رفع السحر-حشر الشياطين
وصلنا سؤال من إحدى أزهار القناة، عن رفع السحر من الأرض و حشر الشياطين في الكواكب الفضائية؛ وتطهير جميع المنازل، والأجساد من شر الشياطين،؛ وتوقف السحر. ويعود السبب بانطلاق طاقة وقوة نورانية انتشرت بالأرض وأزالت الخبث.
الطاقة النورانية: هو مصطلح صوفي، يعتمد على أفكار متعددة، تتلخص بالإيجابية الجسدية والروحية. ولذلك، قد بينّا في مواضيع متعددة عن أسس علم الطاقة الحقيقي تحت عنوان
أولاً: رأي الحكم الشرعي، هل سمعت بالطاقات الايجابية الكبرى والصغرى ؟ وكيف تستقطبها ؟
ثانياً: ما هي مصادر أهم المصادر التي تدمر الطاقة الإيجابية ؟
ثالثاً: ماهي الشاكرات ؟ كيف نحصل على الحماية الربانية ونفعل دور الملائكة ؟
رفع السحر وإيقاف السحرة داخل الأرض بالإعتماد على وجهة نظرنا في كتاب القران، وتفكرنا فيه (ليس تفسير) هذه القاعدة منافية لبعض الآيات القرآنية.
علينا ان نعلم مسالة مهمة حول معجزة القران الكريم، تتلخص معجزة القران الكريم في العديد من الاعجازات المثبتة المتفق عليها، من اهم هذه الإعجازات :
الإعجاز اللغوي: يعد الإعجاز اللغوي المحور الرئيسي والأساس القائم في آيات الذكر الحكيم؛ والميزة الأولى التي تحدّى الّلهُ عَزّ وجَلّ فيها الجميع ان يأتي بفصاحة وبلاغة وحسن بيان القرآن الكريم قال تعالى {قُلْ لَئِنِ اجْتَمَعَتِ الْإِنْسُ وَالْجِنُّ عَلى أَنْ يَأْتُوا بِمِثْلِ هذَا الْقُرْآنِ لا يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيراً}. [الإسراء: 88]
عند التدبر في القرآن الكريم نعلم ان اللغة القائمة على النحو والصرف متقنة بشكل إعجازي إلهي ولا يوجد فيه أي خطأ واحد يتعلق باللغة؛ قال تعالى (( ذَٰلِكَ الْكِتَابُ لَا رَيْبَ ۛ فِيهِ ۛ هُدًى لِّلْمُتَّقِينَ ))
عند الوقوف على هذا الجزء من الاية في سورة البقرة (( وَاتَّبَعُوا مَا تَتْلُو الشَّيَاطِينُ عَلَىٰ مُلْكِ سُلَيْمَانَ ۖ وَمَا كَفَرَ سُلَيْمَانُ وَلَٰكِنَّ الشَّيَاطِينَ كَفَرُوا يُعَلِّمُونَ النَّاسَ السِّحْرَ وَمَا أُنزِلَ عَلَى الْمَلَكَيْنِ بِبَابِلَ هَارُوتَ وَمَارُوتَ )) لغويا تنافي نظرية توقف السحر ورفعه عن الأرض.
وَاتَّبَعُوا» الواو عاطفة ، اتبعوا فعل ماض مبني على الضم والواو فاعل. «ما» اسم موصول مفعول به والجملة معطوفة. «تَتْلُوا» فعل مضارع مرفوع بالضمة المقدرة على الواو للثقل.
«الشَّياطِينُ» فاعل
«عَلى مُلْكِ» جار ومجرور متعلقان بتتلو
«سُلَيْمانَ» مضاف إليه مجرور بالفتحة نيابة عن الكسرة ممنوع من الصرف للعلمية وزيادة الألف والنون والجملة صلة الموصول والعائد محذوف تقديره ما تتلوه
«وَما» الواو حالية، ما نافية
«كَفَرَ سُلَيْمانُ» فعل ماض وفاعل والجملة حالية
«وَلكِنَّ» حرف مشبه بالفعل يفيد الاستدراك
«الشَّياطِينُ» اسمها
«كَفَرُوا» فعل ماض والواو فاعل والجملة خبر لكن
«يُعَلِّمُونَ» فعل مضارع مرفوع بثبوت النون والواو فاعل
«النَّاسَ» مفعول به أول
«السِّحْرَ» مفعول به ثان
«وَما» الواو عاطفة ما موصولة معطوفة على السحر وجملة يعلمون حالية وقيل خبر ثان
«أُنْزِلَ» فعل ماض مبني للمجهول ونائب الفاعل هو
«عَلَى الْمَلَكَيْنِ» متعلقان بالفعل أنزل.
«بِبابِلَ» بابل أسم مجرور بالفتحة بدل الكسرة ممنوع من الصرف للعلمية والعجمة والجار والمجرور متعلقان بالفعل أنزل أو بحال من الملكين
«هارُوتَ وَمارُوتَ» بدل من الملكين مجرور بالفتحة نيابة عن الكسرة ممنوع من الصرف للعلمية والعجمة.
