آية الكرسي وهي آية رقم ( 255 ) من سورة البقرة , وعُرفت بكونها سيدة القرآن الكريم

وعليه فإن لها فوائد عظيمة للحفظ والبركة , ولكن ليس هذا ما سنتطرق له في مقالنا

من خلال دراساتنا وتدبرنا لآيات الفرقان لنا وجهة نظر في شرح جزء من الآية الكريمة  نعرضه لكم في المقال التالي ..

آية الكرسي ( 255 ) من سورة البقرة :

(( بسم الله الرحمن الرحيم ))

اللَّهُ لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ ۚ لَا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلَا نَوْمٌ ۚ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ ۗ مَنْ ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلَّا بِإِذْنِهِ ۚ يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ ۖ وَلَا يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِنْ عِلْمِهِ إِلَّا بِمَا شَاءَ ۚ وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ ۖ وَلَا يَئُودُهُ حِفْظُهُمَا ۚ وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ

نشرح بعض من كلمات آية الكرسي الكريمة بالتفصيل :

أولاً :

( الله ) عز وجل :

الله لفظ الجلالة عرف باسمه , ونادى نفسه به جل وعلا

كذلك ورد في سورة طه عندما أراد الله تعالى تعريف نفسه لحبيبه موسى عليه السلام بقوله انا ( الله )

ثانياً :

 ( لا إله إلا ) بشكل مختصر تعني :

لا النهي , لا الناهية , هذا يعني لا يوجد إله إلا هو جل وعلا

ثالثاً :

( هو ) : و هل هو الاسم الأعظم في آية الكرسي ؟

عند مفسرين القرآن ( هو ) أُعتبر للإشارة والعودة الى الله تعالى كضمير منفصل

ولكن بالنسبة لنا ( هو ) اسم من أسماء الله عز وجل

 بالإضافة إلى ذلك كان معروف بالسابق بهوه , هوه ,  يهوه , هو .

لذلك اعتُبِر حسب التحليل الرقمي ( علم الحرف والرقم )  لاسم الله تعالى الأعظم أن ( هو ) جزء من أجزاء الاسم

 رابعاً :

( الحي ) : من أسماء الله تعالى الحسنى في آية الكرسي

الحي عكس الموت , يعطي معنى الخلود , الله لا اله الا هو الحي

لماذا لا اله الا هو ؟ لأنه حي لا يموت

عكس الاصنام مثلاً فهي كائن غير حي

على سبيل المثال : البقرة لعابدي البقر ( حيوان ) وعليه هي كائن يموت .. الخ

خامساً :

( القيوم ) : هل هو جزء من اسم الله تعالى الأعظم ؟

القيوم صاحب كل الخلق ومخطط لكل خلقه ومرتبه ومحسن إبداعه ووظيفته , اسم شامل لجميع الأسماء الحسنى بنظرنا , القيوم يدخل به :

( الرزق , الحي , الشهادة , الكبير المتعال )

بعبارة أخرى كل اسم أو صفة لله تعالى يدخل بها القيوم

ومن ناحية أخرى, القيوم يرعاك ويحرسك . كل شيء من صفات الله تدخل باسم القيوم , ومن وجهة نظرنا في علم الحرف والرقم هو جزء من اسم الله تعالى الأعظم انظر مقال / شرح قوله تعالى (بسم الله الرحمن الرحيم ) – ” هل لها شرح آخر في علم الحرف والرقم ؟ “

سادساً :

 ( لا تأخذه سنة ولا نوم ) :

لا تأخذه لا تغلبه , سِنة بكسر السين ( ينعس )

هذا يعني : ( لا يغلبه النعاس ) لا يذهب تدبيره بسبب النعاس

( ولا نوم ), لا ينام لأنه المدبر , والنوم عكسهُ الاستيقاظ

سابعاً :

 ( له ما في السموات وما في الأرض  ) ولنا هنا كذلك وجهة نظر :

( له ) تعود الى الله تعالى ، ككلمة (  ل هو ) , وكما أوضحنا (  هو )  اسم الله بالنسبة لنا

