عودة سيدنا عيسى ويحيى عليهما السلام في آخر الزمان

the sun
دقيقة للقراءة
عودة سيدنا عيسى ويحيى عليهما السلام - الفلك والجفر مع ثامر

المقدمة :

هناك من يؤمن بعودة سيدنا عيسى عليه السلام في آخر الزمان، وهناك كذلك من لا يؤمن بعودته

وكما اختلفت الآراء وتطرق الكثيرين عن سبب عودته، وهل سيحارب مع المهدي المنتظر ؟ أم سيقاتل الدجال ؟

ومن خلال دراساتنا في آيات القرآن الكريم والكتب السماوية نجيب على هذه التساؤلات من وجهة نظرنا

كذلك لنا دراسة خاصة نطرحها ونثبتها لكم عن عودة سيدنا يحيى مع سيدنا عيسى عليهما السلام في مقالنا التالي

- Advertisement -

أولاً : عودة سيدنا عيسى عليه السلام

بدايةً نوضح ما يخص عودة سيدنا عيسى عليه السلام بأدلة القرآن الكريم والكتب السماوية.

ففي سورة مريم قال تعالى :

بسم الله الرحمن الرحيم 
{{ فَأَتَتۡ بِهِۦ قَوۡمَهَا تَحۡمِلُهُۥۖ قَالُواْ يَٰمَرۡيَمُ لَقَدۡ جِئۡتِ شَيۡـٔٗا فَرِيّٗا (27) 
يَٰٓأُخۡتَ هَٰرُونَ مَا كَانَ أَبُوكِ ٱمۡرَأَ سَوۡءٖ وَمَا كَانَتۡ أُمُّكِ بَغِيّٗا (28) 
فَأَشَارَتۡ إِلَيۡهِۖ قَالُواْ كَيۡفَ نُكَلِّمُ مَن كَانَ فِي ٱلۡمَهۡدِ صَبِيّٗا (29)
قَالَ إِنِّي عَبۡدُ ٱللَّهِ ءَاتَٰني ٱلۡكِتَٰبَ وَجَعَلَنِي نَبِيّٗاً (30) 
وَجَعَلَنِي مُبَارَكًا أَيۡنَ مَا كُنتُ وَأَوۡصَٰنِي بِٱلصَّلَوٰةِ وَٱلزَّكَوٰةِ مَا دُمۡتُ حَيّٗا (31) 
وَبَرَّۢا بِوَٰلِدَتِي وَلَمۡ يَجۡعَلۡنِي جَبَّارٗاً شقياً 32) 
وَٱلسَّلَٰمُ عَلَيَّ يَوۡمَ وُلِدتُّ وَيَوۡمَ أَمُوتُ 
وَيَوۡمَ أُبۡعَثُ حَيّٗا (33) 

نرى في الآية الكريمة السابقة رقم 33، إعجازاً لغوياً بالإعراب البلاغي حيث :

كلمةولدت ” : فعل ماضي، ويوم أموت : فعل مضارع يفيد الاستمرارية المستقبلية، وليس ( ويوم مات ) مثلاً، أو يوم مت، حيث (مات أو مت : فعل ماضي).

مثلها كمثل ( يوم أبعث حياً )، تشابه البعث والموت بالمستقبل، بمعنى آخر أنه لم يقع بعد.

- Advertisement -

أي أن سيدنا عيسى لم يمت، بل بُعث حياً

كذلك ورد نفس السياق عن سيدنا يحيى عليه السلام في آيات القرآن الكريم

للتوضيح أكثر نستعرض لكم عودة سيدنا يحيى عليه السلام.

- Advertisement -

ثانياً : عودة سيدنا يحيى عليه السلام

ففي سورة مريم قال تعالى :

{ يَا يَحْيَى خُذِ الْكِتَابَ بِقُوَّةٍ وَآتَيْنَاهُ الْحُكْمَ صَبِيًّ (١٢) وَحَنَانًا مِّن لَّدُنَّا وَزَكَاةً وَكَانَ تَقِيًّا(١٣) وَبَرًّا بِوَالِدَيْهِ وَلَمْ يَكُن جَبَّارًا عَصِيًّا(١٤) وَسَلامٌ عَلَيْهِ يَوْمَ وُلِدَ وَيَوْمَ يَمُوتُ وَيَوْمَ يُبْعَثُ حَيًّا(١٥) }

سورة مريم

انظر هنا للآية رقم ١٥ من السورة الكريمة السابقة، ( وسلامٌ عليه يوم ولد ويوم يموت ويوم يبعث حياً )

يوم ولد : فعل ماضي، يوم يموت : فعل مضارع، ويوم يبعث : فعل مضارع كذلك يفيد الاستمرارية.