عند التدقيق في إعراب هذه الآيات المباركة والوقوف على الأفعال نجد غالبية الافعال هي ماضية اي وقعت وانتهت مثل
اتبعوا
كفر
كفروا
انزل
تجدها انها ماضية ببساطة الا كلمة واحدة وهي يعلمون !!
قال الّلهُ عَزّ وجَلّ يعلمون
يعلمون: هي عبارة عن فعل مضارع يفيد الاستمرارية المطلقة. ولم نجد تخصيص في آيات أخرى توقف عملية الاستمرارية لتعلم السحر سوى النفخة الاولى في الصور. هذه الآية، تعارض تماماً نظرية إيقاف السحر، ورفعه، وإيقاف السحر، وفتنتهم على الارض.
حقيقة حشر الشياطين في الكواكب الفضائية
خلق الّلهُ عَزّ وجَلّ الفضاء في إسمه العلمي الحديث وابدع سبحانه في خلقه. بين الّلهُ عَزّ وجَلّ الكثير من أنواع ومهمات الخلق الفضائي في آيات الذكر الحكيم ومن هذه الايات وهذا الخلق الكواكب.
سورة الصافات تنفي وتعاكس نظرية حشر الشياطين في الكواكب
قال تعالى: في فواتيح سورة الصافات:
(٥) رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا وَرَبُّ الْمَشَارِقِ(٦) إِنَّا زَيَّنَّا السَّمَاء الدُّنْيَا بِزِينَةٍ الْكَوَاكِبِ (٧) وَحِفْظًا مِّن كُلِّ شَيْطَانٍ مَّارِدٍ (٨) لا يَسَّمَّعُونَ إِلَى الْمَلإِ الأَعْلَى وَيُقْذَفُونَ مِن كُلِّ جَانِبٍ (٩) دُحُورًا وَلَهُمْ عَذَابٌ وَاصِبٌ (١٠) إِلاَّ مَنْ خَطِفَ الْخَطْفَةَ فَأَتْبَعَهُ شِهَابٌ ثَاقِبٌ (١١) لنا هنا كذلك وجهة نظر خاصة وليس تفسير للقرآن معتمد.
أشار الّلهُ عَزّ وجَلّ هنا عن المساحة المتعلقة بين السماء والأرض بما تسمى علميًا بالفضاء، إلى ان تصل الى السقف المحفوظ المعروف دينيا. وذكر جلَّ وعلا الكواكب ووظيفتها في هذا الفضاء، ومن هذه الوظائف المتعلقة في الكواكب هي أولا زينة للناظرين لاظهار حسن الخلق وقدرته واعجازه.
ثانيا: سلاح ردع من تسلل الشياطين، ومن استطاع من الشياطين أن يتجاوز هذا الكوكب يأتيه شهاب ثاقب مباشرة للإطاحة به وإرجاعه على سطح الأرض.
فكيف تحشرهم في الفضاء؟ وهو محرم عليه الآن الجلوس فيه، وكيف يحشرون داخل الكواكب؟ وهي مخلوقة لصد تطفلهم والإطاحة بهم ، أنت في هذه النظرية كأنك تقول بأن أجمل مكان لاختباء النار هو الماء !! وهذا أمر خاطىء مضاد للطبيعة الخَلقية.
رأي اللغة الاعرابي بالآية الواردة في سورة الصافات آية (٨): لَّا يَسَّمَّعُونَ إِلَى ٱلۡمَلَإِ ٱلۡأَعۡلَىٰ وَيُقۡذَفُونَ مِن كُلِّ جَانِبٖ.
(لا يَسَّمَّعُونَ): لا نافية ومضارع مرفوع بثبوت النون وفاعله والجملة استئنافية لا محل لها (إِلَى الْمَلَإِ): متعلقان بيسمعون (الْأَعْلى): صفة (وَيُقْذَفُونَ): الواو حرف عطف ومضارع مرفوع بثبوت النون والواو نائب فاعل والجملة معطوفة على ما قبلها لا محل لها. (مِنْ كُلِّ): متعلقان بيقذفون (جانِبٍ) مضاف إليه
كذلك هنا تثبت اللغة عملية وظيفة هذه الكواكب مستمرة إلى يوم الدين بالردع والتحصين في السماء. اعتراف الجن والشياطين انها أُغلقت عليهم أبواب السماء والنفوذ فيها.
قال تعالى: في سورة الجن آية (٨ ) وَأَنَّا لَمَسْنَا السَّمَاء فَوَجَدْنَاهَا مُلِئَتْ حَرَسًا شَدِيدًا وَشُهُبًا (٩) وَأَنَّا كُنَّا نَقْعُدُ مِنْهَا مَقَاعِدَ لِلسَّمْعِ فَمَن يَسْتَمِعِ الآنَ يَجِدْ لَهُ شِهَابًا رَّصَدًا.
وتكرر عملية فعل الماضي والمضارع؛ كذلك في لمسنا، ويستمع، يجد له شهابا: دالة الماضي ودالة المضارعه والاستمرارية في التحصين وقذف الشياطين.
رفع السحر-حشر الشياطين
الله أعلم وأحكم …
ثامر 🌷🌷
رفع السحر-حشر الشياطين