الطب النبوي الشريف ” في علاج داء الحريق واطفائه “
في علاج داء الحريق واطفائه :
لما كان الحريق سببه النار ، وهي مادة الشيطان التي خلق منها ، وكان فيه الفساد العام ما يناسب الشيطان بمادته وفعله ، كان للشيطان اعانة عليه وتنفيذ له ، وكانت النار تطلب بطبعها العلو والفساد وهذان الامران وهما العلو في الارض والفساد هما مادة الشيطان ، واليهما يدعو ، وبهما يهلك بني ادم ، فالنار والشيطان كل منهما يريد العلو في الأرض والفساد ، وكبرياء الرب عز وجل تقمع الشيطان وفعله ، ولهذا كان تكبير الله -عز وجل – له أثر في إطفاء الحريق ، فان كبرياء الله عز وجل لا يقوم لها شئ ، فإذا كبر المسلم ربه ، اثر تكبيره في خمود النار وخمود الشيطان التي هي مادته ، فيطفئ الحريق ، وقد جربنا نحن وغيرنا هذا ، فوجدناه كذلك .
في حفظ الصحة بالطيب :
لما كانت الرائحة الطيبة غذاء الروح ، والروح مطية القوى ، والقوى تزداد بالطيب ، وهو ينفع الدماغ والقلب ، وسائر الاعضاء الباطنية ، ويفرح القلب ، ويسر النفس ويبسط الروح ، وهو أصدق شئ للروح ، وأشده ملاءمة لها ، وبينه وبين الروح الطيبة نسبة قريبة كان احد المحبوبين من الدنيا إلى أطيب الطيبين صلوات الله وسلامه عليه وعلى اله اجمعين …
قال النبي صلى الله عليه وسلم : (( من عرض عليه طيب ، فلا يرده ، فأنه خفيف المحمل طيب الرائحة )) (( ان الله طيب يحب الطيب ، نظيف يحب النظافة ، كريم يحب الكرم ، جواد يحب الجود ، فنظفوا افناءكم وساحاتكم ، ولا تشبهوا بالذين يجمعون الأكبر في دورهم )) وقال ايضا صلى الله عليه وسلم (( ان الله طيب يحب الطيب ، نظيف يحب النظافة ، كريم يحب الكرم ، جواد يحب الجود ، فنظفوا افناءكم وساحاتكم ، ولا تشبهوا بالذين يجمعون الأكبر في دورهم ))…
وفي الطيب من الخاصية ، ان الملائكة تحبه ، والشياطين تنفر عنه ، وأحب شئ الى الشياطين الرائحة المنتنة الكريهة ، فالأرواح الطيبة تحب الرائحة الطيبة ، والأرواح الخبيثة تحب الرائحة الخبيثة ، وكل روح تميل إلى ما يناسبها ، في الخبيثات للخبيثين ، والخبيثون للخبيثات ، والطيبات للطيبين ، والطيبون للطيبات ، وهذا وإن كان في النساء والرجال ، فإنه يتناول الأعمال والأقوال ، والمطاعم والمشارب ، والملابس والروائح ، إما بعموم لفظه ، او بعموم معناه .
في حفظ صحة العين :
أن النبي صلى الله عليه وسلم كانت له مكحلة يكتحل منها ثلاثا في كل عين ..
وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم اذا اكتحل يجعل في اليمنى ثلاثة ، يبتدئ بها ، ويختم بها ، وفي اليسرى اثنين …
وقال صلى الله عليه وسلم (( من اكتحل فليوتر )) .
فهل الوتر بالنسبة الى العينين كلتيهما ، فيكون في هذه ثلاث ، وفي هذه اثنتان ، واليمنى اولى بالابتداء والتفضيل ، أو هو بالنسبة الى كل عين ، فيكون في هذه ثلاث ، وفي هذه ثلاث …
وفي الكحل حفظ لصحة العين ، وتقوية للنور الباصر ، وجلاء لها ، وتلطيف للمادة الرديئة ، واستخراج لها مع الزينة في بعض أنواعه ، وله عند النوم مزيد فضل لاشتمالها على الكحل ، وسكونها عقيبه عن الحركة المضرة بها ، وخدمة الطبيعة لها ، وللاثمد من ذلك خاصية .
قال النبي صلى الله عليه وسلم : (( خير أكحالكم الاثمد يجلو البصر وينبت الشعر )) …
المصدر : ابن القيم …
اقراء/ي ايضاً | الطب النبوي الشريف “مرض الابدان “
اضغط هنا لمتابعة قناة الفلك والجفر مع ثامر عبر اليوتيوب