنَّمَ ۚ يَوْمَئِذٍ يَتَذَكَّرُ الْإِنسَانُ وَأَنَّىٰ لَهُ الذِّكْرَىٰ
سورة الفجر: 23
( وَخُلِقَ الْإِنْسَانُ ضَعِيفًا) 28
سورة النساء:28
ذُكرت كلمة إنسان في ٥٥ موضعاً في آيات القرآن الكريم
وكان من المعروف أن الله عز وجل، عندما يخاطب الإنسان في محكم آياته يبتعد عن الوصف الخلقي في الجمال أو غير الجمال، كان الخطاب بكلمة إنسان
بمعنى آخر ؛ كلمة إنسان في القرآن كما وضحنا معناها سابقاً في اللغة تعني الكائن الظاهر الحي المفكر العاقل ذو صفات معينة ؛
الخاتمة :
إن الفرق بين معنى كلمة بشر وكلمة إنسان في القرآن الكريم ؛
أن كلمة البشر تعني المتكامل، الخلقة الجميلة المتكاملة ؛ صفة خارجية للإنسان تُنسب للجمال
أما كلمة إنسان تعني صفات تُميز مخلوق حي عن غيره من المخلوقات كما ذكرنا شرحها آنفاً في المقال .
والله تعالى أعلم وأحكم
ثامر 🌷🌷
المصدر : محبين الفلك والجفر مع ثامر
نرجو أن نكون قد وفقنا في تقديم الاستفادة الكاملة والإجابة المبسطة الواضحة على سؤال أزهار قناتنا
قد يهمك أيضاً مقال / قصة طالوت وجالوت وسيدنا داوود عليه السلام كذلك انظر مقال / هل المقصود بكلمة عباداً في القرآن الكريم المؤمنين فقط ؟