أحبائي في المقالة السابقة: التسبيح فوائده وحكمه الشرعي شرحنا عن أهمية وفضل التسبيح، من وجهة نظر الأستاذ ثامر.
في هذه المقالة سنقوم بشرح الاستغفار لما فيه من أهمية وفضل كبير في الحياة الدنيا والآخرة.
ما هو الإستغفار؟
الاستغفار هو طلب المغفرة، والعفو، والرحمة من الله تعالى؛ مع اقتران هذا الطلب بإسم الله.
والتوسل إليه والإقرار بألوهيته والتوبة والتراجع عن جميع الذنوب والمعاصي وكل ما يغضب الله.
الإعراب والحكم/ والدليل الشرعي للاستغفار
قال الله تعالى:
فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا، يُرْسِلِ السَّمَاء عَلَيْكُم مِّدْرَارًا، وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَل لَّكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَل لَّكُمْ أَنْهَارًا. (سورة نوح-١٠-١١-١٢).
فقلت استغفروا فعل ماض مقترن بفعل أمر، وكذلك يدل على الاستمرارية في الإعجاز اللغوي.
كلمة (قلت) تعود على سيدنا نوح عليه السلام ، فقال استغفروا كما هو مذكور في الآية الكريمة أعلاه.
جاءت كلمة استغفروا فعل أمر؛ كما أنها تدل على الاستمرارية، وتدل على الزمان أي استغفروا الآن واستغفروا أيضًا للمستقبل.
(يرسل): فعل مضارع يدل على المستقبل، أي بمعنى أن الله سوف يرسل لك بالمستقبل، ويكافئك لأجل استغفارك كل الخير، وكل أنواع الرزق.
الاستغفار هو أمر يفيد الوجوب، مقترن بتكفير الذنوب التي اقترفناها؛ وجعل الله الاستغفار شيئًا ملموسًا وللتوضيح أكثر.
الذنوب مقترنة بشيء ملموس وكذلك بشيء حسي، ما معنى حسي: كلمة حسي هي شيء غير ملموس، أي الشيء الذي نشعر به بحواسنا.
على سبيل المثال:
عند شتم إنسان أو ضربه هذا يعتبر أمر حسي وملموس (الشتم شيء حسي)، (والضرب شيء ملموس). هنا للتكفير عن الذنوب عليك بالاستغفار.
وأيضًا الذنوب والآثام درجات، كما أنه هناك الكبائر والصغائر، والموبقات التي ذكرناها في مقالات سابقة.
(فوائد الإستغفار وأهميته في الحياة)
اولا: استغفروا ربكم انه كان غفارا
قال الله تعالى: (وَاسْتَغْفِرِ اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ غَفُورًا رَّحِيمًا)، النساء (١٠٦).
الإستغفار للوصول إلى المغفرة من وجهة نظر الأستاذ ثامر-حفظه الله-
هو طريق الخلاص من الخطيئة ثم الإعتراف بالخطيئة، ثم التوقف عنها؛ ومن ثم الوصول إلى المغفرة -بإذن الله وهو التواب الرحيم.
بالإكثار من الاستغفار تغفر ذنوبك، وتنال جنات الدنيا والآخرة إن شاء الله، الاستغفار هنا مسألة محسوسة ومادية.
ثانيًا: يرسل السماء عليك مدرارًا
بكثرة الاستغفار يمدكم الله بكل أنواع الرزق من مال وأمطار وخيرات من السماء، لأن الله تبارك تعالى يقول:
(وَفِي السَّمَاءِ رِزْقُكُمْ وَمَا تُوعَدُونَ) سورة الذاريات (٢٢).
بمعنى كل الخير بالمطلق، لأن الله تعالى قال وفي السماء رزقكم وما توعدون.
الرزق كالأمطار، والمال والبنون وغيرهم، هي من الأشياء الحسية والمادية التي تعود بالفائدة على الإنسان.
ثالثًا: يمددكم بأموال
بكثرة الاستغفار يمدك الله ويرزقك بالأموال بكل أنواعها من مال وذهب وفضة وكل ما ينتفع به.
هنا فوائد الاستغفار مادية حسية وينتفع منها، حتى لو أنها أصبحت رقمية ولكن ينتفع بها مقابل سلعة وإلخ..
فالمال وسيلة لقضاء الحوائج والانتفاع (أموال) أمر محسوس.
رابعًا: (الأموال والبنين)
الإكثار من الاستغفار علاج لمشاكل الإنجاب؛ فهو علاج حسي مادي، كما أنه علاج لتسريع وتثبيت الحمل -إن شاء الله-.