وإثباتاً لوجهة نظرنا على أن سيدنا يحيى سيعود مع سيدنا عيسى عليهما السلام، ما ذكر في الآيات الكريمة السابقة من القرآن الكريم، وما ورد في الأحاديث النبوية الشريفة، كذلك ما جاء بالإنجيل في العهد القديم.

ونذكره في ما يلي

سورة مريم

عودة سيدنا يحيى عليه السلام من الحديث النبوي الشريف

عن مالك بن صعصعة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (فانطلقتُ مع جبريل حتى أتينا السماء الدنيا، قيلَ: مَن هذا؟ قاَل جبريل، قِيل: من مَعك؟ قيل: محمد، قِيل: وقد أُرسِلَ إليه؟ قَال: نعم، قيل: مرحبا ولنِعمَ المجيء جاء، فأتيتُ على آدم فسلمتُ عليه، فقال: مرحباً بك من ابن ونبيٍّ, فأتينا السماء الثانيةَ، قيل: مَن هذا؟ قالْ: جبريل، قيل: من معك؟ قال محمد صلى الله عليه وسلم، قِيل: أُرسِلَ إليه؟ قالَ: نعم، قيل: مرحباً به ولنِعمَ المجيء جاء، فأتيت على عيسى ويحيى فقالا: مرحباً بك من أخٍ ونبيٍّ، فأتينا السماءَ الثالثةَ,…. إلى آخر الحديث الشريف . ، فأتيتُ على إبراهيم فسلمتُ عليه، فقال: مرحباً بك من ابنٍ ونبيٍّ ..).

نأخذ هذا الجزء فقط من الحديث النبوي السابق ، فتجد أن سيدنا عيسى وسيدنا يحيى عليهما السلام جالسين في السماء الثانية .

إذاً نستشف من الحديث النبوي الشريف الذي ورد أعلاه ..

أن لكونهما معاً يجلسان في نفس المكان من السماء عليهما السلام ( السماء الثانية ) هذا دليل على عودتهما معاً في آخر الزمان …

أما ما جاء في الإنجيل في العهد القديم عن عودتهما عليهما السلام تجده عزيزي القاريء في الرابط التالي ؛

https://st-takla.org/Full-Free-Coptic-Books/FreeCopticBooks-008-Anba-Metropolitan-Bishoy/002-Tabseet-El-Iman/Simplifying-the-Faith__215-2nd-Coming-Signs_11-Two-Olives.html

وعما جاء في الرواية المسيحية إن عودتهم عليهما السلام مثبته.

إذاً نستشف مما أوردناه أعلاه، أنه تشابهت الآيات الكريمة، وتشابهت الظروف الفعلية المضارعة، وتشابهت المعاني، ومن الحديث النبوي ترى أنها تشابهت في السماء من حيث الجلوس ( في السماء الثانية )، وعليه سوف تتشابه العودة كذلك، كما ما جاء في الإنجيل عن عودتهم عليهما السلام معاً.

ثالثاً : سبب عودة سيدنا عيسى عليه السلام آخر الزمان

كما ذكرنا في مقدمة المقال أن هناك آراء وتساؤلات عن عودة سيدنا عيسى عليه السلام وعن سبب عودته، وعليه نجيب من وجهة نظرنا بما يخص سبب عودته.

حيث تطرقنا لهذا الموضوع في بث مباشر للجواب على سؤال من أحد المتابعين لقناتنا في اليوتيوب، قناة الفلك والجفر مع ثامر. ( قناة ثامريات )

سبب عودة سيدنا عيسى عليه السلام من وجهة نظرنا :

بدايةً، إن معجزة سيدنا عيسى عليه السلام أنه يتحدث في المهد صبياً، وكهلاً ومن الصالحين، ( كما جاء في سورة آل عمران ) (وَيُكَلِّمُ ٱلنَّاسَ فِى ٱلْمَهْدِ وَكَهْلًا وَمِنَ ٱلصَّٰلِحِينَ) آية ٤٦

وعندما توفاه الله تعالى ( إني متوفيك ورافعك )، لم يكتمل الجزء الثاني من الآية السابقة، وهو أن يكلِم الناس كهلاً عليه السلام.

بمعنى آخر، أن سيدنا عيسى عليه السلام سوف يُحدّث الناس وهو صغيراً طفلاً في المهد، وكذلك كهلاً، ولكن لأن الله تعالى توفاه ورفعه إليه، فإن الجزء الثاني من الآية لم يكتمل

وعليه سوف يجهز و يهئ عليه السلام لهذا الأمر، وهذا التجهيز والتهيؤ هو الذي سيكون الفتنة العظيمة ، فتنة الأعور الدجال.