 وهنا بالنسخ والضمة ذهبت الواو لِ هو , ( ل ) تفيد الملكية ( ل هو ) أي إلى الله تعالى

كذلك تعود الهاء الى الله تعالى في افتتاح الآية

ومع ذلك لا يختلف المعنى, لكن الاختلاف بيننا وبينهم على اسم هوه او يهوه هو ” هُ “

 ( ما ) : بالنسبة لهم ( ما وإنما ) كافة

أما بالنسبة لنا, فتفيد الاحتواء الشامل للجنس 

وهذا يعني أنه بحذفها لا يختلف المعنى  وتكون في نفس السياق

( له في السماوات والأرض ) نفس معنى (  له ما في السماوات وما في الأرض)

لا يتأثر المعنى ،  شامل للجنس ، جماد ، حيوان , ذكر أو انثى

علاوة على ذلك , يملك ويعلم كل  شيء على وجه الأرض وباطنها , وبين الأرض والسماء الذي يسمى بالعلم المساحة الفضائية وما  في داخل هذه السماوات

وبالتأكيد, ثبت بالمعراج وجود المخلوقات في السماوات

وأثبتت الصافات وجود الشياطين في الفضاء

بالإضافة إلى ذلك, أثبتت آيات سليمان عليه السلام وجود جن في البحر يغطس

والأهم من هذا كله أن الله تعالى يعلم كل ذلك ويسير بأمره .

ثامناً :

 ( من ذا الذي ) :

لاستنكار العلو

مثال :

شخص  شتمك ، من هذا الشخص الذي تجرأ على أن يشتمني , أنا مستواي أعلى منه ..

بعبارة أخرى, من يتجرأ على فعل هذا الشيء….؟

تاسعاً :

( يشفع عنده إلا بإذنه ) :

 بالسابق كانوا يعبدون الروح في الأصنام ويتقربون بها إلى الله تعالى زلفى ,  وورد ذكرهم باسم المشركين

كما كانوا يعتبرون أن مِن سلالة  أبناء نوح وغيرهم من البشر, من يشفعون للناس

ونتيجة لذلك يتنزه الله تعالى ويتعالى, فيقول : من هؤلاء الذين انتم تتقربون لهم , إذا كنت أُريد أن أرضى لأحد الشفاعة

فالشفاعة بإذني وبأمري وبمن أشاء ..

بمعنى آخر ..

أنا الذي  أُعطي الاذن أن أقبل شفاعة او أرفضها , أنت لا تجبرني أن فلاناً يكون شفيعاً

علاوة على ذلك يمكن أن أجعل قطة أنت أطعمتها , تشفع لك , أو كلب عطشان أنت سقيته, يشفع لك .

الله تعالى له مطلق الحرية بأن يأذن للشفاعة لمن أراد هو .. هو ملك الملوك جل وعلا .

عاشراً :

( يعلم ما بين أيديهم وما خلفهم ) :

الله تعالى يعلم حاضرك وماضيك وكل شيء أنت تراه , وهو ما يُعرف بعالم الشهادة , وما خلفهم أي ( المستقبل )

وأي شخص ينم عليك ( النميمة) … شخص شتمك بغيابك … آخرتك ، جنتك ،نارك ،عقلك ،نفسك ،وسوستك

كل شيء غير معلوم لك وغير ملموس أو ملموس ولم يحدث لك إلى الآن يعلمه الله جل وعلا .

الختام

(( ولا يحيطون بشيء من علمه إلا بما شاء )) , وهذا من وجهة نظرنا, في شرح جزء من آية الكرسي, وأن ( هو الله الحي القيوم ) اسم الله تعالى الأعظم

انظر ايضاً مقال / شرح قوله تعالى (بسم الله الرحمن الرحيم ) – ” هل لها شرح آخر في علم الحرف والرقم ؟ “

الله تعالى أعلم وأحكم

ثامر

المصدر : الفلك والجفر مع ثامر