الطب النبوي: العلاج برقية اللديغ بالفاتحة

Venus
دقيقة للقراءة
العلاج برقية اللديغ بالفاتحة

العلاج برقية اللديغ بالفاتحة

من المعروف أن بعض الكلام له خواص ومنافع مجربة. فما الظن بكلام رب العالمين ، الذي فضله على كل كلام ، كفضل الله على خلقه الذي هو الشفاء التام. و فيه العصمة النافعة ، والنور الهادي ، والرحمة العامة ، الذي لو أُنزل على جبل لتصدع من عظمته وجلالته .

قال تعالى في سورة الاسراء آية رقم (٨٢) : ( وننزل من القران ما هو شفاء ورحمة للمؤمنين ). فما الظن بفاتحة الكتاب التي لم ينزل مثلها في القران ، ولا في التوراة ولا في الانجيل ، ولا في الزبور. هي المتضمنة لجميع معاني كتب الله ، المشتملة على ذكر أصول اسماء الرب تعالى ومجامعها ، وهي ( الله ) و ( الرب ) و ( والرحمن ) و فيها ( إثبات المعاد ) و ( ذكر التوحيدين ، توحيد الربوبية وتوحيد الألوهية ) .

فقد فذكر توحيد الربوية ، وتخصيصه سبحانه بذلك ، وذكر أفضل دعاء على الإطلاق وانفعه ، وما العباد احوج شيء إليه ، وهو الهداية الى صراطه المستقيم ، المتضمن كمال معرفته وتوحيده وعبادته ، بفعل ما أمر به ، واجتناب ما نهى عنه ، والاستقامة عليه إلى الممات .

ويتضمن ذكر أصناف الخلائق وانقسامهم الى منعم عليه بمعرفة الحق ، والعمل به ، ومحبته ، وايثاره ، ومغضوب عليه بعدوله عن الحق بعد معرفته له ، وضال بعدم معرفته له ، وهؤلاء أقسام الخليقة مع تضمنها لإثبات القدر ، والشرع ، والاسماء ، والصفات ، والمعاد ، والنبؤات ، وتزكية النفوس ، وإصلاح القلوب ، وذكر عدل الله وإحسانه ، والرد على جميع أهل البدع والباطل ، لان يستشفى بها من الاددواء ، ويُرقى بها اللديغ …

- Advertisement -

فما تضمنته الفاتحة من إخلاص العبودية والثناء على الله ، وتفويض الأمر كله إليه ، والاستعانة به ، والتوكل عليه ، وسؤاله مجامع النعم كلها ، وهي الهداية التي تجلب النعم، وتدفع النقم ، من أعظم الأدوية الشافية.

الطب النبوي: علاج برقية اللديغ بالفاتحة

الطب النبوي الشريف . ” العلاج برقية اللديغ بالفاتحة “

فقد انطلق نفر من الصحابة في سفرة حتى نزلوا في إحدى أحياء العرب فاستضافوهم ، فلُدغ سيد الحي ، فسعوا له بكل شيء ولكن لا ينفعه شيء ، فقالوا : أيها الرهط ، إن سيدنا لُدغ ، وسعينا بكل شيء ولم ينفعه شيء ، فهل عند أحد منكم من شيء ، فقال بعضهم ؛ نعم والله إني لارقي ، فانطلق يتفل عليه ، ويقرأ ( الحمد لله رب العالمين ) فكأنما أُنشط من عِقال ، فانطلق يمشي وما به قلبة ( انقلب او تغير ) . فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( خير الدواء القرآن ) .

ولا ريب ان هاتين الكلمتين من سورة الفاتحة آية رقم ٤ ( اياك نعبد واياك نستعين ) من اقوى اجزاء هذا الدواء في الرقية ، فان فيهما من عموم التمريض والتوكل ، والالتحاء والاستعانة ، والافتقار والطلب والجمع بين أعلى الغايات ، وهي عبادة الرب وحده ، وأشرف الوسائل وهي الاستعانة به على عبادته ما ليس في غيرها ، ولقد مر بي وقت بمكة سقمت فيه ، وفقدت الطبيب والدواء ، فكنت اتعالج بها ، أخذ شربة من ماء زمزم ، واقرؤها عليها مرارا، ثم اشربه ، فوجدت بذلك البرء التام ، ثم صرت اعتمد ذلك عند كثير من الأوجاع ، فالنفع بها غاية الانتفاع

وفي تأثير الرقي بالفاتحة وغيرها في علاج ذوات السموم سر بديع ، فإن ذوات السموم أثرت بكيفيات نفوسها الخبيثة ، وسلاحها حمتها التي تلدغ بها ، وهي لا تلدغ حتى تغضب ، فاذا غضبت ، ثار فيها السم ، فتقذفه .

- Advertisement -

وقد جعل الله سبحانه لكل داء دواء ، ولكل شئ ضدا ، ونفس الراقي تفعل في نفس المرقي ، فيقع بين نفسيهما فعل وانفعال ، كما يقع بين الداءٍ والدواء ، فتقوى نفس الراقي وقوته بالرقية على ذلك الداء ، فيدفعه باذن الله ، ومدار تاثير الادوية والادواء على الفعل والاِنفعال .

وهو كما يقع بين الداء والدواء الطبيعيين ، يقع بين الداء والدواء الروحانيين ، والروحاني والطبيعي ، وفي النفث والتفل اِستعانة بتلك الرطوبة والهواء ، والنفس المباشر للرقية ، والذكر والدعاء .

فان الرقية تخرج من قلب الراقي وفمه ، فاذا صاحبها شيء من أجزاء باطنه من الريق والهواء والنفس ، كانت أتم تأثيرا ، وأقوى فعلا ونفوذا ، ويحصل بالازدواج بينهما كيفية مؤثرة شبيهة بالكيفية الحادثة عند تركيب الأدوية . فنفس الراقي تقابل تلك النفوس الخبيثة ، وتزيد بكيفية نفسه ، وتستعين بالرقية وبالنفث على إزالة ذلك الأثر ، وكلما كانت كيفية نفس الراقي أقوى ، كانت الرقية أتم ، واستعانته بنفثه كاستعانة تلك النفوس الرديئة بلسعها .

- Advertisement -

وفي النفث سر آخر فإنه مما تستعين به الأرواح الطيبة والخبيثة ، ولهذا تفعله السحرة كما يفعله أهل الإيمان. قال تعالى ( ومن شر النفاثات في العقد ) وذلك لأن النفس تتكيف بكيفية الغضب والمحاربة ، وترسل أنفاسها سهاماً لها ، وتمدها بالنفث والتفل الذي معه شيء من الريق مصاحب لكيفية مؤثرة. والسحرة تستعين بالنفث استعانة بينة. وإن لن تتصل بجسم المسحور ، بل تنفث على العقدة وتعقدها. وتتكلم السحر ، فيعمل ذلك في المسحور بتوسط الأرواح السفلية الخبيثة ، فتقابلها الروح الزكية الطيبة بكيفية الدفع والتكلم بالرقية ، وتستعين بالنفث ، فايهما كان الأقوى كان الحكم له . فمقابلة الأرواح بعضهما لبعض ومحاربتها من جنس مقابلة الاجسام ، ومحاربتها

الطب النبوي: علاج برقية اللديغ بالفاتحة

الطب النبوي الشريف . ” العلاج برقية اللديغ بالفاتحة “

المصدر : ابن القيم …

اضغط هنا لمتابعة قناة الفلك والجفر مع ثامر عبر اليوتيوب

إقراء/ئي ايضا | الطب النبوي الشريف : ” علاج الصداع والشقيقة “

مشاركة