خامسًا: ( ويجعل لكم جناتٍ وأنهارًا)
قال الله تعالى: (إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ). سورة الزمر (٥٣).
بكثرة الاستغفار يغفر الله ذنوبك جميعها؛ وتنال الجنات والأنهار والخير في الحياة الدنيا والآخرة.
ما الفرق بين التسبيح والاستغفار؟
الكثير لا يعرف الفرق بين التسبيح والاستغفار، وفي هذه المقالة سوف يبين لنا -الأستاذ ثامر- الفرق بينهما.
التسبيح
هو من الأمور غير المحسوسة وغير الملموسة وهو علاج للأمور المحسوسة والملموسة، وتدبير للشأن بما فيه من خير من الله -عز وجل-.
التسبيح منقذ للإنسان من بعض الأمور غير المحسوسة، وغير الملموسة مثل ضيق الصدر وبه ييسر الله -عز وجل- طريق الخير للإنسان .
سيدنا يونس عليه السلام عندما ابتلعه الحوت فالذي أنجاه الله والقدر؛ لأنه كان من فئة المسبحين.
فقد تغيرت الأحوال كاملة له ولمجتمعه أي أن الخير يعم الجميع بسبب التسبيح بالمسائل المنهجية، التسبيح عام للأشياء غير المحسوسة والملموسة.
الإستغفار
هو للأشياء الملموسة والمحسوسة التي تعود بالمنفعة على ذات الإنسان. فالاستغفار خاص للأشياء المحسوسة والملموسة، والله أعلم وأحكم.
وفي أنفسكم أفلا تنظرون؟
قالى الله تعالى: ﴿ وَفِي أَنْفُسِكُمْ أَفَلَا تُبْصِرُونَ)، سورة الذاريات (٢١).
عليك بالاستغفار والتسبيح، وإطالة السجود، عند الشعور بالهم والحزن، وضيق الصدر لأن فيهم العلاج.
كثرة التسبيح تجلى الصدور، وتذهب الهموم والحزن، وعند إطالة السجود يزول الهم مباشرةً.
من خلال دروسنا السابقة لدينا علاجان للأمراض النفسية؛ التسبيح والاستغفار واليوم سوف نضيف علاجات آخرى وهي:
الصوم
لا يحزن إنسان يصوم؛ بل من المستحيل الشعور بالحزن والاكتئاب وتعكر المزاج.
لأن صوم النوافل لله تعالى بإرادة الإنسان، والصيام في شهر رمضان أمر واجب.
البخلاء هم من يصومون فقط بشهر رمضان، فكما نرى، بعض الأشخاص خلال صيامهم في شهر رمضان تصيبهم العصبية والتأفف والتذمر، هذا الإنسان مثل البخيل، مثل الذي يعطي نذر.
أصبح لدينا قاعدة ربانية، وهي التسبيح والاستغفار، ما سار فيهم إنسان إلا وأصابه الخير الكثير ولا يصيبه أي شر ملموس أو محسوس بل ينال الخير كله.
قال الله تعالى: (من شر الوسواس الخناس- الذي يوسوس في صدور الناس). سورة الناس (٤-٥).
إن ضيق الصدر والحزن والاكتئاب والنسيان مقترنان بالشيطان
فالشيطان له دور كبير في مسألة الضغط داخل الصدر من ضيق واكتئاب…كما ورد في سورة الناس بالاستعاذة من الشيطان.
فالتسبيح يبعد عنك كيد، وسقم، ووسوسة الشيطان بالصدر، وهنا أيضًا فائدة اخرى للتسبيح وهي التحصين.
الإستغفار والطاقة
وذكرنا في دروس الطاقة أنه من العلاجات، فعندما تجلس أمام البحر أو الجبل …. وتتأمل و تستغفر، وتسبح الله على هذا الخلق الجميل، هنا تنال الأجر والثواب، وأيضًا يكون فيه العلاج.
إذاً الاستغفار له أهمية وفضل كبير في حياتنا، فمن داوم على الاستغفار، نال الخير والبركات، ومحبة الله -عز وجل-. وبه تكشف الكروب وتمحى الذنوب، وتقضى الحوائج، وترفع الدرجات، وتكثر الأموال والبنون، وتقضى الديون، وتنال المغفرة من الله ، فكن مستغفرا تائباً منيبًا لله عز وجل.
اللهم اغفر لنا ما قدمنا وما أخرنا وما أسررنا وما أعلنا وما أنت أعلم به منا أنت المقدم وأنت المؤخر إنك على كل شيءٍ قدير.
والله أعلم واحكم
ثامر 🌷🌷
المصدر: قناة ثامريات
ويمكنك قراءة: لماذا أوقف الله المعجزات وحفظ القرآن