نوضحها أكثر ؛

بما أن دعوة سيدنا محمد عليه السلام وآله هي نشر الدين الإسلامي، وهو صلى الله عليه وآله وسلم خاتم الأنبياء، والكتاب الذي أُنزل هو القرآن الكريم والذي حفظه الله تعالى حتى يبقى،( فنحن أمة محمد خاتمة الأمم )

( إِنَّ الدِّينَ عِندَ اللَّهِ الْإِسْلَامُ ۗ) آل عمران آية ١٩

لذا في عودة سيدنا عيسى عليه السلام لن يبدأ برسالته من جديد ومن البداية، ولن يدعوك كذلك لدينٍ جديد، فهو لن يأتي لدعوة أمة جديدة

وكما ذكرنا أننا أمة محمد خاتمة الأمم، فلا يوجد أمة جديدة بعدها ليوم الدين.

سبب النزول :

إذاً ما سبب عودته عليه السلام ؟

سابقاً كان الله عزّ وجّل، يُخرج أصحاب الإيمان الحقيقي ويفضح أصحاب الإيمان المزيف ( المنافقين ).

على سبيل المثال ؛

عندما كانوا في زمن الرسول صلى الله عليه وآله وسلم يُصلون بإتجاه قبة الصخرة،

أمر الله تعالى بأن يغيروا قبلة الصلاة، وتكون قبلة المسلمين في الصلاة بإتجاه الكعبة المشرفة.

لكن منهم من اعترض ومنهم من سمع وطاع،

وبذلك فضح الله تعالى مَن إيمانه حقيقي ويطيع الله ورسوله ومن إيمانه مزيف غير حقيقي ( المنافقون ).

فضحهم الله تعالى للرسول الكريم، وأخرجهم على حقيقتهم.

وإن من الأمور الإلهية لإصلاح الأرض وإعمارها منذ الأزل هو كشف ما تخفيه الصدور، بكشف المنافقين وضعيفي الإيمان وأحدها هي فتنة الدجال.

ففي القرون السابقة عندما كان هناك سقوط للأقنعة وفضح للمفسدين والمنافقين، يكون ذلك دائماً لسبب إصلاح الأرض وإعمارها من جديد

واعلم أن لكل إخراج من الله -جلّ وعلا-، لما في الصدور، هناك إصلاح جذري خَيّر، ولكن الله تعالى هو يدرك الأبصار ونحن لا نُبصر.

تهيئة الأرض لعودة سيدنا عيسى عليه السلام :

وعليه فإن من وجهة نظرنا أن عملية إخراج مافي الصدور لهذا الكم من المسلمين في زمننا ( مليار و سبعمائة مسلم ) هي فتنة الدجال ( لفضح إيمان البشر والمنافقون )

وكما هيئ الله تعالى الأرض بالكامل وجعل جميع الأنبياء تحمي الصخرة والحامي هو الله -عز وجل-، للرسول محمد عليه أفضل الصلاة والسلام وآله، لحادثة الاسراء والمعراج

فإن فتنة الدجال هي تهيئه من الله تعالى وتجهيز لعودة سيدنا عيسى عليه السلام.

حيث أن بوجود الدجال وفتنته قد أَخرج جميع المنافقين والذين دينهم وإيمانهم ضعيف واتبعوه.

وبذلك فإن الدجال قد قدّم خدمة لسيدنا عيسى عليه السلام، بأن أخرج مافي صدور البشر ( فأظهر المنافقين والمؤمنين ) وهنا ينتهي دور الدجال.

لذلك لابد أن يقتله سيدنا عيسى أو يموت لوحده، كذلك لإعطائه عليه السلام القيادة، ونزع القيادة من الأعور الدجال.

و تبدأ حرب سيدنا عيسى عليه السلام، وهي الحرب الملحمية الكبرى الحقيقية

و يكون عليه السلام جاهز للقتال أو للمهام الموضوعة له.

ونحن نعلم أن سيدنا عيسى عليه السلام هو أمير السلام على الأرض، والله تعالى هو السلام.

لكن لديه عليه السلام، مهام ومنها سوف تكون مهام عسكرية على الأرض، وهي سوف تكون الفيصل كما يقال.

وغالبية جنده سوف يكونون من فلسطين أيضاً.

الختام :

من وجهة نظرنا ودراساتنا الخاصة، أن الله تعالى يهيء الأرض ويُسيّر الأحداث لعودة سيدنا عيسى ويحيى عليهما السلام،

لمهام قيادية وعسكرية ( الحرب الملحمية الكبرى الحقيقية )

والله تعالى أعلم وأحكم

ثامر 🌷🌷

المصدر : الفلك والجفر مع ثامر

مشاركة